أميرة «مستريحة كرداسة».. باعت الوهم ل150 سيدة وجمعت منهن 32 مليون جنيه (فيديو)

«أميرة.ش»، سيدة أربعينية، لم ترض بظروفها المعيشية وفقرها المدقع، وبحثت عن الثراء السريع وسط جيرانها بقرية أبوحجازة بكرداسة في الجيزة، أوهمت نحو 150 سيدة و20 رجلًا بتشغيل أموالهم لتدر لهم أرباحًا يوميّة وأسبوعية وشهرية حتى جمعت 32 مليون جنيه وعجزت عن سدّاد 15 مليون جنيه وبعد تجمهر الأهالى أمام منزلها حضرت الشرطة وضبطتها، وقررت النيابة العامة حبسها احتياطيًا على ذمة التحقيقات.
كيف أقنعتك «أميرة» للاستيلاء على أموالك؟
كانت «أميرة» تطرق باب جيرانها بالكفر، وأغلب سكانه من العمال الأرزقية والفلاحين ممن لديهم قيراط أو اثنان يمتلكونها، ويسعون لبناء منزل لزواج «العيال» وليجمعهم معًا، وتجرى ريقهم نحو الثراء وحل مشكلاتهم: «عندي مشروع، يكسبك باليوم والأسبوع والشهر»، وتكمل لتقطع عليهم أسئلتهم: «أنا بتاجر مع خالي في الخٌردة والدواجن».
وبعد جمع «أميرة» آلاف الجنيهات في البداية، راحت تزيد ثقة ضحاياها، فتعطيهم أرباحًا بذات اليوم، وهو ما حدث مع جارتها «أم محمد»، التي أعطتها 8 آلاف جنيه ومع أذان الفجر ردتها لها بزيادة ألفى جنيه.
تعمدت «أميرة» طرق باب الجارة فجرًا، ما أثار فزع الأخيرة، وهى تقول لها: «إحنا اتخضينا حد يخبط في الوقت ده»، لكنّها بمكر ودهاء قالت: «لسه راجعة من شغلى وقلتلك هجيبلك الأرباح النهارده، خدى فلوسك وأرباحها».
مضت «أميرة» لمنزلها، وهى تعلم أن جارتها أم محمد، قد بلعت الطُعم، وأن حاجتها الشديدة لزواج ابنها ستجعلها تفكر في أن ترمى في حجرها مبالغ طائلة أملًا في الربح الوفير دون جهد، وهو ما حدث.
«اديهملها تشغلهملنا أزمتنا هتتحل»
زوج «أم محمد» صاح في زوجته وقال لها: «أميرة دى بمائة رجل.. حد في الزمن ده بيعمل كده»، ثم قام من جلسته متوجهًا لدولاب حجرة النوم، وأخرج منه 100 ألف جنيه «تحويشة العمر»، بلغةِ تشبه الأمر قال لزوجته: «اديهملها تشغلهملنا أزمتنا هتتحل».
وهكذا ذاع صيت «أميرة» بين جيرانها، بأنّ «كلمتها واحدة»، وخلال 5 سنوات تقريبًا جمعت 32 مليون جنيه، وأخذت تماطل النّاس في الأرباح، وبدافع الطمع أقدم عليها سيدات كثيرات وأغدقن عليها الأموال، وبعضهن باع الميراث وأقنعن أزواجهن بالاستثمار في الخٌردة والدواجن مع «مستريحة كرداسة».
كانت «أميرة» ذكية حين تماطلك في سداد الأرباح، فتارة تقول لك: «الأرباح دى هتعمل بيها إيه؟!.. دخلهم جمعية معايا فيزيدوا أصلك مُبذر»، وأخرى تقول: «متوجعش دماغى فلوسك كلها هتاخدها كاش في ظرف شهرين من غير ربح أنا دخلت صفقة جديدة!»، فترجوها ألا تفعل، وحين تكتب إيصال أمانة بخديعة تضيف كلمة «تسلم الأموال لأميرة!».
«أميرة» تعرف بأسرار الأهالي من جلسات النميمة
«أميرة»، من خلال جلسات النميمة تعرف كل أسرار البلدة، فذات مرة استوقفت رجلًا وأخبرته بأن لديها حلًا لخلافه مع زوجته بسبب مكان منزلهما بمنطقة كلها مشاكل، وقالت له: «عندى لكِ بيت لُقطة»، فأعطاها الرجل 600 ألف جنيه ولم تشترِ له منزلًا وأقنعته بأن يستثمرها لحين العثور على عقار يليق بمقامه الرفيع، وطمعته وأعطته لمدة شهرين 12 ألف جنيه كأرباح، وحين قالت له: «ممكن تاخد فلوسك»، توسل إليها الرجل أن تبقى المبالغ المالية معها: «أصل أنا هصرفهم يا أميرة»، فتقول له: «معايا في الحفظ والصون!».
إحدى ضحاياها تُدعى «عزة»، قبل شهرين، حضرت إليها «أميرة»، وطلبت منها استثمار مبالغ مالية «عندى صفقة ومحتاجة فلوس»، فدبرت لها 508 آلاف جنيه.
«عزة» كتبت على نفسها إيصالات أمانة لأقاربها بعد جمعها الأموال منهم، حين طمعوا بأن كل 100 ألف جنيه عليها أرباح 10 آلاف جنيه، وحين يجىء موعد الأرباح تقول لها «أميرة»: «هدخلهم في جمعية».
الابن باع الميكروباص والفلوس في مهب الريح
الطمع أعمى بصيرة «سناء»، حين طلبت من ابنها أن يبيع عربته الميكروباص ب 250 ألف جنيه، وأضافت عليهم 260 ألف جنيه من أقاربها، وأعطتهم لأميرة «علشان صفقة حديد»، بعدما قالت لها «3 أيام وهديكى فلوسك ونسبتك».
بالفعل أخذت «سناء» 50 ألف جنيه كأرباح، ثم استمرت في إعطاء «أميرة» أموالا حتى اختفت أميرة، «فص ملح وداب»، وحين ظهرت من جديد، قالت لها: «بعمل بالأرباح جمعيات».
وكانت «خلود» ضمن الضحايا، حيث أعطت «أميرة» 500 ألف جنيه بعدما باعت منزلها، بعد إيهامها بأنها «ستملك منزلًا بجنينة من الأرباح».
حين علمت «أميرة» بأن جارتها «نجلاء»، تنتوى شراء منزل استدرجتها ب«هاتى فلوسك بتاعت البيت وهخليها أضعاف مضاعفة»، فباعت المنزل ب 500 ألف جنيه وأعطتها مثلها من فلوس أصدقاء زوجها لاستثمارها أيضًا.
«ملكوش عندى حاجة»
وحين كثر ضحايا «مستريحة كرداسة» التي جمعت آخر شهرين 5.5 مليون جنيه، تجمهروا أمام منزلها، وكانت السيدات تصرخ أن بعضهن طٌرد من «عش الزوجية» بعد الحصول على ميراث الزوج وضياعه في مهب الريح وأن أقاربهن يطاردنهن برد أموالهم.
حضرت الشرطة وضبطت «أميرة» التي قالت للنّاس: «ملكوش عندى حاجة»، وكانت ردت 17 مليون جنيه وتبقى 15 مليون جنيه، واعترفت أمام جهات التحقيق: «خالى خد الفلوس واشترى أرض وعربيات ولم يرد الأموال».