أول رواياته منذ 40 عامًا ووصفت أعماله ب«البسيطة».. تعرف على مسيرة الفائز بجائزة نوبل في الأدب

أعلن الموقع الرسمي لأكاديمية نوبل منح جائزتها في الأدب لعام 2023 للكاتب النرويجي جون فوس، وأشار إلى أن مسرحياته «المبتكرة» تمنح صوتًا لما لا يمكن قوله.
ولد فوس عام 1959 في هاوجيسوند على الساحل الغربي النرويجي وتضم أعمالها 40 مسرحية بالإضافة إلى الروايات والمقالات وكتب الأطفال والترجمات. وقالت الأكاديمية السويدية نوبل إنه يحظى بالثناء لكشفه عن المشاعر الإنسانية المتناقضة في جوهر أعماله.
أطلق روايته الأولى هي Raudt، svart (Red, Black) عام 1983، كانت قاسية عاطفيًا، تطرقت إلى موضوع الانتحار وبطرق عديدة، والتي حددت نغمة أعماله اللاحقة، فيما تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات حول العالم، وحاز بالفعل على جوائز عالمية،
وأشار تتميز مسرحياته بالنهايات المفتوحة التي تدعو الجمهور إلى تخيل كيف تكون بقية القصة، ويجمع فوس في أعماله الفنية ورواياته بين الروابط المحلية القوية، اللغوية والجغرافية مع التقنيات الفنية الحديثة، كما تتمتع أعماله بقدر كبير من «الدفء والفكاهة»، حسب أكاديمية نوبل.
وفي أول تعليق له عقب فوزه بجائزة نوبل في الأدب لعام 2023، قال الكاتب النرويجي، جون فوس: «أعددت نفسي لاحتمال حدوث ذلك في السنوات العشر الماضية.. كان من دواعي سروري أن أتلقى المكالمة الهاتفية».
وتحدث جون فوس، في تصريح لهيئة الإذاعة النرويجية العامة NRK، عن مشاعره المتضاربة، حيث قال: «فوجئت عندما هاتفوني (الأكاديمية)، وفي نفس الوقت لم أكن مُتفاجئ».
تميزت أعماله الأدبية ب«بساطتها»
وقال المشاركين في اختيار الفائزين بأكاديمية نوبل إن فوس يمكن مقارنته بكتاب عظماء سابقين، فيما أعلن رئيس لجنة نوبل أندرس أولسون، في مقطع فيديو خاص بالأكاديمية، والتي نشرته عبر قناتها الرسمية بموقع يوتيوب، إنه «كاتب رائع في نواح عديدة»، كما وصفه بأنه «يؤثر عليك بعمق عندما تقرأه، وعندما تقرأ عملا واحدا عليك أن تستمر».
وتابع رئيس لجنة نوبل: «ما يميزه هو التقارب في كتاباته، فهو يمس أعمق المشاعر التي لديك مثل القلق، وعدم الأمان، وتساؤلات الحياة والموت، بالإضافة إلى الظروف التي يواجهها الإنسان منذ البداية».
وأضاف أنه «لا يهم إذا كنت تقرأ له دراما أو شعرًا، فهو يتمتع بنفس النوع من الجاذبية في الجوانب الإنسانية»، فيما كشفت الأكاديمية أن رواياته يمكن وصفها بإتجاهها نحو الأسلوب «البسيط».
تُمنح جائزة الأدب إلى الشخص الذي أنتج في مجال الأدب والعمل الأكثر تميزًا، وفقًا لوصية ألفرد نوبل. وفي العام الماضي، فازت الكاتبة الفرنسية آني إيرنو، لما وصفته اللجنة بأنه مجموعة من الأعمال «الصارمة» على مدى 50 عامًا تستكشف «حياة تتسم بتفاوتات كبيرة فيما يتعلق بالجنس واللغة والطبقة».
تاريخ وصية جائزة نوبل
كان ألفرد نوبل ولد عام 1833 وتوفي في 1896، وهو مهندس ومخترع وكيميائي سويدي، اخترع الديناميت في سنة 1867 ومن ثم أوصى بمعظم ثروته التي جناها من الاختراع إلى جائزة نوبل التي سُميت باسمه، ويرجع تاريخ الجائزة إلى وصية فاجئ بها المخترع عائلته والعالم، وفي عام 27 نوفمبر 1895 وقع ألفريد نوبل وصيته الثالثة والأخيرة في النادي السويدي النرويجي في باريس.
يمر عام على الوصية ويرحل صاحبها عن عالمنا، وحينما تقع الوصية بين أيادي عائلته وقرأتها أسرته، أثارت العبارات التي سجلها نوبل الجدل سواء في السويد أو على المستوى الدولي، حيث ترك المخترع الكثير من ثروته لإنشاء الجائزة. عارضت عائلته إنشاء جائزة نوبل، ورفض الحائزون على الجوائز الذين ذكرهم أن يفعلوا ما طلبه في وصيته، لكن في النهاية تم تنفيذ رغبته حيث مرت خمس سنوات قبل أن يتم منح أول جائزة نوبل في عام 1901.
ونصت الوصية على «استخدام كامل ممتلكاته المتبقية لمنح جوائز لأولئك الذين قدموا، خلال العام السابق، أكبر فائدة للبشرية»، وجاء بها: «جميع أصولي المتبقية سيتم توزيعها على النحو التالي: يحصل على الفائدة المالية للأموال ويتم توزيعها سنويًا كجوائز»، وهو ما تم تنفيذه، وتقسم الفائدة إلى خمسة أجزاء متساوية وتوزع على النحو التالي: جزء للشخص المكتشف أو المخترع في مجال الفيزياء.
وجزء ثان للشخص الذي أطلق أهم اكتشاف أو تحسين كيميائي، كذلك جزء للشخص الذي قدم الاكتشاف الأكثر أهمية في مجال علم وظائف الأعضاء أو الطب، وجزء خاص للشخص الذي أنتج في مجال الأدب، كذلك جزء واحد للشخص الذي بذل قصارى جهده لتعزيز السلام بين الأمم وإلغاء أو تقليل الحروب الدائمة وإنشاء مؤتمرات السلام وتعزيزها.
وذكر المخترع نوبل خلال وصيته «رغبتي الصريحة هي أنه عند منح الجوائز، لا يتم الأخذ في الاعتبار الجنسية، بل أن تمنح الجائزة للشخص الأكثر استحقاقًا.