إشادة واسعة بزيارة جوتيريش إلي معبر رفح.. ودبلوماسيون: «جدير بجائزة نوبل» (تقرير)

«جديرًا بترشيحه لجائزة نوبل» إشادة واسعة بزيارة جوتيريش إلى معبر رفح ضمن جولتة التضامنية السنوية في رمضان
في إطار جولتة التضامنية السنوية خلال شهر رمضان، والتي يقوم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، منذ كان مفوضا ساميا لشؤون اللاجئين، اختار جوتيريش هذا العام التوجه إلى معبر رفح لتسليط الضوء على مصاعب وألم الفلسطينيين في غزة والعقبات التي تعيق تخفيف معاناتهم.
ومن أمام معبر رفح قال جوتيريش: «أمر فظيع أن الفلسطينيين في غزة، بعد معاناة على مدى أشهر كثيرة، استقبلوا شهر رمضان والقنابل الإسرائيلية لا تزال تتساقط عليهم والرصاصات لا تزال تتطاير والمدفعية لا تزال تقصف، والمساعدات الإنسانية لا تزال تواجه عقبات تلو الأخرى».
وأضاف: «الفلسطينيون في غزة، أطفالا ونساء ورجالا، ما زالوا عالقين في كابوس لا ينتهي.. مجتمعات تُطمس، ومنازل تهدم، وعائلات وأجيال بأكملها يتم محوها فيما يطارد الجوع والمجاعة السكان».
جديرًا بترشيحه لجائزة نوبل
وعبّر السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، عن شكره وامتنانه تجاه الأمين للأمم المتحدة، وأكد أن أنطونيو جوتيرش «جدير بترشيحه لجائزة نوبل»، نظرًا لجهوده البالغة التي بذلها وتعرضه لمخاطر كبيرة أثناء وقوفه في معبر رفح مرارًا وتكرارًا، وتصريحاته التي تتسم بالعدالة، حيث أكد على ضرورة الالتزام بالمصلحة العامة وعدالة القانون الدولي، على الرغم من عدم إرضاء جميع الأطراف.
وأكد السفير جمال بيومي ل «المصري اليوم»، على نجاح الجانب الدبلوماسية المصرية الجهود المبذولة والتقدم الذي تحققه «كانت مكللة بالنجاح»، مشيرا إلى دور الدبلوماسية الرئاسية التي تتجاوز السفريات والاجتماعات، إذ أن الرئيس بصفته رئيسًا للدولة، يتمتع بوسائل وقدرات لا تقتصر فقط على المستوى الوجيه، واتصالاته اليومية تكشف عن دور نشط فعال، حيث يتواصل بشكل وثيق مع زملائه في العالم، ويشارك في اجتماعات عالمية تعكس تأثيره الإيجابي على الساحة الدولية، وتبرز دوره الكبير في الجمعيات العامة.
من جانبه، ثمن السفير منير زهران، الزيارة الثانية لجوتيريش لقطاع غزة ومعبر رفح، وكذلك تصريحاته، والتي أعرب فيها عن تضامنه مع معاناة الفلسطينيين في غزة جراء الأعمال الإرهابية العنيفة التي تُنفذها إسرائيل ضدهم، والذي أكد مرة أخرى أن مثل هذه الإجراءات تُعتبر عقابًا جماعيًا ضد الشعب الفلسطيني، مشددًا على ضرورة استمرار تدفق المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح كوسيلة أساسية لتوفير المواد الإنسانية لسكان القطاع الذين عانوا من الهجمات الإرهابية.
وأكد السفير عزت سعد، مدير المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى مصر هي زيارة دعم وتقدير للموقف المصرى من القضية الفلسطينية والعناصر التي يقوم عليها هذا الموقف والتى تتطابق مع موقف الأمم المتحدة من حيث أهمية وقف إطلاق النار وضرورة نفاذ المساعدات ورفض التهجير القسرى لأبناء الشعب الفلسطينى ورفض العقاب الجماعي.
موقف إيجابي
في السياق ذاته، قال السفير عزت سعد، في تصريحات تليفزيونية، أن الأمين العام له موقف إيجابى وبناء منذ بداية الأزمة في غزة، وجزء من هذه الزيارة يتعلق بدعم الجهود الرامية إلى التعامل مع الكارثة الإنسانية في غزة خاصة في منطقة رفح، حيث قام جوتيريش بزيارة المستشفيات وقدم الدعم اللازم للطواقم الطبية الفلسطينية والعاملين في الأونروا الذين يتعرضون لضغوط شديدة من الجانب الإسرائيلي.
فيما قال عبدالمهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش للعريش تأتي في إطار الترويج من الدرجة الأولى عن قطاع غزة أمام أنظار العالم مرة أخرى، وبشكل مختلف يهدف إلى الضغط على إسرائيل التي تمنع دخول المساعدات إلى غزة.
