ما زالت أخبار حرب غزة تتصدر عناوين الصحف سواء العربية أو العبرية أو العالمية حتى بعد وصول الحرب إلى يومها ال81، أي بعد مرور أكثر من شهرين ونصف من القتال نتج عنهم مقتل أكثر من 20 ألف من الفلسطينيين. ومع تضارب الصحافة العبرية بين مؤيدي سياسة بينيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، خلال الحرب التي يشنها ضد كتائب القسام الذراع العسكرية ل حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر 2023، وبين المعارضين الذي يعتبرون ما يرتكبه «نتنياهو» هو جرائم حرب في قطاع غزة، كتب هيلل شوكين مقال رأي في صحيفة «هآرتس» العبرية تحت عنوان «علينا الاعتراف بالخسارة، كي يعترف الفلسطينيون بِنا». يقول الكاتب هيلل شوكين، نجل مؤسس صحيفة «هآرتس» ورئيس تحريرها السابق، في بداية مقاله، إن كل يوم إضافي في المعارك البرية يزيد من فشل إسرائيل، في المعركة التي تُجرى في الوقت الحالي في قطاع غزة على ما اسماه «حقنا في وطن قومي في أرض إسرائيل» قد خسرناها منذ 7 أكتوبر الماضي، موضحًا أنه خلال أسابيع معدودة ونتيجة ضغط دولي، ستكون إسرائيل في وضع أشد صعوبة. ونوه «شوكين» في مقال رأي له بصحيفة هآرتس، أمس الاثنين، إلى الأهداف التي تسعى إسرائيلي لتحقيقها من خلال حربها ضد حركة «حماس» والتي أعلن عنها مجلس الحرب الإسرائيلي يوم 16 من شهر أكتوبر الماضي، تضمنت القضاء على سلطة حماس وتدمير قدراتها العسكرية، وإزالة ما اسموه «تهديد الإرهاب» من قطاع غزة على الاحتلال الإسرائيلي، جهود قصوى لحل قضية الرهائن وحماية حدود الدولة ومواطنيها في نهاية المعركة، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يُحقق أيًا من تلك الأهداف. وأضاف أن نتائج استطلاعات الرأي التي أُجريت حول أداء الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، كشفت أنه يُعزز من مكانة «حماس» ليس فقط في غزة بل أيضًا في الضفة الغربية، فمن لم يقبل بحركة «حماس» في القطاع سيجدهم في السلطة الفلسطينية. يقول نجل مؤسس الصحيفة العبرية، إن مكانة الاحتلال الإسرائيلي الدولية تدهورت وبلغت حضيضًا غير مسبوق، وهذا ما يشكل خطرًا ليس فقط على العلاقات التي تربطها بالدول الصديقة لها، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة، وإنما أيضًا على الجاليات اليهودية في مختلف أنحاء العالم، مما يجعل الإسرائيليين في خارج البلاد ك «مرضى الجذام»، مُضيفًا وأدرك الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ضعفنا أمام حزب الله اللبناني، فأرسل لنا على وجه السرعة قوة عسكرية كبيرة إلى البحر المتوسط. وأشاد «شوكين» بعزيمة الفلسطنيين التي جعلتهم حتى الآن صامدين بلا هوادة قائلًا:«السنوات الطوال التي مرّت لم تثبط عزيمة الفلسطينيين ولم تُضعف معنوياتهم، فقوة معارضتهم لمجرد وجود إسرائيل، ستجعل كلا الطرفين يدفعون ثمنًا دمويًا واقتصاديًا باستمرار». وتابع: «إخفاق يوم الغفران وإنجازات المصريين في عبور قناة السويس في 1973 أعاد ترميم كرامة مصر وقادها إلى التوقيع على اتفاقيات السلام»، مُشيرًا إلى أن اعتراف الاحتلال الإسرائيلي بخسارته في المعركة الحالية، من شأنه أن يساعد في إعادة ترميم كرامة الفلسطينيين الوطنية التي تُداس منذ 56 سنة. وذكر أنه على ما يبدو أن هذه مرحلة إلزامية في مسار يؤدي إلى وقف القتال في قطاع غزة وصفقة تبادل يتم من خلالها إطلاق سراح كل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي مقابل جميع المُختطَفين الذين يبقى مصيرهم رهنًا بالمدة الزمنية التي ستمر حتى يعترف الاحتلال الإسرائيلي بهذا الواقع. وأوضح في ختام مقاله، أن الاحتلال الإسرائيلي سوف يضطر إلى الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة ذات سيادة، وإجراء مفاوضات مع أية قيادة ينتخبونها هم، حول إنهاء الصراع على قاعدة قرارات الأممالمتحدة والمبادرة السعودية.