الدكتورة لمياء زايد رئيس «الأوبرا» ل«المصري اليوم»: صيانة المسارح وزيادة رواتب الفنانين على قائمة أولوياتى

قالت الدكتورة لمياء زايد، رئيس دار الأوبرا المصرية، إن الحفاظ على فنانى الأوبرا على قائمة أولوياتها، لافتة إلى سعيها إلى زيادة مكافآتهم، بالإضافة إلى صيانة المسارح بشكل دوري.
وأضافت، فى حوار ل«المصرى اليوم»، أن الأوبرا تنظم برنامجًا رمضانيًا حافلًا بالنجوم، ومهرجان الموسيقى العربية الذى يجرى الاستعداد له سيشهد حضورًا مصريًا وعربيًا من كبار النجوم، وقالت إن التعاون بين الأوبرا المصرية والدول العربية سيشهد نموًا، خلال الفترة المقبلة، وإلى نص الحوار:
■ بداية ماذا عن الهدف الرئيس الذى تسعى رئيس الأوبرا لتحقيقه؟
- أن تعود الأوبرا لمساعدة أعضاء الفرق الفنية، إذ إن كل فنان بالأوبرا هو قيمة غير موجودة فى أى مكان آخر، وتحتاج منا أن نحافظ عليها كى لا يهجر الأوبرا ويبحث عن مكان آخر يوفر له دخلا أكبر، لدينا فى الأوبرا فنانون على مستوى عالمى، ومهمتى أن أحافظ على وجودهم وعلى مستواهم الفنى، وأن تقدم لهم الأوبرا كل الدعم، كى يستمروا، أما عن دار الأوبرا كصرح ومبنى قائم، فإن دورى هو الحفاظ عليه كما قام الرؤساء السابقون بحمايته والحفاظ عليه.
■ مشوار طويل من العمل الدؤوب داخل أروقة دار الأوبرا المصرية، متى بدأ؟
- دخلت الأوبرا المصرية قبل أن تفتح أبوابها، عام 1988، وعندما احترق مبنى الأوبرا الخديوية وبدأ العمل فى إنشاء مقر دار الأوبرا الحديثة، كنت راقصة فى فرقة البالية، وقتها دخلنا الأوبرا لإجراء التدريبات الفنية، تمهيدًا للافتتاح الرسمى عام 1989، وأتذكر وقتها أننا كفنانين كنا نرتدى «أحذية البالية» وفوقها أكياس بلاستيكية حتى نحافظ على خشب المسرح، أنا كنت شاهدة على هذا الصرح العظيم منذ بداياته، وبعد حريق الأوبرا الخديوية، كنا نقدم عروضنا لسنوات على مسرح البالون ومسرح الجمهورية وسيد درويش، وكان بناؤها حلمنا، وانتظرنا أن تفتح أبوابها يومًا بعد يوم.
ومن خلال فرقة باليه الأوبرا، تنقلت بين المواقع، من راقصة باليه سوليست ومدربة، ومخرج منفذ، ونائب مدير فرقة باليه أوبرا القاهرة، ومدربة الفرقة بمركز تنمية المواهب إلى عملى كمساعد للدكتور عبدالمنعم كامل، رئيس دار الأوبرا المصرية، والذى تنبأ لى بمنصبى الحالى، فصنع بداخلى حلم ذاتى أننى سأصل إلى تولى مسؤولية إدارة الأوبرا المصرية، حتى تم تكليفى من الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، وفى الوقت نفسه كنت أهتم بدراستى العلمية، فأنا أستاذ التصميم والإخراج بمعهد الباليه، وشرفت بأن أكون عميدًا لمعهد الباليه، وأنا أرى أن معهد الباليه ودار الأوبرا بيت واحد، فنحن نعلم طلاب الباليه ونقدمهم كمحترفين فى فرقة الأوبرا.
■ هناك تصور دائم لدى البعض من أن فنان أو فنانة البالية لابد أن يكون من جنسية أجنبية، ما مدى صحة ذلك؟
- الفرق الفنية التابعة للأوبرا فرق محترفة ذات مستوى عالمى، إلا أن الاستعانة بفنانين أجانب داخل فرق الباليه يكون من خلال سوليست أجنبية، وأحيانًا من خلال التبادل مع الفرق الفنية العالمية.
■ كم يبلغ عدد الفرق التابعة للأوبرا؟
- أوركسترا الأوبرا والباليه، فرقة الباليه، فرقة الأوبرا للغناء الأوبرالى، الأوركسترا السيمفونى، فرقة الرقص الحديث، فرقة الفرسان، كورال أكابيلا، والفرقة القومية للموسيقى العربية، والتى تضم 5 فرق فرعية، منها «عبدالحليم نوارة والتخت الشرقى والإنشاد الدينى، وفرقة إسكندرية للموسيقى العربية وفرقة التراث»، فضلًا عن مركز تنمية المواهب والمسؤولة عن تفريغ مواهب، كل فرقة من الفرق تمت تربيتها فى أكاديمية الفنون، وهى قيمة فنية كبيرة تحتاج أن نحافظ عليها.
