آخرهم وائل الدحدوح.. إسرائيل تواصل جرائمها ضد الصحفيين لقتل الحقيقة

في ظل الوضع المتوتر المستمر في قطاع غزة، تستمر الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحفيين الذين يسعون لتغطية الأحداث ونشر الحقائق، حيث كان آخر هؤلاء الصحفيين استهداف الصحفى الفلسطينى وائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة، بشظايا اخترقت جسده خلال انفجار وقع بالقرب منه خلال تغطيته للأحداث في خان يونس جنوب قطاع غزة، كما طال الاستهداف مصوّر القناة سامر أبودقة الذي مازال محاصرا داخل مدرسة حيفا، ولم يُنقل للمستشفى حتى وقت كتابة هذا التقرير.
الاختلال الآن يستهدف الصحفي وائل الدحدوح بشكل مباشر!
هذا المختل طغى وتجبر يارب pic.twitter.com/EcQs1USWWs
— MO (@Abu_Salah9) December 15، 2023
قال إسماعيل الثوابتة مدير مكتب الإعلام الحكومي بغزة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف بشكل متعمد طاقم قناة الجزيرة للمرة الرابعة على التوالي في جريمة مكتملة الأركان ومخالفة للقانون الدولي.
وتابع الثوابتة، خلال بيان صحفي، أن استهداف وإصابة وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة وسامر أبودقة مصور قناة الجزيرة، يأتي في إطار ترهيب وتخويف الصحفيين ومحاولة فاشلة لطمس الحقيقة ومنعهم من التغطية الإعلامية الفاضحة لجرائم الاحتلال بحق الأطفال والنساء والمدنيين.
وأوضح مدير مكتب الإعلام الحكومي أن جيش الاحتلال قتل منذ 7 أكتوبر 89 صحفيًا، واعتقل 8 صحفيين وأصاب العديد منهم، ما يدلل على أن الصحفيين والإعلاميين في دائرة القتل والاستهداف المتعمد، وطالب كل الاتحادات الصحفية والهيئات الإعلامية والحقوقية والقانونية بإدانة هذه الجريمة والتنديد بتكرارها من قبل الاحتلال.
وفي نبأ عاجل، اليوم الجمعة، قال الاتحاد الدولي للصحفيين،: «نشعر بصدمة شديدة إزاء إصابة وائل الدحدوح وزميله المصور سامر أبودقة».
كما استهجن المركز القطري للصحافة استهداف الطيران العسكري الإسرائيلي لمراسل قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، وُمصوّر القناة سامر أبودقة، وذلك بقصف مباشر لمدرسة حيفا في خان يونس.
واعتبر المركز القطري للصحافة في بيان له، اليوم الجمعة، أن استهداف المراسل وائل الدحدوح أصبح جريمة موصوفة مكتملة الأركان حيث تم استهداف عائلته في 25 أكتوبر الماضي بمنزلهم وارتقوا شهداء بمن فيهم زوجته وابنه وابنته.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد نشر الإثنين الماضي قائمة بأسماء 86 صحفيًا وصحفية «اغتالتهم إسرائيل خلال الحرب على قطاع غزة، المستمرة منذ السابع من أكتوبر، في محاولة من الاحتلال لتغييب الرواية الفلسطينية وطمس الحقيقة»، وقال المكتب، في بيان صحفي، الإثنين: «الاحتلال وبكل تأكيد سيفشل في كسر إرادة شعبنا الفلسطيني العظيم».
فيما كشفت الأرقام والتقارير الدولية عن واقع صادم، حيث يتعرض الصحفيون في غزة للاستهداف المباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلى، إذ تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلية الصحفيين بشكل مباشر أثناء تغطيتهم للأحداث في غزة، تشمل هذه الاستهداف القصف المباشر للمؤسسات الإعلامية ومراكز البث والصحفيين أنفسهم، ويعتبر هذا الاستهداف انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى والأعراف الإنسانية، حيث يحظر استهداف الصحفيين وقت الحروب.
