هناك نوعان من الممثلين، النمطي والحرفي الذي يؤدي الشخصية بنمطية أقرب للقوالب المحفوظة، حيث تجده بنفس الأداء في أكثر من عمل، والنوع الثاني الموهوب الذي يترك الفرصة لإحساسه وهو يتقمص الشخصية، وتجده يجسد أي شخصية بصدق وإحساس عالٍ، وصبري فواز من هذه النوعية، فقد استطاع في سنوات قليلة أن يثبت أن الموهبة والصبر هما طريقا النجاح، وهناك قاعدة شهيرة تتحدث على أن لكل إنسان نصيب من اسمه، وصبري فواز تنطبق عليه هذه القاعدة فهو له نصيب من اسمه بالفعل، فهو صبر وفاز، وبمناسبة عيد ميلاده الذي يحل موعده اليوم سنكتشف كيف صبر وفاز صبري فواز في السطور التالية. البدايات لندخل في السيرة المهنية لصبري فواز مباشرة ونتحدث عن عام 1990 وصبري فواز لا يزال في السنة الأولى من المعهد المسرحي في القاهرة، وعندها طُلِب شخصيًا من قِبل المخرج «إسماعيل عبدالحافظ» للقيام بدوره التمثيلي الأول في مسلسل «الوسية»، بعدها قام بعدد من الأدوار في مسلسلاته أيضًا أبرزها دور الشاب المراهق المحب لنازك السلحدار في مسلسل «ليالي الحلمية» الجزء الرابع عام1992، وشخصية الشاب اليساري في مسلسل «العائلة» عام 1994 وفي مسلسل «خالتي صفية والدير» عام 1995. خطوات هادئة في السينما والدراما بعدها قدم صبري فواز أعمال كثيرة كانت من أهمها :«مبروك وبلبل، امرأة من زمن الحب، أم كلثوم، وجع البعاد، الأصدقاء حدائق الشيطان، حليم». أدوار صغيرة في مجملها لكنها كانت هامة في مشوار بطل تقريرنا، لم يتعال صبري عليها أو يرفض الفرصة بل على العكس كان يقدمها بصدر رحب ولثقته ولإيمانه بموهبته وبأنه سيصل يوما ما. استمر صبري فواز في مشواره وقدم المصراوية عام 2007، دكان شحاتة 2009....إلى أن وصلنا لمحطة كلمني شكرًا وشخصية عرابي الديب. عرابي الديب كاراكتر لا ينسى هناك شخصيات لا تنسي، تظل باقية مع الزمن، ويعاد اكتشافها بعد سنوات ويكتشف مدى طزاجتها وظرفها ومن أبرز تلك الشخصيات :«عرابي الديب» والتي تحولت لمادة هامة جدًا لصناع الكوميكس والميمز على السوشيال ميديا، فجملته الشهيرة:«أنا يا بنتي» أصبحت تستخدم كرد فعل للآلاف على السوشيال ميديا على مواقف من حياتهم اليومية، واستطاع صبري فواز أن يجعل لعرابي الديب لونًا ومذاقًا مختلفًا جعلها باقية في ذاكرتنا إلى الآن. وتحدث صبري فواز في حوار سابق له في المصري اليوم عن أقرب أدواره إلى قلبه:«عرابى الديب»، ومشكلتى معه أننى أريد أن أكسر حالة النجاح الكاسح التي حققها، وكنت سعيدًا بدور «خميس» في «رمضان كريم» أيضًا». مولانا الضوي وكرم يونس ودولاب الشخصيات بغد كلمني شكراً، دخل صبري فواز منطقة أخرى تناسب موهبته، تزامنت تلك المرحلة مع ظهور السيناريست محمد أمين راضي الذي يمتاز عالمه به مساحة كبيرة من الخيال والفانتازيا، وهو ما أعطى صبري فواز مساحة كبيرة للتألق والتمثيل فيها، فقدم نيران صديقة والعهد، ليخرج لنا صبري فواز شخصيات من دولاب شخصيته فيقدم مولانا الضوي في مسلسل العهد وكرم يونس في مسلسل أفراح القبة، وقدم شخصية الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل في مسلسل صديق العمر. بعدها أصبح صبري فواز حجر زاوية في كثير من الأعمال فقدم عام 2015 «بين السرايات» وفيلمين سينمائيين هما:«الليلة الكبيرة» و«من ضهر راجل». وقدم مسلسلات مثل رحيم وأبوعمر المصري ومملكة إبليس وولاد ناس وموسى. الإختيار 3 وبينا ميعاد إلى أن قدم شخصية الرئيس السابق محمد مرسي في مسلسل الإختيار3، وشخصية حسن في مسلسل وبينا ميعاد، وتحدث صبري فواز عن كواليس تأديته لشخصية الرئيس السابق محمد مرسي في مسلسل الإختيار في حوار سابق له للمصري اليوم حيث قال نصاً:«تخلصت من كل الجدل واللغط المثار حول الشخصية وأنا أجسدها، فصلت نفسى تمامًا عما يقال عنها، وتعاملت معها على أنها شخصية درامية، نظرت لها بشكل درامى، ولذلك كثيرون تعاملوا معها على أنها شخصية درامية من خلال مشاهدتهم للمسلسل». وعن أقرب الشخصيات التي تشبهه أجاب قائلاً :«حسن في وبينا ميعاد». اهتمامات أخرى لصبري فواز كما يعد صبري فواز مخرجا ومؤلفا مسرحيا، فقد ألّف وأخرج مسرحية «ميسد كول من هلاكو» ومن أعماله الإخراجية المسرحية «حنقول كمان، إيزيس، اللي خايف يروح، مزرعة