«السحر» وراء مقتل «سيدة أطفيح» على يد ابن عمها (فيديو وصور)

صوت صراخ قوى، دوّى صداه في قرية الكريمات بأطفيح، هرول «عبدالمنعم» إلى منزل «ناهد»، ابنة شقيقه، لمعرفة ما يدور داخل العقار: «لقيتها بتشاور لى على ابن عمها (محمد)، وتقولى: ضربنى بالسكينة»، ليحضر لها «فوطة» محاولًا وقف نزيف الدماء من بطنها، «شفت الجانى وقلت له: اطلع برة.. قام طالع وبإيده السلاح»، يحكى عم المجنى عليها: «أخو المتهم جرى وراه وقال له: برضه عملت اللى فى دماغك؟!».
القرية بأكملها حضرت أمام منزل «ناهد»، السيدة الخمسينية، النساء يبكين عليها حسرةً على طيبتها وأنها «لا تستحق الموتة دى»، وحزنًا على فرحتها بابنها الصغير، «كانت لسه شبكته بالليل، واتقتلت تانى يوم، والجانى حضر الفرح وكان بيرقص»، وتندب إحدى السيدات حظ الأسرة المكلومة: «المتهم كان غيران إن الولد خطب وهو لأ.. أصله مفصول من شغله من سنين وحاقد.. وكان واكل شارب نايم في بيت بنت عمه اللى قتلها».
ابن «ناهد» لم يصدق عينيه وهو يرى والدته مُسجاة أمامه والدماء الغزيرة تحيط بها، «يا أمى اصحى.. لسه فرحتى ماتمتش.. مين هيشيل عيالى غيرك؟!»، من بين كلماته الحزينة ردد: «يا حرقة قلبى عليكى يا أمى. قتلك ابن عمك.. ما سابش حتة في جسمك سليمة».
عدد كبير من الأهالى هرول وراء المتهم- 32 سنة- حتى أمسك به أبناء عمومته، وحضرت قوة من مركز الشرطة ليمثل جريمته وسط ذهول الناس: «ضربتها 6 طعنات في بطنها وصدرها.. كنت بضرب ضرب انتقام منها.. أصلها عاملة لى سحر وأعمال شعوذة واقفة حالى ومش عارف أتجوز».
سيدة «عجوز» صرخت كأنها ترد على ادعاءات المتهم: «ناهد دى حافظة كتاب ربنا كله.. دى بتربى يتامى. جوزها توفى، وربت ولادها بالشقا.. حرام اللى بيتقال عليها»، وحين حاولت القوات إبعادها قليلًا، انهارت: «عاوزين الولد ده يتعدم هنا قدامنا كلنا.. ناهد دى بنت القرية كلها».
«محمود»، شقيق المجنى عليها، يصف أحوالهم بعد الواقعة، «بيتنا اتخرب، وأختى ست مربية عيالها على الدين والخلق، والجانى فُصل من عمله من إحدى شركات الكهرباء قبل 11 عامًا لسلوكه السيئ، وكان حاقد على عيال أختى وشايفها بتربى عيالها بالحلال وناجحين، علق شماعة فشله عليها وادعى أنها عاملة له سحر».
شقيق «ناهد» ينهار وهو يذكر: «أختى كانت فرحانة بابنها العريس، تانى يوم على طول اتقتلت، والجانى كان معانا في قراءة الفاتحة، وأختى كانت بتعتبره زى ابنها، وبياكل عندها، وكل الجيران يعرفوا سمعتها كويس مثل (الجنيه الدهب)، مابتسبش فرض وحافظة لكتاب ربنا». كان أحمد ماهر، ابن عمومة المتهم والمجنى عليها، بمنزله فسمع صوت طرق باب «ناهد» بقوة، «جريت أشوف في إيه، لقيت أخو المتهم هو اللى بيخبط، وأول ما فتح لنا الباب كانت الصدمة قدام عينيا، لقينا الست مرمية وغرقانة في دمها.. والمتهم واقف جنبها ماسك السلاح ولما جرى أخوه كان بيجرى وراه وهو يردد: عملت اللى قلت عليه».
حين شاهد «ماهر»، الجاني سأله: «ليه عملت فيها كده؟»، كانت إجابته صادمة، على حد وصفه: «قاللى واقفة حالى بقى لها 6 سنين»، ليشير إلى أنه حاول إنقاذ الضحية ولم يتمكن «كانت مضروبة ببطنها وإيدها ورأسها»، حزينًا يروى، «الوقت كان ليلًا وإحنا بطريقنا للمستشفى كان السر الإلهى طلع».
على الطريق الترابى، كان يحاول المتهم الهروب من فتك الأهالى به، قابله محمد عبدالفتاح، ابن عمومته، والذى يحكى: «لقيته جاى هدومه مليانة دم قلت له: متخانق مع مين؟.. صدمنى وقال: قتلت (ناهد).. عاملة لىّ سحر، وموقفه حالى مش عارف أتجوز وعيالها كلهم اتجوزوا، وابنها خطب.. وهدأته لتسليم نفسه للشرطة».