ورش عمل لتوثيق القيمة الذكية مناخيًا لبعض المحاصيل في مصر

في إطار مشروع تعزيز إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية والإنتاجية في الأراضي الجديدة من خلال تبني الممارسات والتقنيات الزراعية المبتكرة الذكية مناخيا «الذي تنفذه منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) والممول من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد)، بالتعاون مع وزارة الزراعة المصرية من خلال مشروع الاستثمارات الزراعية المستدامة (SAIL)، نظم مركز البيئة والتنمية للإقليم العربى وأوروبا سيداري ومركز القاهرة لقياسات التنمية، مجموعة ورش العمل تحت عنوان «توثيق سلاسل القيمة الذكية مناخيا لعدد من المحاصيل في صعيد مصر» في محافظتى بني سويف والمنيا خلال الفترة الماضية.
وشارك في الجلسة الافتتاحية ممثل منظمة الفاو الدكتور توني العتل والذي أكد على مدى الاهتمام الذي توليه المنظمة لورشة العمل هذه كواحدة من سلسلة اجتماعات تستهدف توثيق سلاسل الغذاء الذكية مناخيًا لبعض المحاصيل المختارة في صعيد مصر، واثبات الجدوى الاقتصادية لتبنى سياسات التحول المستدام في سلاسل إنتاج الغذاء. كما سلط الضوء على الممارسات الزراعية الذكية مناخيًا والتى نفذتها منظمة الفاو، من خلال مشروع تحسين سُبُل العيش وإنتاجية المحاصيل الحقلية والإنتاج الحيوانى. حيث نفذت منظمة الفاو من خلال هذا المشروع 172 مدرسة مزراعين حقلية في محافظات بنى سويف، المنيا، أسوان وكفرالشيخ.
كما شارك المهندس محمود البسيوني، المدير التنفيذي لغرفة الصناعات الغذائية، والذي أكد على أهمية التحول لنظم توثيق مستندية لعمليات الإنتاج والتصنيع للتوافق مع متطلبات الاقتصاد الأخضر، وأهمية العمل على تحسين فرص إدارة المخلفات الزراعية وإعادة تدويرها من خلال قطاع الصناعة، بالإضافة إلى ضرورة الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، وتقليل كميات الأسمدة والمبيدات المستخدمة لتعزيز القدرة على إنتاج غذاء صحي والتأقلم مع المناخ.
وكذلك أشارت المهندسة مي خيري، المدير التنفيذي للمجلس التصديري للصناعات الغذائية إلى ضرورة وجود خريطة بالمنتجات الزراعية تساعد المصدرين على الوصول بشكل أسهل لمنتجي الحاصلات الزراعية بالمواصفات المطلوبة للتصدير، وأهمية حصول المزارع على سعر عادل للمنتج توافقا مع قانون العناية الواجبة الصادر في ألمانيا والذي يتوقع أن يمتد تأثيره في السوق الأوروبية والذي يتطلب تتبع المنتج ليس فقط من حيث نسب المتبقيات من المبيدات ولكن أيضا توثيق الممارسات البيئية التي تستخدمها سلسلة الموردين، سواء الخاصة بالبيئة أو العنصر البشري بم فيها منع عمالة الأطفال ووجود سعر عادل للشراء من المزارع. كما أكدت على أهمية تطوير نظم الزراعة التعاقدية في ضوء ذلك والحاجة لجهات وسيطة تدير عقود الزراعة التعاقدية بين المزارع والمصدر وتقوم بالتحكيم وفض المنازعات.
أشار اللواء أشرف الشرقاوي، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية إلى دور الاتحاد في دراسة الأسواق الخارجية وإمداد الأعضاء بالمعدات اللازمة والتقاوي تجهيز مراكز تجميع المنتجات الزراعية. وكذلك المشروعات المشركة مع منظمة الفاو كما أشار إلى أهمية دراسة المنافسة القوية من الصين والهند في السوق العالمية في مجال النباتات الطبية والعطرية وضرورة تحسين معاملات ما بعد الحصاد والإمكانيات التصنيعية في هذا المجال.
أكد المهندس أحمد البدري، نائب المدير التنفيذي للمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، إلى أهمية التدريب والدعم الفني في رفع وعي المزارعين الذين يعملون مع المصدرين بممارسات سلامة الغذاء. كما أشار لأهمية تعزيز التواصل بين المصدرين والمزارعين، وأكد أن الزراعة الذكية مناخيا أصبحت متطلبا عالميا، حيث أعلن الاتحاد الأوروبي عن الصفقة الأوربية الخضراء، والتى تهدف لجعل الاتحاد الأوروبي أول قارة محايدة مناخيا. وفى ضوء ذلك هناك أهداف تتعلق بتخفيض المبيدات بنسبة 50% وتخفيض الأسمدة بنسبة 30% بحلول 2030. ومن ثم فلا يوجد طريق أمام صادرات مصر الزراعية سوف التكيف مع المناخ وخفض الأسمدة والمبيدات والانبعاثات.
