الاحتلال ينسحب جزئيا من غزة

انسحبت الفرقة 36 الإسرائيلية، أمس، من قطاع غزة، والتى تضم ألوية «جولانى والسادس والسابع و188 وسلاح هندسة»، وفقًا لما نقلته إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلى. وأشارت الإذاعة، إلى أن من بقى فى قطاع غزة هى 3 فرق من الجيش؛ وهى «99» و«162» و«98»، مضيفة أن قوات جوية إسرائيلية حيّت أفراد اللواء جولانى أثناء انسحابهم من قطاع غزة.
وقال اللواء محمد رشاد، الخبير العسكرى ل«المصرى اليوم»، إن الانسحاب وارد لأن إسرائيل علقت بمستنقع غزة، موضحًا أن ال100 يوم من الحرب؛ أدت لاستنزاف معظم موارد جيش الاحتلال، دون تحقيق أى هدف مما أعلنت عنه تل أبيب؛ من القضاء على حماس أو تحرير أسراها.
وأضاف أن انتشار قوات إسرائيلية فى مختلف غزة، فى ظل استهداف المقاومة لهذه القوات، يستنزف قدرات الجيش الإسرائيلى، ويكبدها خسائر كبيرة جدًا، ما يجبر الاحتلال على تقليل قواته والتمركز فى مكان معين، لشن عمليات هجومية، ومن ثم العودة مرة أخرى للموقع الذى يتمركز به لتحقيق أى هدف.
وفيما يتعلق بما أعلنه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو عن تخصيص ميزانية كبيرة للحرب، نوه الخبير العسكرى بأن «نتنياهو» يخشى من حجب الولايات المتحدة بعض المساعدات العسكرية؛ نظرًا لعدم إصغاء نتنياهو لواشنطن فيما يتعلق بتقليل حدة العمليات الإسرائيلية بغزة.
إلى ذلك، يتكبد الاحتلال الإسرائيلى، المزيد من الخسائر، على المستويات الاقتصادية والسياسية والميدانية، وبات يتكبد فاتورة مالية باهظة جراء الحرب المستمرة على غزة، فى حين يشعر الرئيس الأمريكى، جو بايدن، وغيره من كبار المسؤولين الأمريكيين، بالإحباط المتزايد تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، فى الوقت الذى اعترف فيه الجيش الإسرائيلى ببقاء غالبية قادة ومقاتلى حماس على قيد الحياة، كما خرجت 1000 آلية عسكرية إسرائيلية عن الخدمة.
وقدرت مسودة الموازنة الإسرائيلية، حجم الأثر المالى للحرب فى قطاع غزة، التى دخلت يومها ال101، بأكثر من 40 مليار دولار فى الفترة «2023- 2024»، مؤكدة ارتفاع نسبة العجز فى الناتج المحلى ل6.6%، وكشفت المسودة أن الحرب أدت لتراجع النمو الاقتصادى للعام الجارى بمقدار 1.1%، بحسب وكالة «رويترز» البريطانية.
وفى السياق نفسه، قال خبير الاقتصاد البريطانى، الدكتور أنور القاسم، ل«المصرى اليوم»، إن الحرب الإسرائيلية على غزة زلزلت اقتصاد تل أبيب، وهناك قطاعات كاملة تعانى من شلل شبه تام بسبب هجمات حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، وهو الأمر الذى ضيق مستوى الأمن الغذائى بالنسبة للاحتلال، خصوصًا أن 75% من الغذاء الذى تعتمد عليه إسرائيل يأتى من غلاف غزة، إضافة لتضرر الاستيراد الإسرائيلى جراء التوتر فى منطقة البحر الأحمر، إلى جانب توقف عجلة السياحة وانهيار قيمة الشيكل الإسرائيلى.
وقالت إذاعة «ريشت بيت» الإسرائيلية، إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، يدرس خيار إغلاق بعض الوزارات الحكومية الصغيرة للحد من نفقات الدولة، وتكريس نفقاتها للجيش من أجل استمرار الحرب.
ونقل موقع «أكسيوس»، الأمريكى، عن 4 مسؤولين أمريكيين، أن الدعم الأمريكى بعد هجوم حماس فى 7 أكتوبر، استمر إلى حد كبير علنًا، ولكن خلف الكواليس، هناك دلائل متزايدة على أن «بايدن» بدأ يفقد صبره، مشيرًا إلى أن الدافع الرئيسى لإحباط «بايدن» هو مقاومة نتنياهو المضى قدمًا فى الطلبات التى تمثل أولويات بالنسبة للولايات المتحدة، كما أن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالإحباط بسبب عدم رغبة نتنياهو فى مناقشة خطط اليوم التالى للحرب بجدية.
ميدانيًا، قصفت كتائب القسام، أمس، قوات الاحتلال فى خان يونس، علاوة على إعلان المتحدث باسم «القسام» أبوعبيدة، إخراج 1000 آلية عسكرية إسرائيلية عن الخدمة، فيما قتل إسرائيلى وأصيب 19 آخرون جراء حادثة دهس فى مدينة تل أبيب، تزامنًا مع استشهاد 132 فلسطينيا فى غزة.