قائد القوات البرية السابق للناتو ل«المصري اليوم»: «هدف نتيناهو بتدمير حماس غير ممكن.. وعلى إيران وقف وكلاءها بالمنطقة»

لا يمكن الرجوع لما قبل يوم السابع من أكتوبر.. هي الكلمة التي استخدمها بلينكن وزير الخارجية الأمريكي للتأكيد على أهمية الوقائع الحادثة في الشرق الأوسط منذ هجوم حماس على مستوطنات اسرائيلية في غلاف قطاع غزة ما أدى إلى هجوم اسرائيلي غير مسبوق في القطاع بهدف تدمير الحركة بحسب المعلن من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتيناهو.
ولا تزال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تمثل الخبر رقم 1 في وسائل الإعلام العالمية والاقليمية في أطول تغطية اخبارية خلال السنوات الأخيرة مستمرة منذ 40 يوما تقريبا على الرغم من الأحداث الهامة التي تحيط بالعالم إلا أن مصير قطاع غزة وتفاصيل الحرب من عملية تبادل الأسرى ووقف الحرب ومستقبل القطاع موضوعات لا تنقطع تقريبا عن الشاشات العالمية والاقليمية.
ويحاور «المصري اليوم» عدة شخصيات عسكرية ودبلوماسية عالمية وعربية بهدف الوصول إلى رؤية حول الحرب الأكثر شراسة التي تشنها اسرائيل منذ بداية الصراع قبل 75 عاما، سواء في عدد القتلى أو التصعيد العسكري الاقليمي والدولي الذي دعا أمريكا ودول أوروبية واقليمية عظمى تحريك أهم قطعها العسكرية خوفا من التصعيد الشامل.
بن هودجز هو الجنرال السابق في الجيش الأمريكي والذي سبق وخدم في عدة مناطق هامة حتى أصبح قائدا للقوات الأمريكية في أوروبا من عام 2014 إلى 2017 ما آهله ليصبح قائد القوات البرية في حلف شمال الأطلسي الناتو ثم مستشارا اعلى في الحلف لفترة طويلة، ثم خبيرا في الشؤون العسكرية ومحللا لأهم وسائل الاعلام العالمية.
وفي حوار مع «المصري اليوم» يرى الخبير العسكري الأمريكي البارز أن الجميع في الشرق الأوسط يجب عليه عدم جر المنطقة لحرب اقليمية بما في ذلك «حماس، اسرائيل، ايران» حيث يجب على الأولى أن تحافظ على المدنيين لديها وعدم جرهم للنزاع العسكري، بينما يجب على اسرائيل التصرف بشكل قانوني بما في ذلك وقف المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية وكذلك الامتثال لقانون الصراع المسلح بينما يجب على ايران وقف وكلاءها في المنطقة من التصعيد العسكري بما يسمح بالمحادثات الدبلوماسية الأمريكية مع المسؤولين في المنطقة لمنع حرب شاملة.
ويرى هودجز، أن الحل العسكري لا يمكن أن يكون حلًا ولكن التعايش السلمي بين اسرائيل وجيرانها العرب بما في ذلك الفلسطينين ومن ثم حل الدولتين رئيسي لحل الأزمة وهو ما تعمل عليه الولايات المتحدة ويجب على اسرائيل والعرب أن يعملوا على ذلك سويا، وأيضا على اسرائيل أن توضح الوضع النهائي والهدف لعملياتها في غزة، وتقليل الخسائر في المدنيين وحمايتهم.
وأشار إلى أن الأمور تتجه إلى تحضيرات لحكم مستقبلي لكيانات عربية على غزة حتى يصبحون قادرون على التعاون مؤكدا في الوقت نفسه أن تنفيذ ذلك لن يكون سهلا بالطبع خلال الفترة المقبلة.
وقال المستشار لحلف الناتو العسكري إن التحرك العسكري الأمريكي السريع بنشر مجموعتين من حاملات الطائات وغيرها من قدرات الطواريء يهدف بشكل رئيسي لإرسال رسالة قوية لإيران وحلفاءها بعدم السماح بالاستفزاز أو السماح بالتصعيد، وكذلك المساعدة في حال وجود اجلاء لقوات أمريكية أو مواطنين عند الضرورة.
ومع ذلك أكد أن هناك قواعد عسكرية أمريكية موجودة بالفعل في منطقة الشرق الأوسط بهدف القضاء على تنظيم داعش ولها مهام مستمرة وواضحة بالاضافة إلى دعم الحلفاء العرب ولا علاقة لذلك بهجوم حماس على اسرائيل أو الرد الاسرائيلي بشكل عام.
مستقبل غزة
واعتبر هودجز أن ما وصفه ب«مهمة نتيناهو» رئيس الوزراء الاسرائيلي تدمير حركة حماس غير ممكنة على الاطلاق رغم اعتباره بشكل شخصي انها «حركة ارهابية» وفقا لوصفه، فإنه سيكون من الصعب تدميرها بالكامل ما لم يتضمن النهج الاسرائيلي معالجة السبب الجذري لحماس ويتضمن ذلك عدة أمور.
ويعدد الجنرال العسكري الأمريكي أسباب صعوبة القضاء على حماس، ومنها امتلاكها السلاح، والمال، والمجندين، حيث ستحتاج الحكومة الاسرائيلية في رأيه إلى تنظيم عملياتها بطريقة لا تؤدي الضربات ضد حماس إلى خلق مجندين وموالين جدد لها وبطريقة تجعل الدول العربية لا تزال مهتمة بإحراز تقدم نحو تنفيذ الاتفاق الإبراهيمي، وهذا يعني أن إسرائيل لا يمكنها استخدام النهج العسكري/ الحركي فقط، بل يتعين عليها معالجة المستوطنات غير القانونية وسوء معاملة الفلسطينيين في الضفة الغربية، وضمان الحكم الرشيد بقيادة عربية في غزة.
حرب غزة
وأسفرت الحرب الدائرة التي قاربت على 40 يوما على وفاة نحو 11 ألفا و240 منذ بدء الحرب ومن بين القتلى 4630 طفلًا و3130 امرأة من الفلسطينيين داخل قطاع غزة، بينما أعلنت اسرائيل وفاة نحو 1400 شخص نتيجة هجمات حماس في السابع من أكتوبر قبل أن تخفض العدد لحوالي 1200 شخص بينهم 365 قتيلا من العسكريين قرابة 50 منهم منذ بداية الاجتياح البري لغزة.