كارثة جديدة تهدد غزة انتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي "A" بين النازحين في القطاع ( تقرير)

في ظل الأوضاع الكارثية التي تشهدها غزة منذ بداية أحداث 7 أكتوبر الماضي بجانب ظروف البرد القارس، يعيش النازحون في القطاع أوضاعًا صعبة للغاية، مما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة، من بينها فيروس التهاب الكبد الوبائي «A».
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أن هناك نحو 8 آلاف إصابة بعدوى التهابات الكبد الوبائي «A»، بينهم 6723 إصابة لأطفال، وذلك نتيجة الاكتظاظ وتدني مستويات النظافة، والمياه غير الصالحة للشرب في أماكن النزوح، توقعت الوزارة أن تكون أعداد الإصابة بعدوى التهابات الكبد الوبائي مضاعفة في أماكن النزوح المختلفة في غزة.
وأكد الدكتور اسلام عنان، أستاذ إقتصاديات الصحة وعلم انتشار الوبائيات بكلية الصيدلة، أن ما يحدث في المنظومة الصحية داخل قطاع غزة هو كارثة صحية تهدد السكان، نظرا لما حدث للمستشفيات من تدمير وفقدان المبادئ الأساسية للحفاظ على النظام الصحي، ومنها المستشفيات وأدوات العلاج والتشخيص، وأيضا الأدوية الغير متوفرة، كما فقدت غزة عدد كبير من أطبائها، مؤكدا أن غزة تفتقد الآن كل السبل الرعاية الصحية.
وقال عنان أن الرقم المعلن عنه حتى الآن ليس صحيحًا، وهو أقل بكثير من العدد الحقيقي، في ظل عدم وجود وسائل رصد حقيقية، مشيراً إلى أن انتشار فيروس الكبد الوبائي يأتي من عدة أسباب أهمها المياه الغير صالحة للاستخدام والملوثة، وعدم وجود بيئة صحية، وأيضا الطعام الغير صالح للتناول.
وأكد أن الفيروس المنتشر بين النازحين من سكان غزة هو مرض خطير ومعدي وينتقل سريعاً، وإذا أصيب به أحد أفراد العائلة فسوف ينتقل إلى باقي الأفراد، متابعاً أن فترة حضانته التي ينتقل منها لجسم آخر هي أسبوعين.
وأضاف عنان أن طرق العلاج العلمية الصحيحة قد لا تكون منطقية الآن بالنسبة لما يعانيه سكان القطاع والنازحين، فالمياه النظيفة والغذاء الجيد هما الحل لوقف انتشار هذا الفيروس وانتقال العدوى، ولكن إذا ظهر على أي شخص أعراض المرض يتم عزله فوراً، مؤكداً أنه لا بديلٍ عن الحل العلمي سوى وقف الحرب ودخول المساعدات في أسرع وقت.
وأكد عنان أن إدخال المساعدات مهمة لتوفر أدوية ولقاحات للحد من انتشار الفيروس، مشيراً إلى أنه ليس مرضاً مميتاً إذا تم علاجه وتلقي الجرعات الخاصة به، ولكنه معدي وسريع الانتشار.
وحذر عنان من انتشار أمراض أخرى في المناطق التي بها نزاعات وتكدس، مثل الكوليرا والجدير المائي وأمراض سوء التغذية، التي تصيب الأطفال خاصة، ويترتب على ذلك كله انتشار شلل الأطفال إذا لم يتم أخذ اللقاحات.
يذكر أن مؤسسات دولية وإغاثية قد حذرت سابقاً من تفشي الأمراض في غزة جراء الظروف المعيشية التي فرضتها حرب إسرائيل على القطاع، وسط تعمد الاحتلال تدمير المنظومة الصحية في غزة، وأكدت منظمة الصحة العالمية أن العدد المحتمل للضحايا الذين سيموتون جراء المرض والمجاعة في الأشهر المقبلة يمكن أن يتجاوز عدد الأشخاص الذين قتلوا في الحرب حتى الآن.
وحذرت الأمم المتحدة من أن هناك «مجاعة تلوح في الأفق» داخل قطاع غزة، وحتى الآن لا تزال القيود الإسرائيلية المشددة تعيق دخول المساعدات إلى غزة، وإجراء عمليات تفتيش طويلة تستغرق أسابيع، ووجود العديد من المشكلات اللوجيستية التي يلزمها نقل البضائع من الشاحنات المصرية في معبر رفح إلى شاحنات فلسطينية تعاني نقص الوقود.