«مقبرة جماعية».. الاحتلال يحظر انتشال العالقين تحت أنقاض غزة ويمنع وصول المساعدات للمستشفيات

«كل رقعة في قطاع غزة باتت مرشحة لأن تكون مقبرة جماعية لسكانها مع حظر الاحتلال انتشال أحياء من تحت أنقاضها- لاسيما شمال وشرقي القطاع»، بتلك الكلمات لخص المتحدث باسم الدقاع المدني في غزة، الرائد محمود بصل، الوضع في محافظات القطاع، مؤكدا أن المقابر الجماعية الخمس التي أقامتها وزارة الصحة تكدست على بُكرة أبيها ولم تعد قادرة على استيعاب المزيد من جثث الشهداء.
وقال بصل، إن لاحتلال يحظر انتشال أحياء أو عالقين تحت الأنقاض في شمال وشرق القطاع- بدعوى إعلانهما «مناطق عسكرية»، مؤكدا أن الاحتلال يستهدف بالقصف كل متحرك في تلك الرقعة في إطار معاقبة من قرروا البقاء في منازلهم ودفعهم إلى النزوح القسري.
وناشد بصل طواقم الدفاع المدني العربية والدولية لتقديم يد العون لغزة، لافتا إلى أن أكثر من 1500 عالق تحت الانقاض بينهم 830 طفلا وأن تلك الأعداد تتصاعد بشكل يومي نظرا لضعف الامكانات اللوجستية من جانب وعرقلة الاحتلال فرص انتشال أحياء من جانب آخر.
وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، أن كل محافظة في قطاع غزة خصصت قطعة أرض يتم فيها دفن الشهداء بشكل جماعي وقد امتلأت تلك المقابر على بكرة أبيها، معتبرا أن كل رقعة في قطاع غزة باتت مرشحة لأن تكون مقبرة محتملة.
وتابع: أن أعداد العالقين تحت الانقاض في ارتفاع متواصل نظرا لعرقلة الاحتلال مساعي انتشالهم ومنعه رجال الإنقاذ من دخول مناطق بعينها مع أزمة النقص الحاد في اللوجستيات التي يعاني منها رجال الدفاع المدني.
ووصف بصل وضع القطاع الصحي بالكارثي، مؤكدا عدم وصول المساعدات التي مرت من معبر رفح المصري لمستشفيات القطاع بعد إذ لا يزال الاحتلال يعرقل نقلها من الجنوب رغم عدم كفايتها لاحتياجات القطاع، موضحا أن «قطاع غزة كان يدخله في الظروف العادية نحو 500 شاحنة من الجانب المصري، متسائلا: «كيف تلبي 20 شاحنة مساعدات احتياجات القطاع في حالة حرب».
واعتبر المتحدث باسم الدفاع المدني، أن حجب الاحتلال نقل تلك المساعدات من جنوب القطاع إلى المستشفيات ومراكز الإيواء يعد قرارا مبيتا بإعدام عمدي لجرحى وسكان قطاع غزة، لافتا إلى نفاذ معظم المستهلكات الطبية من مستشفيات وصيدليات وزارة الصحة والقطاع الخاص.
إلى ذلك، حذر المتحدث الرسمي باسم بلدية غزة، حسن مهنا، من تعرض قطاع غزة لكوارث صحية وبيئية في ضوء هذا القدر من الجثامين العالقة تحت الانقاض من جانب ووقف الاحتلال الاسرائيلي امداد قطاع غزة بالمياه والكهرباء من جانب آخر.
ولفت مهنا، في تصريحات ل«المصري اليوم»، إلى حجب سلطات الاحتلال لنحو 90% من إمدادات المياه المخصصة للقطاع، موضحا أن نفاد الوقود في القطاع أدى إلى توقف محطات تحلية المياه، وأصاب مضخات تشغيل الآبار بشلل تام ناهيك عن خروج العديد من محطات ضخ مياه الصرف الصحي عن العمل وتسرب المياه العادمة إلى شاطئ البحر وفي بعض الشوارع، إلى جانب تكدس النفايات المنزلية وجميعها معطيات تنذر بكوارث صحية وبيئية تهدد بانتشار الأوبئة والأمراض بين المواطنين وبخاصة مراكز الإيواء المكتظة بالنازحين.