تفضح الأقاويل الإسرائيلية والأمريكية
من جهتها، ثمنت حركة فتح زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى معبر رفح، وقال ياسر أبوسيدو، قيادي بحركة فتح، إن زيارة أنطونيو جوتيريش، تفضح الأقاويل الإسرائيلية والأمريكية بأن مصر تغلق معبر رفح، وهذا يؤكد أن المعبر مفتوح لكل من يريد أن يقدم مساعدة للضحايا في قطاع غزة.
الزيارة الثانية
وتأتي زيارة جوتيريش الثانية إلى رفح، في الوقت الذي يهدد فيه الاحتلال الإسرائيلي شن عملية عسكرية كبيرة على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، رغم مناشدات دولية للحيلولة دون القيام بمثل هذا الهجوم.
ومن أم معبر رفح أشاد جوتيريش بالجهود المصرية المبذولة في مساندة أهل غزة، دعا إلى سرعة التوصل إلى وقف لإطلاق نار في قطاع غزة، وضرورة سماح إسرائيل بدخول شاحنات المساعدات المكدسة على الجانب المصري من الحدود مع القطاع.
ووصف جوتيريش الوضع بأنه مأساوي ومثير للغضب أخلاقيا، وحذر من أن توسع الهجوم سيؤدي إلى تدهور الوضع للمدنيين الفلسطينيين وللرهائن ولجميع سكان المنطقة.
الرئيس يثمن مواقف جوتيريش
واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأحد، بقصر الاتحادية، أنطونيو جوتيريش بحضور سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، وفيليب لازاريني«مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين»الأونروا«، و»إلينا بانوفا«المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر.
تناول اللقاء العديد من الموضوعات الدولية والإقليمية، مع التركيز على تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث استعرض الرئيس الجهود المكثفة للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بالقدر الكافي لإغاثة المنكوبين بالقطاع، سواء بالطريق البري بالتنسيق مع الأجهزة الأممية ذات الصلة، أو من خلال الإسقاط الجوي لاسيما لمناطق شمال القطاع.
وشهد اللقاء شهد تطابقًا في المواقف بشأن خطورة الموقف وضرورة تجنب تغذية العوامل المؤدية لاتساع نطاق الصراع، وكذلك الرفض التام والقاطع لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ورفض والتحذير من أي عملية عسكرية في رفح الفلسطينية، بما لها من تبعات كارثية على الوضع المتدهور بالفعل.
وثمن الرئيس عبدالفتاح السيسي مواقف جوتيريش من الأزمة الجارية، وحرصه على الالتزام بمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ونشاطه المستمر لحث المجتمع الدولي على التحرك لإنهاء الحرب وحماية المدنيين، مؤكدًا ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسئولياته في ذلك الصدد، ومشدداً على خطورة قطع بعض الدول دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فيما يعد عقاباً جماعياً للفلسطينيين الأبرياء.
جوتيريش يشيد بالجهود المصرية
بدوره أعرب جوتيريش عن تقديره الكبير لدور مصر الإقليمي كركيزة محورية للاستقرار، مشيداً بالجهود المصرية للدفع نحو وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحرص مصر على إبقاء منفذ رفح البري مفتوحاً بشكل متواصل على مدار الشهور الماضية منذ بدء الأزمة الراهنة.
وأشار إلى زيارته أمس إلى المعبر، مثنياً في هذا الإطار على ما لمسه من جهد مصري ضخم لقيادة وإدارة عملية إيصال المساعدات إلى أهالي غزة، على الرغم من العراقيل والصعوبات الشديدة التي تواجهها تلك العملية، معيداً التشديد على ضرورة وقف إطلاق
وشدد الجانبان على حتمية حل الدولتين كمسار وحيد لتحقيق العدل والأمن والاستقرار بالمنطقة وضرورة تهيئة الظروف الملائمة لتفعيله، محذرا من تداعيات الحرب في غزة على مستوى العالم.
وخلال المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية سامح شكري، شدد جوتيريش على أن الطريقة الوحيدة الفعالة لنقل البضائع الثقيلة هي عن طريق البر، مشيرا لضرورة أن تكون هناك زيادة هائلة في السلع، معقبا «الفظائع الحالية في غزة لا تخدم أحدا، ولها تأثيرها في جميع أنحاء العالم، والاعتداء اليومي على الكرامة الإنسانية للفلسطينيين يخلق أزمة مصداقية للمجتمع الدولي، يتحدى القيم التي نعلنها باعتبارها عالمية، ويتحدى كذلك القانون الدولي والمبادئ الإنسانية الأساسية».
وحث أنطونيو جوتيريش جميع البلدان على ضمان سلامة النظام الدولي لحماية اللاجئين وحقوق جميع الأشخاص المتنقلين، مشيدا بحكمة القيادة المصرية في هذه الأوقات الصعبة، وبكرم شعب مصر والتزامهم بقيم الرحمة والسلام والتسامح، ويكفي أنه على أحد جانبي الحدود من ناحية مصر، توجد شاحنات إنسانية محجوبة على مد البصر.