واشنطن تعين مارك لامبيرت مسؤولا عن شؤون الصين بوزارة الخارجية.. العلاقات إلى أين؟

قررت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تعيين إن الدبلوماسي المخضرم، مارك لامبيرت، مسؤولًا عن ملف شؤون الصين في وزارة الخارجية الأمريكية، وذلك حسبما نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة في الوزارة.
ويأتي تعيين لامبيرت، كجزء من جهود الخارجية الأميركية لملء الفراغات في قياداتها، والتعامل مع النقد الذي طالها بشأن تعاملها مع المبادرات التي تركز على الصين.
وافادت «رويترز» بتعيين لامبيرت كنائب لمساعد وزير الخارجية لشؤون الصين وتايوان، ليحل محل ريكي ووترز الذي غادر المنصب في يونيو الماضي، معتبرة أنه من غير المحتمل أن يغير تعيين لامبيرت لهجة السياسة الأميركية تجاه الصين.
ويأتي ذلك فيما تقوم وزيرة الخارجية الأمريكية، جينا رايموندو، بزيارة إلى بكين بدأت الأحد وتستمر عدة أيام على أن تلتقي خلالها عدد من المسؤولين الصينيين وقادة الأعمال الأميركيين في العاصمة بكين، وذلك في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجانبين منافسة جيوسياسية.
الزيارة الثالثة في شهرين
وتعد زيارة رايموندو، الثالثة لمسؤول أمريكي رفيع المستوى إلى بكين، في غضون شهرين؛ إذ تأتي الزيارة عقب زيارة مناظرة أجرتها وزير الخارجية أنتوني بلينكن في يونيو، عقب زيارة وزيرة الخزانة جانيت يلين مطلع يوليو، في مسعى أمريكي لاستئناف الاتصالات مع الصين على أعلى مستوى.
وقالت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو، اليوم الثلاثاء، خلال اجتماعها برئيس الوزراء الصيني لي تشيانج، إنه يتعين على الصين والولايات المتحدة «تكثيف الجهود» المشتركة، لحل القضايا ذات الاهتمام عالمي، مضيفة أن واشنطن وبكين تجمعهما: «مجالات تثير قلقا عالميا مثل تغير المناخ والذكاء الصناعي وأزمة الفنتانيل، كقوتين عالميتين».
مجموعة عمل للمسائل التجارية
اتفقت الصين والولايات المتحدة على تأسيس مجموعة عمل جديدة لمناقشة جوانب التوتر في المسائل التجارية، وفق ما أعلنت واشنطن الإثنين، فيما تسعى أكبر قوة اقتصادية في العالم لتخفيف الخلافات مع منافستها الاستراتيجية.
واتفقت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو ونظيرها الصيني وانغ وينتاو خلال اجتماع في بكين بأن «مجموعة العمل ستجتمع مرّتين سنويًا على مستوى نواب الوزراء، فيما ستستضيف الولايات المتحدة أول اجتماع مطلع العام 2024»، وفق ما أعلنت وزارة التجارة الأميركية، بحسب «فرانس برس».
وتهدف مجموعة العمل «للسعي لإيجاد حلول لقضايا التجارة والاستثمار ودفع المصالح التجارية الأميركية في الصين قدمًا»، وفقما أعلنت الوزارة في واشنطن. واجتمعت ريموندو مع نظيرها الصيني وانغ، الإثنين، في بكين؛ حيث شددت على «الأهمية البالغة» لإقامة علاقة مستقرة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
عداء مكرس في قانون الولايات المتحدة
وتحاول أن إدارة بايدن أن تظهر أن سياستها تجاه الصين ليست مجرد استمرار للعداء الواضح والمفتوح الذي كان قائما في ظل إدارة ترامب، لا سيما- في ظل تصاعد لهجة الاستياء من الهيمنة الأمريكية على المؤسسات الدولية، وتوسع تكتل الاقتصادات الناشئة«بريكس» بقيادة موسكو وبكين، لكن منذ وافقت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي رسميًا على قانون المنافسة الإستراتيجية لعام 2021، والذي يُصنف الصين ك«منافس استراتيجي» في العديد من المجالات، اصبح العداء الأمريكي للصين مكرسا في قانون الولايات المتحدة.
وبموجب القانون تفرض واشنطن قيودا تجارية على بكين في عدد من المجالات بما في ذلك التجارة والتكنولوجيا والأمن، إذ فرضت إدارة الرئيس بايدن قيودت على تصدير بعض الرقائق الإلكترونية الأمريكية التي تستخدم في تطوير الذكاء الاصطناعي إلى بكين، وذلك إضافة إلى محاولات توسيع تلك القيود لتشمل صادرات تقنية فائقة إذ تضغط واشنطن على حلفائها بدءا من اليابان إلى ألمانيا وهولندا، لعدم تزويد الصين بوسائل صنع الرقائق الإلكترونية الأكثر دقة وتطورًا
استياء متبادل
تأتي الزيارات الأمريكية رفيعة المستوى إلى الصين، في ظل بعض الإجراءات غير الودية لإدارة بايدن تجاه بكين؛ ففي السنوات القليلة الماضية، استحوذ الرأي الذي يعتبر الصين منافسًا استراتيجيًا على التيار السياسي الأمريكي السائد، مع اختيار القادة إلى حد كبير المنافسة على التعاون.
وفي المقابل، صعدت الصين لهجتها الرافضة للهيمنة الأمريكية على العالم، سياسيا واقتصاديا، الأمر الذي بدا جلي في مباحثات الرئيس الصيني، تشي جين، خلال قمة الاثقتصادات الناشئة«بريكس» ال15؛ والتي ذهب خلالها إلى الاستياء من الهيمنة الأمريكية على العالم، والسخرية من واشنطن بالقول أن«الهيمنة ليست في الجين الصيني على عكس آخرين» وذلك في إطار تقديمه تكتل «بريكس» ك«مُوازن» للنظام الدولي كلاعب اقتصادي سيقدم حلولا اقتصادية تدفع نحو تعددية قطبية ونظام عالمي أكثر عدلا وتوازنا وشمولا.