محلّل سياسي لبناني: كلمة نصرالله تحمل العديد من الدلالات الاستراتيجية

قال المحلّل السياسي اللبناني حسن صعب، إن كلمة زعيم حزب الله، حسن نصرالله، التي استمعنا إليها، والتي استمع إليها العالم قبل قليل، تحمل العديد من المفاهيم أو الدلالات الاستراتيجية.
وقدّم نصرالله في بداية خطابه نظرة تاريخية حول خلفية الصراع المستمر بين الكيان الإسرائيلي، المدعوم غربيًا وأمريكيًا منذ تأسيسه، وبين شعوب المنطقة.
وأضاف المحلّل السياسي اللبناني في تصريحات ل «المصري اليوم»، أن المقاومة في لبنان كانت دائمًا في موقع الدفاع عن لبنان والقضية الفلسطينية وشعب فلسطين؛ واليوم، تقدّمت المقاومة خطوات نوعية في هذا المجال، حيث شرح المنهجية التي تتّبعها المقاومة الإسلامية على جبهة جنوب لبنان لتشتيت قدرات العدو وقواته واستنزافها، وذلك لتخفيف الضغط عن الشعب الفلسطيني والمقاومة في قطاع غزة، التابعة لحركة حماس، والتي تواجه عدوانًا واسعًا وهمجياً منذ شهر تقريباً.
وتابع: ومع ذلك، يجب أن نأخذ في الاعتبار مصالح لبنان وأمنه واستقراره، ومصالح شعوب المنطقة، والقدرات المتاحة، والظروف الإقليمية والدولية، فيما يتعلق بحركة المقاومة في الأيام المقبلة، والتي يمكن أن تتوسع وفقًا لما ذكره نصرالله، إذا ما استمر العدوان ولم يتوقف فورًا، أو إذا فكّر العدو الإسرائيلي في شن عدوان استباقي على لبنان، مغتراً ببعض «الإنجازات» التي حقّقها في قطاع غزة المحاصر، من أجل إنهاء وجود المقاومة في لبنان -وهذا بالطبع أمر شبه مستحيل-.
كما تطرّق نصرالله في حديثه إلى الدور الواضح والمؤثّر للولايات المتحدة الأمريكية في دعم العدوان الإسرائيلي على غزة وعلى المقاومة في المنطقة، ودعا الدول العربية ودول العالم والمجتمع الدولي إلى التصدي له واستنكاره، سواء عبر المؤسسات الدولية، أو عبر قطع العلاقات مع الولايات المتحدة وحليفتها «إسرائيل»؛ كما أمل نصرالله بأن تتحرك بعض الأنظمة العربية لفرض معطيات سياسية جديدة، مع تحذيره الأمريكيين من مواصلة الدعم المطلق للاحتلال الإسرائيلي، الذي يرتكب مجازر يومية ضد الشعب الفلسطيني، والتي هزّت ضمير العالم وأحرجت الإدارة الأمريكية وكيان الاحتلال بشدّة، كما تكشف المواقف الأميركية والإسرائيلية الأخيرة.
وأردف صعب: «لن يستمر الكيان الإسرائيلي في التمادي في عدوانه لفترة طويلة، كما يتوقع القادة والخبراء والمحلّلون في الكيان، بسبب صمود المقاومة البطولي والخسائر الكبيرة التي يتكبّدها جيش الاحتلال وتفعيل هذين المسارين قد يعرقل أو يوقف العدوان في المدى القريب جداً».
أما بالنسبة لفتح جبهة جنوب لبنان، فيتّضح من خلال حديث نصر الله، أن حزب الله لن يبادر لفتح هذه الجبهة حاليًا، وهو الآن يتمركز على الحدود بشكل شبه علني، ويستنزف قدرات الجيش الإسرائيلي على عدة مستويات، ولكن على الرغم من أن حزب الله حقَّق نجاحات كبيرة وأمّن دعمًا قويًا وفعَّالًا للمقاومة في فلسطين، فإن الأمور قد تتطور في وقت لاحق إذا استمر العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة وتهدّد مصير المقاومة بشكل كبير.
واستبعد المحلّل اللبناني أن تعمد المقاومة الإسلامية إلى توسيع رقعة المعركة، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً وتعاوناً كاملاً بين القوى والفصائل المعنيّة في اليمن والعراق وسوريا، وحتى في إيران، ضمن إطار محور المقاومة والممانعة وقد بدأ هذا التنسيق منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى التاريخية لحماس في غزة، وقبلها أيضاً؛ وهناك دور محدّد لحزب الله إلى جانب القوى الأخرى، وهو سيظهر أكثر في المستقبل القريب؛ ولكن لن تكون هناك خطوات عشوائية أو قرارات بناءً على الانفعال في أي شكل من الأشكال.
وأخيراً، أكّد الباحث السياسي اللبناني على أهمية تأكيد نصرالله على أن انتصار حماس المرتقب على العدوان ليس انتصارًا للإخوان المسلمين ولا لحزب الله، بل هو انتصار للمقاومة ولحقوق الشعب الفلسطيني في التحرر واستعادة أراضيه، وعيشه بكرامة، وهذه المسألة التي أشار إليها نصر الله يجب على شعوب المنطقة وأنظمتها النظر إليها بعناية واستخلاص الدروس والعِبر منها.