وقد استعرض الخبير الرئيسي في مجال التغييرات المناخية والتنمية الريفية والمشرف على توثيق سلاسل القيمة الذكية مناخيا الأستاذ الدكتور محمد عبدالمنعم الآثار المختلفة لتغير المناخ على القطاع الزراعي المصري والانبعاثات الكربونية الناتجة من القطاع الزراعي خلال العمليات الإنتاجية والتصنيعية وأهمية تطبيق استراتيجيات متوافقة مناخيا وكذلك تحقق وفرا في استخدام المياه. وأهمية تحقيق الوفر في المياه والطاقة خلال مراحل التصنيع وتحقيق الوفر في الطاقة خلال مراحل النقل والشحن وصولا للمستخدم النهائي.
وقد عرض المزارعون المستفيدون من مشروع المدارس الحقلية الذكية مناخيا أهم الممارسات التي قامت منظمة الفاو مصر بتطبيقها لدعم التكيف مع تغير المناخ والتى تم تطبيقها خلال العامين الماضيين في عدة محافظات هي بني سويف، المنيا، أسوان وكفر الشيخ.
وقد تناولت مجموعة ورش العمل سلاسل القيمة الذكية مناخيا لمحاصيل النباتات الطبية والعطرية والطماطم والفلفل وقصب السكر.
وقد شارك في ورشة النباتات الطبية والعطرية الخبراء من معمل الزراعة العضوية والحجر الزراعي المصري والمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، المجلس التصديري للصناعات الغذائية، ومركز بحوث الصحراء، ومركز البحوث الزراعية ومعهد بحوث الاقتصاد الزراعي، والمركز القومي للبحوث وجامعة هوليوبوليس بالإضافة إلى مديرية الزراعة ببني سويف والخبراء من جامعة بني سويف وقد ركزت الجلسات على ممارسات المكافحة الحيوية وتخفيض استخدام المبيدات وتحسين طرق الحصاد وتحسين معاملات ما بعد الحصاد وتطوير نظم التصنيع والبحث عن استخدامات جديدة. كما عرض عدد من المزارعين والمصدرين والمصنعين العديد من الممارسات الناجحة في مجال زراعة وتصنيع وتصدير النباتات الطبية والعطرية.
فيما شارك في ورشة عمل سلسلة القيمة لمحصول الطماطم الخبراء من معهد البحوث الزرعية، ومعهد بحوث الاقتصاد الزراعي، ومديرية الزراعة بالمنيا وهيئة سلامة الغذاء ومعهد وقاية النبات والمعمل المركزي للمبيدات وخبراء في الأسمدة والتصنيع والتصدير، وتناولت ورشة العمل معاملات ما بعد الحصاد ودورها في تقليل الفاقد والهدر والبالغ في حدود 55% من المحصول طبقا لتقديرات منظمة الفاو، بالإضافة إلى أليات المكافحة الحيوية لأفات محصول الطماطم، وكذلك أليات التسويق كما عرض المهندس/ شادى سرور نموذج إحدى الشركات المصرية الكبري التي لديها تجربة رائدة في التعاون مع صغار مزارعي الطماطم، كما عرضت إحدى الشركات نماذج تصنيع الطماطم على نطاق مصغر، كما عرض الخبراء حدود الاستخدام الأمن للمبيدات بالإضافة إلى اشتراطات سلامة الغذاء، بالإضافة إلى نماذج ناجحة من محطات تجفيف الطماطم من الأقصر.
وفى ورشة عمل توثيق سلسلة القيمة لمحصول الفلفل ناقش الخبراء من التمثيل التجاري المصري ومركز البحوث الزراعية وكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وعدد من الشركات والمصدرين أهم الممارسات الذكية مناخيا في مراحل إنتاج محصول الفلفل كما استعرضت أهم أساليب التصنيع المعتمدة على تقليل استخدام الطاقة واستخدامات الطاقة الشمسية في الزراعة والتجفيف، واقتصاديات الزراعة في الصوب، والتطبيقات المستخدمة في متابعة الزراعات عن بعد وكذلك التطبيقات التي تسمح بالنقل المشترك للمحاصيل الزراعية مما يقلل الانبعاثات ويقلل التكلفة.
وفى ورشة عمل توثيق سلسلة القيمة لمحصول قصب السكر شارك الدكتور إبراهيم درديري العضو المنتدب بشركة السكر والصناعات التكاملية، الدكتور محمد عبدالله العضو المنتدب لشركة مصر إدفو لتصنيع الورق والخبراء من معهد المحاصيل السكرية ووزارة التجارة والصناعة والتنمية المحلية، وقد ناقشت ورشة العمل طرق الزراعة باستخدام الشتلات وطرق الري باستخدام شبكات التنقيط ونماذج زراعة القصب بالأنسجة، والمراحل المختلفة للإنتاج والتصنيع وإدارة المخلفات وكذلك المنتجات المتكاملة مثل العسل الأسود والخشب والأعلاف والكحول والأسمدة والورق.