يثير أعضاء حكومة بنيامين نتنياهو جدالا حول مستقبل قطاع غزة عقب انتهاء الحرب؛ إذ أطلت وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية، جيلا جملئيل، بمقترح يكشف نوايا الحكومة اليمينية المتطرفة المبيتة تجاه قطاع غزة، داعية المجتمع الدولي إلى تشجيع سكان القطاع على ما أسمته «إعادة التوطين الطوعي» خارج الأراضي الفلسطينية بدلًا من مطالبة إسائيل بوقف إطلاق النار أو الحديث عن إعادة إعمار القطاع. وزعمت الوزيرة التي تنتمي لحزب «الليكود» الذي يرأسه «نتنياهو» أن المقترح الداعي لإخراج سكان غزة من أراضيهم يأتي في إطار «حل إنساني» لأزمتهم، واصفة وكالة غوث اللاجئين ب«الفاشلة»، كما دعت المجتمع الدولي لاستقبال الفارين من غزة. وفي قراءة لتصريحات الوزيرة اليمينية، قال مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود الهباش ل«المصري اليوم» أن تصريحات «جملئيل» تعكس «رغبات وأحلام الحكومة المريضة التي لن تتحقق، مضيفا أن الفلسطينيين لن يسمحوا يإزاحتهم من أرضهم حتى على الدماء وسيواصلون تمسكهم يوطنهم التاريخي الذي يعيشون فيه ستة آلاف عام. وواصل «الهباش»: «هذه التصريحات المتتابعة لوزراء حكومة نتنياهو المتطرفة تثبت حقيقة الأهداف الإسرائيلية من العدوان الهمجي على قطاع غزة ونواياهم المبيتة لإفراغ فلسطين من أهلها ولكنهم سيفشلون بإذن الله كما فشلوا على مدى اكثر من سبعين سنة رغم كل الجرائم الوحشية التي يرتكبونها». من جهته، قال الدكتور طارق فهمي، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، المستشار المشارك في المفاوضات العربية الإسرائيلية، إن تصريحات الوزيرة تأتي في إطار فرض مقاربة إسرائيلية للتعامل مع قطاع غزة عقب إفشال مخطط تهجير سكانه وإعادة توطنينهم وفي سيناء، موضحا أن نجاح الجانب المصري في إحباط المخطط الإسرائيلي دفع أعضاء حكومة اليمين المتطرف للبحث عن مقاربات بديلة في إطار مسعاهم لإفراغ قطاع غزة من سكانه. واعتبر «فهمي» أن تل أبيب بعدما تيقنت من صعوبة تمرير مخطط إعادة توطين الفلسطينيين في سيناء، بدأت على الفور رحلتها لبحث عن بدائل لأقليمية أو دولية عبر طرح إخراج سكان غزة إلى قبرص أو توزيعهم كمهاجرين إلى البلدان الأوروبية مثل كندا واستراليا واليونان وغيرها، موضحا أن خروج تلك التصريحات على لسان وزيرة لوزارة هامشية أشبه بمركز معلومات كأنبوب اختبار وجس نبض لمدى إمكانبة تمريره. وأكد المحلل السياسي أن نتنياهو يمضي قدما في جعل قطاع غزة غير صالح للعيش لدفع سكانه للفرار، عبر ممارسة الإبادة الجماعية بحث المدنيين من جانب وتدمير بنية القطاع التحتية مع دك منظومة الخدمات داخلع من جانب آخر، موضحا أن قوات الاحتلال بدأت للانتقال من شمال القطاع إلى جنوبه في إطار مسعى خبيث لإخلاء قطاع غزة. وتابع: «مستقبل القطاع مرهون بعوامل عديدة بينها عملياتي وآخر سياسي، والفصائل الفلسطينية لا تزال تمتلك ورقة ضغط قد تجبر نتنياهو على الجوء للمسار التفاوضي والدخول في المعادلة الفلسطينية لإطلاق أسراه العسكريين لا سيما مع تصاعد الغضب الداخلي تجاه سياساته وتزايد الضغوط التي تمارسها عائلات الاسرى الإسرائيليين»، ولفت إلى أن الموقف الأمريكي قد يتراجع حال واجت إدارة بايدن ضغوطا حقيقية من الكونجرس الذي يشهد خلال الأسبوع الجاري مسائلة للرئيس الأمريكي، ووزير الأمن الداخلي.