وفي وقت سابق أعرب الاتحاد الدولى للصحفيين عن قلقه إزاء عدد الإعلاميين الذين قتلوا خلال عام 2023، حيث حصدت حرب غزة أرواح أكبر عدد من الصحفيين قتلوا في نزاع واحد منذ أكثر من 30 عاما، وفى إحصائه السنوى لوفيات العاملين في مجال الإعلام، كشف أن 94 صحفيا قتلوا حتى الآن هذا العام وتم سجن ما يقرب من 400 آخرين، داعيا إلى توفير حماية أفضل للعاملين في مجال الإعلام ومحاسبة مهاجميهم.
وطالب رئيس الاتحاد الدولى للصحفيين دومينيك برادلى، بوضع معيار عالمى جديد لحماية الصحفيين والإنفاذ الدولى الفعال، وذكر الاتحاد أن 68 صحفيا «آخر إحصائية للاتحاد الدولي للصحافة»، قتلوا وهم يغطون العدوان الإسرائيلى على غزة، أي أكثر من صحفى واحد في اليوم و72% من إجمالى وفيات الإعلاميين في جميع أنحاء العالم، ومعظمهم كانوا صحفيين فلسطينيين في قطاع غزة، حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية هجومها، مؤكدة أن الحرب في غزة أكثر فتكا بالصحفيين من أي صراع آخر منذ أن بدأ الاتحاد بتسجيل الصحفيين الذين قتلوا أثناء أداء واجبهم في عام 1990.
وأكد الصحفي الفلسطيني ناصر أبوعون ل «المصري اليوم»، أن الصحفيين الفلسطينيين الذين اضطروا للنزوح من غزة للجنوب ورغم ما تعرضوا له من مخاطر وقصف إلا أنهم مصرون على مواصلة التغطية وفضح ممارسات الاحتلال في ارتكاب انتهاكات وجرائم حرب بحق المدنيين الفلسطينيين وإبادة جماعية، مشيرا إلى أن العشرات من الصحفيين الفلسطينيين تركوا غزة إلى خان يونس واضطروا مؤخرا لترك المدينة والتوجه إلى رفح في أقصى جنوب القطاع، ليستمروا في عملهم ونقل الرسالة الأسمى.
وقال الصحفى الفلسطينى عماد أبوشاويش، ل«المصرى اليوم»: إن الاستهداف ليس محصورًا فقط على الصحفيين، بل يمتد أيضًا لعائلاتهم، الهدف واضح بكل تفاصيله، حتى إن أهلى بدأوا يخافون مما يحدث لى كصحفى، ويطلبون منى عدم الاستمرار في النشر أو عدم كشف أي تفاصيل تتعلق بالاحتلال أو جرائمه، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلى يسعى لطمس الحقيقة التي يحاول الصحفى الفلسطينى نقلها للعالم بمختلف الطرق، على الرغم من قطع الإنترنت والكهرباء وحصار الصحفيين في المستشفيات واستهدافهم وضربهم.
من جانبه قال الدكتور جهاد أبولحية أستاذ القانون والنظم السياسية في جامعة القدس، ل«المصرى اليوم»، إن ما تمارسه إسرائيل في حق الشعب الفلسطينى عامة منذ السابع من أكتوبر وفى حق الصحفيين بشكل خاص يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن إسرائيل ترتكب جريمة كبرى تضاف إلى سجلها الأسود الإجرامى، حيث قتل الصحفيون وتم استهدافهم وذلك عن طريق القصد وذلك في مخالفة واضحة للقانون الدولى، حيث تم استهداف أكثر من 60 صحفيا منذ بدء العدوان الإسرائيلى على غزة وهذا العدد الكبير يؤكد مدى خطورة الموقف والظروف التي يمر بها الصحفيون في قطاع غزة.