نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر سياسية إسرائيلية خشيتها من أن يستخدم "حزب الله" وقوع مواجهات عنيفة ووقوع إصابات خلال عملية الاستيلاء على سفينتي المساعدات اللبنانيتين المتجهتين الى قطاع غزة، ذريعة لإطلاق الصواريخ، الأمر الذي قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية. وقالت الصحيفة إن إسرائيل تعمل على المستوى الديبلوماسي وبعثت برسائل إلى سوريا ولبنان من خلال المجتمع الدولي. وزعمت في الرسائل أن "حزب الله وجهات سورية يقفان وراء أسطول الحرية الجديد". ولفتت الصحيفة إلى قيام عدد من الدول الغربية، وخصوصا الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، بممارسة الضغوط على الحكومة اللبنانية، لحملها على إلغاء الحملة.وتصدرت عناوين "يديعوت أحرونوت" ما أسمته "الاستفزاز السوري"، زاعمة أن ابن عم الرئيس السوري هو مالك السفينة "جوليا" التي ستبحر من لبنان متجهة إلى قطاع غزة. كما أشارت إلى أن مجندات في "حرس الحدود" يجرين تدريبات للاستيلاء على سفينة "مريم" بدون استخدام العنف، وذلك لتجنب وقوع مواجهات إقليمية. وقالت الصحيفة: "إن أسطول الحرية القادم إلى قطاع غزة يقف وراءه مسؤولون سوريون كبار مقربون من الرئيس السوري بشار الأسد، في حين تخشى إسرائيل أن تؤدي مواجهة عنيفة محتملة لدى الاستيلاء على السفن أن تجرّ المنطقة إلى الحرب". وأضافت أن "المعلومات التي وصلت إلى إسرائيل تشير إلى أن منظمي الحملة وجدوا صعوبة في العثور على سفن لكي تبحر إلى قطاع غزة، وعندها بادرت شركة جوليا للخدمات البحرية إلى تنفيذ المهمة". وبحسب الصحيفة فإن الشركة يملكها ابن عم للرئيس السوري، مشيرة إلى أنه تم تغيير اسم السفينة من "جوليا" إلى "ناجي العلي". وبحسب الصحيفة، فإن شركة سورية أخرى تدعى "ندا للملاحة" تشارك في تنظيم الحملة، وأن الشركتين تعملان في ميناء طرطوس في سوريا. وقال كبير معلقي الصحيفة أليكس فيشمان: "إن إسرائيل سوف تنظر إلى السفن السورية (اللبنانية) التي ستحاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة على أنها "سفن عدوة" بكل معنى الكلمة. وأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قد أوضحت، اول من أمس، أن سوريا ولبنان هي "دول عدوة"، وبالتالي فإن سفن هذه الدول البحرية التي تمس بما يسمى ب"السيادة الإسرائيلية" سوف يجري التعامل معها بما يتناسب. وفي سياق ذي صلة قالت "يديعوت أحرونوت" ، ان الجهات الامنية الاسرائيلية المختصة قررت تدريب وتأهيل 20 شرطية مقاتلة من وحدات حرس الحدود الاسرائيلية المختلفة لمهمة التصدي للسفينة النسائية المرتقب إبحارها الى غزة. ونسبت الصحيفة الى مصادر عسكرية انه سيكون باستطاعة شرطيات حرس الحدود التعامل بشكل أفضل مع النساء على ظهر السفينة المذكورة في ضوء الاعتقاد السائد بأن عملية الاستيلاء على هذه السفينة ستجري ايضا أمام عدسات الكاميرات مثلما حدث في الاستيلاء على سفينة "مرمرة". وقالت "يديعوت أحرونوت" ان الشرطيات يتلقين حالياً تدريبا خاصا مع البحرية الاسرائيلية - افراد الصاعقة، ومع باقي القوات المقرر مشاركتها في مهمة الاستيلاء على السفينة النسائية. وقالت جهات أمنية اسرائيلية: "ومع ذلك فإن قوات الكوماندوس البحري هم الذين سينفذون عملية الاستيلاء بالذات، أما الشرطيات المقاتلات فسينضممن الى العملية في المرحلة الثانية". واضافت الصحيفة ان وزير الامن الداخلي الاسرائيلي يتسحاق اهارونوفيتش أقرّ تخصيص وحدة "ميتسادا" التابعة لمصلحة السجون الاسرائيلية ووحدة "كورال" التابعة لحرس الحدود والمتخصصة بتفريق المتظاهرين الانضمام الى الهجوم المحتمل بالاضافة الى الشرطيات. وبحسب الصحيفة، فإن القوات المكلفة بمهمة إيقاف السفن المقبلة المرتقب ابحارها الى غزة تتدرب هذه الايام على اساس العبر المستخلصة من عملية الاستيلاء على سفينة مرمرة حيث تجري في هذه التدريبات محاكاة سيناريوهات مختلفة مع التشديد على تأهيل وإعداد المقاتلين والمقاتلات من الناحية النفسية خشية ان يضطروا مرة أخرى الى مواجهة متظاهرين يلجأون الى العنف. وتسود مخاوف في الحكومة الإسرائيلية من موجة دعاوى في المحاكم الأوروبية عقب أحداث "أسطول الحرية" التركي، وكان مواطن بلجيكي من أصل فلسطيني و13 فلسطينيا من قطاع غزة تقدموا بدعوى ضد 14 مسؤولا إسرائيلياً اتهموهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد البشرية خلال الحرب على غزة.