الأرانب، عروس الجنوب، ليالي الحسينية، صدى الأصداء، ياسين وبهية، ليل يا عين» وغيرها الكثير، كما حرص فواز على كتابة عدة مقالات في صحف متعددة تُصدر من القاهرة. فنان مهتم بالشأن العام هناك نوعان من الفنانين، الأول فنان ينكب على عمله وليس لديه اهتماماً أو شغفاً بالشأن العام، والثاني فنان مهتم ومهموم بالشأن العام ومتواصل مع قضايا المجتمع اليومية وصبري فواز من هذه النوعية حيث يحرص دائماً على التعبير عن أرائه بقوة سواء على السوشيال ميديا أو في لقاءاته الصحفية أو التلفزيونية. وفي حوار له مع المصري اليوم بتاريخ 22/ 11/ 2022 تحدث صبري فواز في موضوعات كثيرة، في السطور التالية استطعنا تجميع أبرز تصريحاته وجاءت كالتالي: - الفن هو الجدار الأخير الذي يستند إليه أي مجتمع في مواجهة أعدائه، فهو السلاح الأهم في مواجهة أي عدو. - عن التريند وتأثير السوشيال ميديا على الناس تحدث قائلاً: «الناس تريد كل شىء بسرعة، وجزء من الموضوع أن الناس شاهدت شخصيات تظهر على الساحة من لا شىء، فتريد أن تصبح مثلها، ولكن هذا وارد أن يحدث أو لا يحدث، هل ستلعب على الممكن؟، اختيارك، ستلعب على الشىء المستمر والدائم، ستبنى كيانًا كبيرًا خطوة خطوة و(سلمة ورا سلمة)». -نحن نعيش في مناخ محافظ جدًا، منفلت جدًا، وهذا شىء غريب، ولكنها تناقضات موجودة طوال عمرنا. -الفن متعة، تأمل، عندما أتأمل لحظة، شخصاً، مرحلة تاريخية، نفسية بنى آدم أتأملها وأركز على تصرفاته، وأتوحد معها كجمهور، فكل الشرور تخرج في الشخصية، وهذا ما سماه أرسطو «التطهر»، لكن وظيفة الفن أن يرقق مشاعرك، يجعلك تشعر بشىء، تتخيل شيئًا ليس موجودًا أمامك، الخيال والمشاعر عندما يشتعلان الإنسان يهدأ ويصبح أفضل، فليس من وظائف الفن أن يعلم الناس، التعليم في المدارس، ليس من وظائفه الوعظ، الوعظ في المساجد، ليس من وظائفه التربية، التربية في المنازل، هذه ليست من وظائف الفن. -السوشيال ميديا أعطت من لديهم مشاكل وأزمات داخلية أن يكون لهم رأى في كل شىء، والمشكلة الكبرى أن هناك من يستمع لهذه الآراء على اعتبارها عددا، وتناسوا أن «العدد في اللمون». وفي ندوة في المصري اليوم بتاريخ 21/ 8/ 2023 تحدث صبري فواز عن موضوعات كثيرة وتلك كانت أبرز تصريحاته: -كل الأدوار التي جسدتها بطولة مطلقة، وأى دور أجسده حتى لو كان مشهدًا صغيرًا أتعامل معه على أنه بطولة مطلقة. -أجد متعة في تجسيد الشخصية الحلوة أيًّا كانت واقعية أم متخيلة، طالما يخرج منها تمثيل بشكل عام. -عرابى الديب تصوير لحالنا، والجمهور عندما يجد ظله على الشاشة يستجيب ويرتبط بما يراه وينفعل معه، فهو تجسيد لنا لأننا غير متسقين مع أنفسنا، فنحن لدينا ازدواجية جميعًا ولا أستثنى أحدًا، ومعظم روايات نجيب محفوظ تحدثت عن هذا الموضوع، فهو يشبهنا بتناقضاتنا في جميع الأحوال. -منذ خرجت علينا مصطلحات مثل آداب المهنة والذوق العام والموضوع غير منضبط في رأيى، من يرد أن يقول شيئًا فليقله، فما معنى كلمة رأى؟ الذي يقول شيئًا فليقله ببساطة شديدة جدًّا، وليس معنى أننى قلت رأيى في شخص أننى أكرهه أو لا أحبه، لماذا الأمر أصبح أزمة أن يقول شخص رأيه في شخص آخر، الموضوع بسيط للغاية. -إنتاجها ضعيف مقارنة بالدراما، فنحن كنا ننتج حوالى 100 فيلم في السنة، فلو أنتجنا 50 فيلمًا في السنة سنخرج ب15 فيلمًا جيدًا، لكن ماذا لو أنتجنا 7 أفلام في السنة؟ يجب أن يكون الإنتاج غزيرًا حتى نخرج بأفلام جيدة ومتنوعة. صبري فواز...اسم على مسمى وكما تحدثنا في السطور السابقة عن المثل أو القاعدة الشهيرة التي تتحدث على أن لكل إنسان نصيباً من اسمه، فصبري فواز له نصيباً من اسمه، فالشخص قبل الفنان تحمل بنفس راضية متسامحة كل ظروف الحياة وتقلباتها، تحمل تأخر سنوات التحقق، وصار بمقولة«سيبها تسبح» ومازال يسير بها إلى الآن، إلى أن جاءت الفرصة وأثبت صبري فواز للجميع إنه فناناً موهوبا ومثقفاً وصاحب رؤية، ليثبت قاعدة هامة مستوحاة من اسمه أن الصبر هو طريق الفوز. اقرأ أيضاً: صبرى فواز في ندوة «المصرى اليوم»: الفن ليس رسالة فقط وغير مسؤول عن العنف والبلطجة صبرى فواز ل«المصري اليوم»: الفن هو «الحيطة المايلة».. وأقرب «شماعة» عند أي أزمة (حوار)