مقتل سائق على يد صديقه بسبب خلاف على أولوية المرور

«ده عقلى، نور عينى اللى بشوف بيها».. «أم علاء»، سائق الميكروباص الذى قتله صديقه بطلق خرطوش بعد أذان المغرب فى شهر رمضان، تبكى «رحيل أول فرحتها»، تستنكر أن تروح روحه هدرًا، بسبب مشاجرة أخيه الأصغر مع 3 شباب، أحدهم ابن خالة المتهم، عامل، على أولوية المرور بالطريق، «ولدى كان راكب العربية وجايبها لأخوه الكبير، قابلوه الشباب كانوا راكبين موتوسيكل واتخانقوا معاه»، استعانوا بأقاربهم وأصدقائهم وحضروا إلى محل سكننا فى المنشية بشبرا الخيمة فى القليوبية، بالأسلحة النارية والبيضاء، حيث وقعت الجريمة.
والدة «علاء» إلى جوار زوجها، تجلس أثناء حكيه تفاصيل الجريمة، بينما صورة الابن البكرى، وشريط ذكريات طفولته يدور، ويسترجعان أحلامه «نفسى أشتغل فى شركة بدلاً من الميكروباص»، ولحنيته قاللى: «هزوج أختى الصغيرة الأول وبعدين هجهز نفسى».
الأب حضر إلى مسكنه قبل الإفطار «قلت أريح ساعة»، وأعطى مفاتيح سيارته لابنه الأصغر «سعيد»، وقال له: «روح وهديها لأخوك (علاء) فى الموقف، عشان يعمل له دورين لحد المغرب».
فى تلك الأثناء، تقابل «سعيد» مع 3 شباب يستقلون «موتوسيكل»: «فضلوا يحدفوا عليا يمين وشمال»، يحكى: «اتخانقوا معايا، فاتصلت بأخويا (علاء) وقلت له: (إلحقنى فى عيال بيضربونى)، وبمجرد حضوره إلى المكان وقوله لهم: (كل سنة وإنتوا طيبين إحنا فى أيام مفترجة)، حتى قطعوا الطريق بالدراجة النارية وأوقفوا الميكروباص، وقالولى فى تهديد: (مش ده أخوك، مش هتمشى لا أنت ولا هو، ولا عربيتكم)».
«سعيد» استغل لخمة الشباب فى التعدى على أخيه، ولاذ بالفرار ب«الميكروباص»: «لحسن يكسروه وتبقى مصيبة»، هكذا تصور، حتى نجح النّاس فى فض مشاجرتهم مع أخيه الأكبر، الذى عاد إلى منزلهما، حيث وجد أباه ينتظر قدومه عند ناصية الشارع، ليحكى له ما دار من أحداث، حزينًا: «بقول للى ضربوا أخويا كل سنة وإنتوا طيبين عورونى».
لم تمر 3 دقائق، حسب والد «علاء» و«سعيد»، «لقيت حوالى 30 أو 40 شاب جايين ناحيتنا، وواحد فيهم عرفت اسمه فيما بعد وإنه صاحب ابنى الكبير ويُدعى (كريم شحتة)، شتمه وقاله: (الخناقة دى معاك أنت.. خلى بالك أنت اشتكلت مع ابن خالتى (عبدالله) وده زى أخويا)، وبعدها ضرب طلقة من بندقية خرطوش كانت بحوزته فجاءت فى بلكونة تقف بها إحدى السيدات فأحدث رعبًا بين الأهالى، الذين دافعوا عن أنفسهم بقذف المعتدى ومن معه بالطوب والحجارة حتى تراجعوا».
تقهقر المعتدون مسافة ناصيتين، فيما عدا «كريم» الذى ظل على حاله واقفًا فى مواجهة ابنى «علاء»، بينما كان يمسك بآلة حادة للدفاع عن نفسه ويعاتب صاحبه: «إنت رافع علىّ بندقية»، فرد عليه: «وأضربك كمان»، وفق الأب «أطلق عيارًا على صدر ابنى فوقع غارقًا فى دمه، وراح المستشفى يوم والتانى مات».
«الضهر والسند راح».. دوى صراخ والد «علاء» بها، «كان بيشيل فى كل مصاريف البيت، أنا صاحب مرض، وبنزل أحيانًا شغل غصب عنى، ده رفض يخطب ويتزوج إلا لما يستر أخته الصغيرة الأول»، ويذكر ما كان يدونه ابنه الضحية «أنا علاء اللو حبيب الكل»، يشير إلى حب الناس له «عمره ما جاب مشكلة مع حد».
أجهزة الأمن ضبطت المتهم الرئيسى «كريم» بحوزته أداة الجريمة، فيما تلاحق باقى المتهمين الهاربين، ويطالب والد المجنى عليه ب«القصاص القانونى العاجل»، وإلى جواره زوجته، تائهة غير مصدقة ما دار فى لمح البصر «دفن العريس»، ترددها أثناء جنازته التى خرجت فجرًا بمسقط رأس الأسرة فى المنوفية «كانت زفة، والدنيا ليل، والمئات مشوا وراه».
النيابة العامة عاينت مسرح الجريمة وأمرت بالتحفظ على كاميرات المراقبة لتفريغها وبيان التقاطها صورًا للأحداث من عدمه، فضلًا عن طلب تحريات المباحث حول الواقعة.
تحريات الشرطة الأولية توصلت إلى أن المتهمين تربصوا بالمجنى عليه وأعدوا لذلك الأسلحة النارية والبيضاء.