أمريكا تحذر حزب الله من تصعيد الصراع.. ومخاوف من تكرار حرب 2006

حذّرت الولايات المتحدة وحلفاؤها حزب الله من تصعيد الصراع في إسرائيل، حيث تجهز واشنطن أصولًا عسكرية لردع التوسع المحتمل للحرب، وفقا لما نقلت شبكة «CNN».
وذكرت الشبكة أن كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية لا يعتقدون في هذه المرحلة أن حزب الله من المرجح أن ينضم إلى حرب حماس ضد إسرائيل، ويعتقد المسؤولون أن التحذيرات لها تأثير، رغم حدوث بعض التصعيد على الحدود.
وترسل الولايات المتحدة رسالة إلى حزب الله بضرورة البقاء خارج الصراع من خلال عدد من القنوات، بما في ذلك الحكومة اللبنانية ورئيس البرلمان اللبناني المتحالف مع حزب الله، نبيه بري.
وقال مصدر مطلع على المحادثات إن فرنسا أبلغت حزب الله أيضًا، بناءً على طلب إسرائيل، أنه يجب عليه البقاء بعيدًا عن الحرب وعدم التصعيد أكثر وإلا سترد إسرائيل بشكل كبير، وقال المصدر إن المناقشات جرى تنسيقها أيضًا مع الولايات المتحدة.
من ناحيتها، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» إن هناك في بلدة القليلة الساحلية، الواقعة على بُعد 11 كيلومترًا من الحدود الجنوبية مع إسرائيل بأن أكثر من ثلثي سكان البلدة غادروها بالفعل على وقع القصف الذي يعيد للذاكرة تجربة الحرب المدمرة بين إسرائيل و«حزب الله» في عام 2006.
وشهد محيط بلدة القليلة الواقعة في منطقة صور، إطلاق صواريخ من محيطها، أعلنت كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة «حماس»، مسؤوليتها عنه، وردّت إسرائيل بقصف محيط البلدة ومناطق مجاورة، وأكد حزب الله اليوم الأربعاء، أنه استهدف موقعًا إسرائيليًا من أطراف بلدة الضهيرة المجاورة، ردت عليه إسرائيل بقصف كثيف أوقع 3 جرحى مدنيين.
ونقلت الوكالة عن أحد السكان أن الناس في حالة من الضياع والحيرة من ترك البلدة، إذ اختبر سكان البلدات الحدودية التي كانت تحت الاحتلال من قبل إسرائيل على مدى 22 عاماً حتى انسحابها عام 2000، تجربة النزوح مرارًا، خصوصًا خلال حرب يوليو 2006، واندلعت حينها حرب مدمّرة بين إسرائيل و«حزب الله»، خلّفت أكثر من 1200 قتيل في الجانب اللبناني معظمهم من المدنيين، و160 قتيلًا في الجانب الإسرائيلي معظمهم من العسكريين.
وتسبّبت الحرب التي استمرت 34 يومًا بنزوح نحو مليون لبناني من بلداتهم. ومنذ ذاك الحين، تشهد المنطقة الحدودية مناوشات ولكن محدودة بين حزب الله وإسرائيل، ويتخوف أبناء لبنان من تكرار حرب يوليو وحدوث تدمير للبنية التحتية مثل ما هو مماثل لما حدث في غزة.
ونقلت الوكالة عن لبناني يدعى بلال صالح، أن سكان البلدة ملأوا سياراتهم بالبنزين، ووضعوا أطفالهم وأمتعتهم وغادروا على عجل، بعدما تركوا كل شيء خلفهم، وتابع: «لم أر مشهدًا مماثلًا إلا خلال حرب 2006. كل من غادر يخشى اليوم على أولاده، لا على نفسه».
وخلال حرب 2006، فرغت المناطق الحدودية، وكذلك الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، من سكانها الذين توجهوا إلى مناطق بقيت بمنأى عن القصف الإسرائيلي في بيروت والجبل. وتوجّه كثر إلى سوريا المجاورة، التي تشهد منذ 12 عامًا نزاعًا مدمرًا، إلا أن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان منذ 4 سنوات تحد كثيرًا من قدرة الناس على النزوح، وحتى على استضافة مناطق أخرى للنازحين، في حال اندلاع مواجهة عند الحدود.