غيرت اسمها في 2018.. هل السفينة المختطفة من الحوثي في اليمن إسرائيلية؟

مثل خبر جماعة الحوثي اليمنية اختطاف سفينة إسرائيلية أثناء مرورها في المياه الإقليمية بالبحر الأحمر، تطورا صادما للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خاصة مع كشف الجماعة عن جنسية السفينة الاسرائيلية ووجود طاقم بحري عليها من عدة جنسيات مختلفة، ومنهم الحامل لجنسيات مزدوجة ومنها الاسرائيلية.
على الفور، نددت اسرائيل بالواقعة التي خطفت أنظارها لأول مرة عن عمليات القتل داخل قطاع غزة من خلال جيشها الذي يهدف للتوغل البري في كافة انحاء المدينة المحاصرة لأول مرة منذ عام 2005 وسط انتقادات كبرى، لتعلن في النهاية أن السفينة ليست اسرائيلية وهو ما دفع الكثيرون للحديث عن العملية وجنسية السفينة الأصلية.
تتبعت «المصري اليوم» السفينة المثيرة للجدل والتي قد تتسبب في فتح جبهة جديدة للحرب الاسرائيلية من قطاع غزة إلى المنطقة بشكل عام، في البداية يوجد على السفينة اسم Galaxy Leader وما أن تضع السفينة على موقع «marinetraffic» المتخصص في تتبع حركة السفن، لم يكشف جنسية واضحة للسفينة في البداية مع إغلاق نقطة اسم المالك وجنسيته والسفينة إلا أن بعض المعلومات كانت مهمة.
ضمن المعلومات عن السفينة نفسها أنها كانت قادمة من تركيا وعبرت من خلال قناة السويس، قبل أن ينقطع الاتصال معها منذ يوم تقريبا ما يشير إلى وقت حدوث العملية العسكرية لجماعة انصار الله الحوثي المسيطرة عسكريا على عدة مناطق يمنية منها العاصمة صنعاء، إلا جانب منطقة استراتيجية في مدينة الحدودية التي تمتلك واحد من اهم الموانيء البحرية المطلة على البحر الأحمر والقريبة من باب المندب ومنها تنفذ عملياتها البحرية.
تواصلت «المصري اليوم» مع مفتش مصري سابق، وأحد قيادات شركة متخصصة في النقل والتأمين البحري وسبق له دخول السفينة نفسها، حيث أشار إلى أن السفينة GALAXY LEADER المحتجزه في اليمن هي حاملة سيارات تم إنشاؤها في عام 2002 بواسطة شركة STOCZNIA GDYNIA S.A.- GDYNIA، بولندا.
وأضاف الخبير البحري المتخصص في الأمان وعمليات النقل البحري والقائم حاليا بمنصب قيادي في أحد الشركات الدولية المتخصصة القبطان محمد الراوي أن السفينة مملوكة لشركة RAY CAR CARRIERS البريطانية وتديرها نفس الشركة كما أن السفينة تبحر حاليا تحت علم جزر البهاما وحمولتها الإجمالية 48710 طن.
وأكمل الراوي قائلًا أن السفينة كانت في تركيا واتجهت إلى مصر يوم 11 نوفمبر حيث وصلت إلى منطقة مخطاف بور سعيد يوم 15 نوفمبر وتحركت في اليوم الثاني 16 نوفمبر متجهة إلى الهند بعد مرورها بقناة السويس.
بناء على معلومات المفتش المصري السابق واحد القلائل الذين دخلوها بالفعل من قبل، بحث المصري اليوم عن اسم الشركة نفسه المالك للسفينة RAY CAR CARRIERS والتي ارتبط اسمها بأحد اهم الصفقات في شهر يوليو الماضي بحسبما أورد موقع tradewindsnews الموقع العالمي المتخصص في تجارة السفن والنقل البحري حيث قال في عنوان: Israel's Ray Car Carriers linked to top-dollar Hyundai Mipo newbuildings.
