ضحايا «مستريح الخُردة» في الجيزة: «استولى على ملايين الجنيهات واختفى»

«مستريح الخُردة»، كان يستغل معارفه وجيران القدامى ويقترض منهم أموالًا لمدة أسبوع أو اثنين، وبعدها يعيد لهم السُلفة بالزيادة ويقول لهم إنها أرباح جراء صفقة دخلها لشراء وبيع حدايد وأجهزة منزلية من المجالس المحلية بالمدن، وسرعان ما يسيل لعاب ضحاياه بعضهم يأتى له بملايين الجنيهات والآخر بالآلاف ليجدوا أنفسهم وسط كارثة لعدم قدرتهم على سداد ما اقترضوه من البنوك أو أقاربهم في حين أن المستريح كان «فص ملح وداب» وأغلق محلاته وهواتفه المحمولة.
الفلوس دى مكافأة نهاية الخدمة بتاعتى
في منطقة العروبة بالمنيب في الجيزة، اتخذ «أحمد.م» من محلات عدة مخزنًا للخردة، ومن وقت لآخر كان يطل على أصدقاء طفولته في عين الصيرة وأنحائها، ليجدد علاقاته بهم ويغريهم بدخول صفقات معه تدر لهم أرباحًا شهرية، فكان أول ضحاياه محمد الشربينى، الموظف على المعاش، والذى فوجئ بطلب جاره القديم مبلغ 4 آلاف جنيه على سبيل السلف لمدة أسبوع، وبعدها استرد المبلغ مضافًا إليه 1500 جنيه ليقول له حينها وهو يسدد ما عليه: «بدخل صفقات وبشترى حاجات قديمة من المحليات وأبيعها وبكسب فيها لقمة حلوة».
«الشربينى» من تلقاء نفسه أحضر مبلغ 365 ألف جنيه ل«أحمد»، وقال له: «الفلوس دى مكافأة نهاية الخدمة بتاعتى، وجزء منها خدتها من نسيبى»، وعلى مدار 3 أشهر بالتمام تحصل «الموظف»، كما يروى على 17 ألف جنيه أرباحا شهرية حتى كانت الكارثة الكبرى، على حد وصفه «لقيته قافل المحلات بتاعته وتليفوناته وساب مسكنه واختفى»، ليكون مصير الرجل الستينى «مطلوب منى أدفع فلوس شقيق مراتى، ولا عندى مليم أستند عليه».
ضحية «أحمد» الثانى كان جاره محمد عاطف، محاسب بإحدى شركات المقاولات، الذي اقترض له من البنك 100 ألف جنيه وجمع له مثلهم من صديقه وزوج شقيقته، وعقب هروب «المستريح» أصبح يسدد القرض وملزمًا بدفع فلوس من وثقوا به، يقول: «خدت أرباح 4 أشهر فقط من أصل المبالغ المالية التي دفعته له».
مراته أخدت إجازة سنة بدون مرتب
صدمة الحج ناصر عبدالوهاب، كانت مضاعفة كون «أحمد» صديقه منذ الطفولة وكان يثق به ويدخل ويخرج من بيته طوال الوقت، فبدأت عملية النصب عليه حين قال له «المستريح»: «عندى مناقصات مع أحد الأحياء على شوية خُردة ومكسبهم مضمون، وكمان بالات ملابس قديمة أرباحها عالية»، ليقدم له «عبدالوهاب» الذي يبدى ندمه ملايين الجنيهات من ماله الخاص وأصدقاؤه، وبدهشة يحكى: «ده كان بيجب مراته معاه بيتى تعدى الفلوس، وأخذت عليهم 40 إيصال أمانة، وزادت ثقتى فيه لأنه أعطانى أرباحًا لمدة سنة ونصف، بمقدار ما بين 50 و60 ألف جنيه كل شهر».
«عبدالوهاب» توجه إلى محل عمل زوجة «أحمد»، اكتشف أنها «واخده إجازة سنة بدون مرتب»، يقول حينها عرفت إنهما أحكما خطتهما جيدًا، مرددًا «حسرة عليا وعلى فلوسى وشقايا».
تكرر ذات السيناريو، مع مصطفى محمد، الموظف بإحدى شركات الأغذية، الذي يقول إن ضحايا «مستريح الخردة» بالمئات وأغلبهم من عين الصيرة وكان هو أحدهم ودبر له 200 ألف جنيه وأخذ ربحه 4 مرات، مناشدًا أجهزة الأمن بالقبض عليه وعلى زوجته المشتركة معه في الجريمة.
ضحايا «مستريح الخردة» يقدمون نصيحة للناس
ضحايا النصب، أوصوا الناس بالحرص من التعامل مع مثل هؤلاء مهما كانت الإغراءات بالربح السريع والوهمى، مثلما فعل معهم المتهم وزوجته، وأفضل طريقهم لاستثمار أموالهم إيداعهم في البنوك أو شراء الوحدات السكنية أو إقامة المشروعات بمختلف أنواعها.
أجهزة الأمن من جانبها، تلقت بلاغات ضد «مستريح الخردة» وتفحصها، وتلاحقه بعد العرض على النيابة العامة.