عريس الخانكة.. ابن عمه عاكس فتاة وأهلها قتلوه برصاصة في الرأس

«لسة ما فرحتش يا عريس ولا اتهنيت، وابنك هيتولد يتيم»، نار الفراق لا تغادر قلب «شهد»، ويزيد ألمها وحسرتها على زوجها، الذي راح ضحية لابن عمه، الذي عاكس فتاة في مركز الخانكة بالقليوبية، إذ أن زفافهما لم يمر عليه سوى 25 يومًا.
فرحة ما تمت
أيام قليلة، عمر الجنين الذي فرح «محمد»، وكاد يطير عقله وانتظر ولادته بعد 9 أشهر، والآن تعيش الزوجة سيناريوهات الفقد والحزن، ولا تعرف كيف ستستقبله بمفردها دون والده.
جيران المجنى عليه بيّتوا النية بقتل الضحية انتقامًا لابنتهم، بعد أن عاكسها ابن عم «محمد»، وصفعها 4 مرات ردًّا على شتمه، فكان الغدر حاضرًا، وسكن الرصاص رأس الضحية.
«شهد»، الشابة العشرينية، لم تتحمل فقدان محبوبها، نهايته توجع قلبها، فكل زوايا البيت تحمل ذكريات ترغمها على العيش في مأساة لا آخر لها، فهنا تحيطها صورهما معًا، وهناك تتقابل مع ملابسه، وتحتضنها، ولا تتماسك أمام أغراضه الشخصية، وتنهار أمام حذائه، وتُقبله: «ارجع لى يا حبيبى، مستنياك من الصبح اتأخرت علىَّ».
تنظر إلى صورة زفافهما: «لسة مفرحتش يا عريس، ولا اتهنيت بفرشك وهدومك، 25 يوم يا عمرى وسبتنى»، وتشير إلى فرحتهما بحملها: «الأرض مكانتش سايعاك.. ابنك هيتولد يتيم».
سقط غارقًا في دمائه
حال «شهد» يبقى هكذا لساعات طويلة، لا تذوق النوم ولا الطعام، يكتفى أقاربها بتمرير المحاليل البديلة للغذاء في وريدها كى تقاوم وتعيش، فيما تبكى وتقول لهم: «سيبونى عايزة أموت، عايزة أروح لحبيبى يا ناس».
قُبلة أخيرة على جبين «شهد»، كانت وداع زوجها، قبل نزوله صباح باكر إلى عمله بمطحن دقيق مِلْك لأسرته، كانت تدعو له: «ربنا يحفظك ويكفيك شر أولاد الحرام»، وما هي إلا دقائق معدودات حتى تلقت خبره من الأهالى، وسط حالة من الهرج والمرج: «جوزك مضروب بالنار في راسه واتنقل للمستشفى».
وسط صراخها، التف عدد من الجيران حولها: «شاهدنا 4 أشخاص من إحدى العائلات ينزلون من سيارة، وبحوزة أحدهم بندقية خرطوش، ومن فوره أطلق عيارًا ناريًّا على رأس زوجك، وسقط على الأرض غارقًا في دمائه».
ضربوا ابني أنا ليه
أمام جسد «محمد» في المستشفى، وقفت زوجته تهزه: «اصحى يا حبيبى»، وتسأل الأطباء: «ده مصاب، ممكن يدخل عمليات وتيجى سليمة يا رب»، ومن حولها يلوذون بالصمتِ، إذ أخبروها من قبل بمصرعه، لكنها لا تزال تُكذب الخبر، رغم مطالعتها الزوج ميتًا.
جنازة الشاب، صاحب ال26 عامًا، كانت بحضور الآلاف من الأهالى، الجميع نشروا مقاطع مصورة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعى على الإنترنت، فيما ترثى والدة المجنى عليه حالها: «زفوك للجنة يا عريس».
من شدة غضب عدد من أهالى المنطقة، توجهوا إلى منازل تمتلكها عائلة الجناة، وأحدثوا شغبًا أمامها، وحطموا واجهاتها، حسب أسرة المجنى عليه، الذين يؤكدون عدم علاقتهم بالأحداث من قريب أو بعيد، فأمه تولول بصوتها المبحوح: «ضربوا ابنى أنا ليه، لا هو عاكس البنت ولا له علاقة بيها، كانوا ضربوا اللى تحرش بيها، ذنبه إيه ضنايا، ولدى عريس مالحقش يتهنى، وابنه لسة ربنا خالقه في رحم أمه يطلع على وش الدنيا بلا أب ولا سند».
«شهد» تنتظر مجئ الزوج!
واقعة معاكسة الفتاة من عائلة المتهمين سبقتها جلسات صلح «فاشلة» مع عم المجنى عليه، ولم يصلوا إلى حل بشأن ما تعرضت له البنت، حسب سيدة من عائلة المجنى عليه: «الولد لما تحرش بالفتاة، شتمته، فرد عليها ب4 صفعات»، والكارثة- وفق كلامها- «ان أبوها وآخرين قتلوا ابن عم المتحرش ظلم».
النيابة العامة طلبت تحريات أجهزة الأمن حول الواقعة، وطلبت ضبط وإحضار مرتكبى الجريمة، فيما أفاد شهود عيان بأن الشرطة ضبطت عددًا من المشتبه بهم، وحددت هويات القائمين على إطلاق الخرطوش.
وبالعودة إلى زوجة «محمد»، ظلت على حالها مُنهارة، تفقد النطق لساعات، وحين تفيق من أحزانها تهرول ناحية باب الشقة في انتظار مجىء الزوج، وتقف تُقبل كل ملابسه، وتضعها بين أحضانها.