نصرة طاحون، سيدة من قرية شاما المنوفية، استفزها منظر الجثث المنتشرة والدماء المتناثرة على وجوه الأطفال والصراخ والاستغاثات التي تملأ أرجاء غزة عقب قصف مستشفى المعمدان والتى راح ضحيتها الأطفال الأبرياء، مما دعاها لأن تتخذ قرارها بالتبرع بالذهب، بكمية تصل إلى 400 جرام من الذهب تقدر بنحو مليون جنيه مصرى، لدعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في غزة. وقالت إنها تطوعت بتحويشة 30 سنة بعد بيعها قطعة أرض ميراث عن والدها لصالح الضحايا، مؤكدة على أن مشهدين أثرا فيها كامل التأثير الأول قصف المستشفى والمشهد الثانى صراخ الأمهات على أطفالهن وباتت طوال الليل تبكى من وحشية وهمجية الإسرائيليين ضد الأطفال. بعد أن علمت أن شيخ الأزهر أطلق مبادرة للتبرع، توجهت بصحبة زوجى وشقيقى لمشيخة الأزهر حيث قال لى زوجى دى حاجتك وإنت حرة فيها، وتمنيت من الله أن أقابل شيخ الأزهر لأسلم عليه وأسلمه التبرع. عندما وصلت للمشيخة قابلنى أحد اللواءات، وطلب أن أترك التبرع لعمل الأوراق المطلوبة، إلا أننى أصريت على مقابلة شيخ الأزهر، وفعلا اصطحبنى لمكتب الإمام الأكبر ووجه لى سؤالا «إنت جاية تتبرعى» قلت نعم. فلما علم اننى تبرعت بما يعادل 400 جرام ذهب شكرنى ودعا لى وقال ربنا هيعوض عليكى بعشر أضعافه. ومن المفارقات أن الدكتورة سحر نصر قالت للإمام إن رؤيتك تحققت فعلا قائلا: «كنت أحلم بأنى طوال الليل أوزع في الذهب».