■ فنانة تدرجت فى المسؤوليات حتى وصلت لإدارة دار الأوبرا المصرية، ما هى أولوياتك خلال الفترة المقبلة؟
- أولوياتى هى تنفيذ الصيانات المطلوبة للمبنى والمسارح، إذ تحتاج الصيانة إلى ميزانية كبيرة، مع التأكيد على دعم وزيرة الثقافة، الدائم لنا، ثم حصول الفرق الفنية على فرصها المتاحة، ورفع المستوى المادى لفنانيها، حتى لا يتركوا الأوبرا، مع مراعاة كوننا جهة حكومية، إلا أن الوقوف على مسرح الأوبرا المصرية حلم لكل فنان، وما نسعى لتحقيقه هو أن يحصل الفنان على متطلباته وظهوره فى أفضل حالة على خشبة المسرح، وأنا أعمل حاليًا على زيادة الرواتب والمكافآت، مع مراعاة أننا قطاع من قطاعات وزارة الثقافة، مع التأكيد على أن كل عضو من أعضاء الفرق الفنية قيمة فنية لا مثيل لها، وأغلبهم أساتذة فى أكاديمية الفنون، أو طلاب بها، وسنعمل على إعادة مستوى الأوبرا الفنى من خلال دعم فرقها الفنية، فلدينا أكبر عدد فرق فنية ملتحقة بدور الأوبرا فى كل دول العالم، كل واحدة منها تمثل قيمة كبيرة، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على ما قدمه رؤساء الأوبرا السابقين من إنجازات.
■ ما هى خطتك للحفاظ على فنانى الأوبرا؟
- فنان الأوبرا قيمة كبيرة ولا تقدر بثمن، لهذا منذ اليوم الأول لعملى وأنا أسعى للحفاظ على تواجدهم واستمرار عملهم من خلال رفع كادر الفنانين وزيادة المكافآت، لأن الفنانين يعانون وخطتى أن أنهض بهم ماديا ومعنويا، وكل العاملين بالأوبرا من فنيين وإداريين.
■ ماذا عن أوبرا الأقصر وواحة أكتوبر وأوبرا المنصورة وأوبرا العاصمة الإدارية الجديدة؟
- لا تزال أوبرا الأقصر مشروعًا ندرسه، وأوبرا واحة أكتوبر لا يزال العمل فيها قائما، لإجراء التعديلات الهندسية المطلوبة، ونركز حاليًا على أوبرا المنصورة، فهناك توجيهات من وزيرة الثقافة بسرعة الانتهاء منها، وبالنسبة لأوبرا العاصمة الإدارية الجديدة فهى لا تتبعنا، وعند إقامة احتفالات فيها تتم الاستعانة بالفرق الفنية الموجودة لدينا.
■ إلى أى مدى هناك إقبال على العروض الفنية بالأوبرا؟
- جميع عروضنا الفنية «كاملة العدد»، ولدينا برنامج فنى قوى موزع على مدار العام، وحاليا نستعد للموسم الرمضانى.
■ هل هناك حفلات لفرق أجنبية خلال الموسم الجارى؟
- حاليًا لا تتم الاستعانة بفرق أجنبية إلا فى إطار التبادل الفنى والثقافى بين الدول، مع العلم أنه يوجد بعض الأعضاء فى فرقة البالية والأوركسترا السيمفونى من الأجانب، وهو أمر متعارف عليه عالميا، حيث تضم الفرقة جنسيات متعددة، ويتم التعاقد معهم خلال العرض الفنى أو لمدة سنوية، وفى المقابل فإن فرق الأوبرا المصرية جابت العالم كله، ونجحت فى تقديم فنونها بكل دول العالم.
■ شهدنا تعاونًا مصريًا سعوديًا فى دار الأوبرا المصرية؟
- إقامة حفل مصرى سعودى بدار الأوبرا المصرية، كان من خلال بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة المصرية وهيئة الترفيه السعودية، وكان لنجاح الاحتفالية أن طلبت هيئة الترفيه السعودية تنظيم احتفالية مصرية على أرض السعودية، يشارك فيها فريق الباليه وفرق الموسيقى العربية.
■ هل أقيمت احتفالات عربية مماثلة؟
- قدمت فرقة الرقص الحديث عروضًا فنية بأوبرا عمان، وقبلها شاركت فرقة الأوبرا بعرض الليلة الكبيرة بنفس الأوبرا.
■ ماذا عن النشاط الرمضانى؟
- نستعد حاليًا ببرنامج ثرى سيقدم خلال الشهر الكريم، وأؤكد أنه سينال إعجاب كل جمهور الأوبرا ويرضى كل الأذواق.
■ إلى أى مدى يمكن للثقافة أن تغير المجتمع؟
- الفن المصرى فن متأصل فى وجدان الشعب، رغم دخول ثقافات غريبة جديدة عليه، لكنها غير مؤثرة وتنتهى سريعًا، مهما «فرقعت» أو ارتفع صوتها فعندما يرغب إنسان بسيط مصرى أو عربى فى الذوق الفنى، لا يجد سوى صوت «أم كلثوم» وعبدالحليم ونجاة وفريد الأطرش، فلن «يشغل مهرجانات».
■ هل تفتح الأوبرا أبوابها لكل فنانى مصر؟
- الأوبرا المصرية بيت لكل فنان مصرى، وهى حلم كل فنان عربى، ونحن حاليًا نسعى إلى استقطاب كل الفنانين المصريين المحترفين، ونشهد خلال الفترة المقبلة نجومًا مصريين وعربا.
■ هل سنجد وجوها مصرية وعربية جديدة خلال مهرجان الموسيقى العربية المقبل؟
- نحن نستعد حاليًا لدورة قوية من مهرجان الموسيقى العربية، خصوصًا أن مهرجان العام الماضى تم إلغاؤه بسبب أحداث غزة، وسيشهد مشاركة أسماء فنانين كبار من مصر والوطن العربى.