قال خالد البلشي، نقيب الصحفيين، إن واقعة استشهاد سامر أبودقة، المصور الصحفي الفلسطيني، هي جريمة حرب مكتملة الأركان، مؤكدا أن «أبودقة» تم منع سيارات الإسعاف من الوصول إليه بمكان إصابته، وترك أكثر من 5 ساعات ينزف، بمحيط مدرسة فرحانة، في خان يونس، جنوب قطاع غزة. وطالب «البلشي»، في بيان له، بفتح تحقيق دولي في استهداف الصحفيين الفلسطينيين «ناقلي الحقيقة»، في غزة، وإحالة مجرمي الحرب من قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي والساسة إلى المحاكمة الجنائية الدولية بعد ارتقاء ما يقرب من 90 صحفيا فلسطينيا، في أكبر جريمة حرب بحق الصحفيين في التاريخ الحديث. وأضاف نقيب الصحفيين: «ومازال الصحفيون الفلسطينيون يضربون المثل في البطولة ويعيدون الاعتبار لمهنة الصحافة، ويقدمون للعالم نموذجا كيف تكون صحفيا مهنيا، وناقلا للحقيقة وكيف ترسي بالمهنية قواعد راسخة للدفاع عن الحق والقضايا الإنسانية». واختتم: «المجد للمقاومة.. المجد لناقلي الحقيقة.. عاشت فلسطين حرة». وشيّع المئات من أهالي غزة، أمس، جثمان المصور الفلسطيني سامر أبودقة، بخان يونس، بحضور زميله المصاب وائل الدحدوح، مدير مكتب الجزيرة، الذي أصيب في القصف أيضًا. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن «أبودقة» المصوّر بقناة الجزيرة استشهد، فيما أصيب مراسل القناة ومدير مكتبها في قطاع غزة الصحفي وائل الدحدوح، في يده وكتفه أثناء تغطية الأوضاع في «فرحانة»، مدرسة خان يونس الثانوية للبنات، بعد تعرضها لقصف إسرائيلي سابق لواقعة استشهاد «أبودقة»، وكانا يرتديان الخوذة والدرع الواقية اللتين تشيران إلى أنهما صحفيان. وأوضحت المصادر الطبية أن 3 من أطقم الإنقاذ استشهدوا، بالإضافة لعدد من المواطنين، فيما أصيب عدد من الطواقم الطبية في القصف الإسرائيلي، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا». ووفقًا لمصادر طبية فلسطينية، تم نقل «الدحدوح» لمستشفى ناصر الطبي، في خان يونس، حيث وصفت حالته بالطفيفة إلى متوسطة، بينما لم تتمكن الطواقم الطبية ومركبات الإسعاف من الوصول إلى الصحفي المصاب أبودقة، في ظل اشتداد قصف مدفعية الاحتلال على المدرسة ومحيطها، وانقطاع الاتصالات، حيث ترك لينزف لأكثر من 5 ساعات، ليجري نقل جثمان «أبودقة» إلى مستشفى ناصر الطبي. وروى مدير مكتب الجزيرة تفاصيل إصابته واستشهاد زميله سامر، بعدما تلقى الإسعافات وعلاجه من الإصابات التي لحقت به قائلا: «دخلنا راجلين لمنطقة تم استهدافها في خان يونس، بسبب عدم قدرة السيارة على الدخول بسبب حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة». وأضاف «الدحدوح»: «أثناء قيامنا بعملنا الصحفي وتصوير ما لحق بالمنطقة من دمار، جرى استهدافنا خلال مرافقة سيارة إسعاف كان لديها تنسيق لإجلاء عائلة محاصرة، فوجئنا بقصف جوى صاروخي وإطلاق نار كثيف، لأسقط وأنا لا أشعر بنفسي، ولكنى علمت أن هناك صاروخًا آخر قادمًا، فتحاملت على نفسى وقمت حتى أبتعد عن المكان قبل قدوم الصاروخ الثاني، فقمت بطريقة غير متزنة، وجاهدت حتى ابتعدت مئات الأمتار عن مكان القصف، ووجدت اثنين من عناصر الدفاع المدني، وحاولت النداء عليهما لإنقاذي، إلا أنهما لم يتمكنا من سماعي بسبب انشغالهما بإنقاذ آخرين، فواصلت السير حتى وصلت إليهم، وجرى إسعافي، وحاولت العودة لمكان سامر، الذي سمعته يصرخ أثناء القصف، فأخبرت المسعفين إلا أن قوات الاحتلال أطلقت النار على سيارات الإسعاف التي حاولت الوصول إليه».