وعلى الموقع نفسه المدقق والمتخصص في اخبار النقل البحري دوما ما ينسب جنسية الشركة إلى اسرائيل خاصة مع مالكها نفسه الذي ذكره الموقع ايضا وهو رامي انغر، فمن هو؟.
من هو مالك السفينة الاسرائيلية المختطفة؟
يرتبط اسم رامي انغر بالعديد من التفاصيل وجميعها متعلق بالنقل البحري، حيث تقع ضمن ممتلكاته شركة Ray Car Carriers أسس الشركة عام 1990 إلا أنه طور شراكاته في بريطانيا التي اتخذها موقعا لها في عام 2004 عندما اتسعت تجارته في النقل البحري للسيارات لتتسع إلى 12 إلى 14 سفينة بحسب مجلة Globe«الاقتصادية الدولية واغلب هذه السفن عن طريق نظام الايجار لعملاء الشحن البحري الاستراتيجي.
ثمانية من السفن مصممة لشحن السيارات. وقد طلبها أونغار من أحواض بناء السفن البولندية على مدى السنوات الأربع الماضية. وتبلغ تكلفة بناء كل سفينة 50 مليون دولار. قامت البنوك الأجنبية وشركات الشحن بتمويل كل أو جزء من الاستثمار.
بولندا أيضا متطابقة للبيانات التي حصلنا عليها من مصدرنا في التفتيش البحري، حيث تشير البيانات إلى أن المصنع الأساسي للسفينة المختطفة Galaxy Leader هي شركة STOCZNIA GDYNIA S.A. – GDYNIA فيما سبق تغيير اسمها في عام 2018 حيث كان اسم السفينة منذ نشأتها في عام 2002 Ganaxy 8d.
لكن لماذا تستخدم علم دولة باهاما؟
يشير سيد شعيشع مستشار النقل البحري والمستشار السابق لهيئة قناة السويس ل «المصري اليوم» إلى أن أغلب الشركات التجارية المتخصصة في النقل البحري تهرب من عملية دفع الضرائب البحرية الباهظة وهو ما يوفره بشكل كبير استخدام أكثر من علم حيث تقوم بتسجيل نفسها ضمن الاسطول البحري لعدة دول وخاصة بنما وباهاما.
وتتميز باهاما باتفاقيات بحرية موسعة تسمح للسفن التجارية التي تحمل علمها بالمرور بأقل الاضرار الاقتصادية في النهاية بدون دفع ضرائب باهظة، لكن الأمر نفسه يوضح استهداف السفينة نفسها والسفن التجارية المملوكة لرامي انغر والذي يمتلك اسطولا بحريا عملاقا يقوم بالنقل للسيارات عبر البلدان المختلفة ومنها مصر.
من الموجود على السفينة؟
تحمل السفينة مئات السيارات من مختلف العلامات التجارية وعلى متنها حوالي 60 شخص تقريبا يمثلون طاقم السفينة إلى جانب عدد من المسؤولين عن السيارات فيما جرى اعتقالهم جميعا من قبل جماعة الحوثي الموجودة في اليمن والتي أعلنت عن تنفيذ العملية في رد واضح وصريح على العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة والتي أودت بحياة أكثر من 12 ألف شخص حتى اللحظة.
ويرى سيد شعيشع المستشار السابق بهيئة قناة السويس أنه من الصعب انقاذ السفينة من أي قوة بحرية خلال الفترة المقبلة خاصة وأن البديل سيكون قتل جميع المجموعة الموجودة على السفينة أو تفجيرها من قبل المسؤوليين العسكريين لجماعة الحوثي والمعروف تسليحها بتسليح موسع.
الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة
وتواصل اسرائيل حربها الاسرائيلية على قطاع غزة والممتدة منذ أكثر من 40 يوما كردا على العملية العسكرية لحركة حماس في السابع من شهر أكتوبر الماضي والتي غارت فيها على مستوطنات اسرائيلية لتقرر اسرائيل اجتياح القطاع بريا لأول مرة في عملية عسكرية موسعة خلفت نحو 12 ألف قتيل وسط ضغوط اقليمية ودولية بضرورة وقف الحرب.