غضب فى الأندية الشعبية من دوري المحترفين

عبّر عدد من رؤساء الأندية الشعبية الجماهيرية عن رأيهم بشأن التراجع الحاد للأندية الشعبية خلال الموسم المنقضى وهبوط أغلب الأندية إلى الدرجة الأقل، حيث أشار المهندس الخضر إبراهيم، رئيس مجلس إدارة نادى دكرنس، إلى أن كرة القدم باتت تحتاج إلى موارد مالية لا حصر لها.
ولم تستطع المجالس السابقة لأغلب الأندية الشعبية مواكبة متطلبات عصر الاحتراف فى ظل ضعف الموارد المالية وثباتها لدى السواد الأعظم من تلك الأندية، بخلاف ضعف الدعم الوارد من اتحاد الكرة، والذى يكاد يكون لا يكفى إلا القليل للغاية.
وقال الخضر إبراهيم: «على اتحاد الكرة حال تطبيق دورى المحترفين رصد 10 ملايين جنيه على الأقل لكل نادٍ حتى ننافس أندية الشركات على الهروب من الهبوط وليس المنافسة على الصعود».
وأضاف أن فريقه صرف 12 مليون الموسم الماضى وكان ينافس على الصعود، بينما تحتاج فى دورى المحترفين إلى 30 مليونًا لكى تبقى فى الدورى.
من جهته، أشار عدلى رسلان، رئيس نادى الحمام، إلى أن هناك فجوة كبيرة بين الإيرادات والمصروفات فى الأندية، كما أن الإيرادات قليلة للغاية وربما تتمثل فى بيع لاعبين أو إيجارات محلات أو عضويات محدودة للغاية.
وهو أمر يصعب معه الإنفاق أو التعاقد مع لاعبين ذوى مستوى متميز، فتلجأ الأندية فى الغالب للاعبين من الدرجات الأقل، وهم قليلو الخبرة مقارنة بباقى زملائهم فى الأندية الأخرى.
أما المحاسب فايز عريبى، رئيس نادى طنطا، فقال إن ناديه مدين للهيئات الحكومية المختلفة بما يقارب 25 مليون جنيه، فمن أين له أن ينهض أو ينافس الأندية ذات الإمكانات الكبيرة، وبالرغم من ذلك فقد حافظ طنطا على حظوظه حتى اللحظات الأخيرة من المسابقة، وهو أمر يُحسب للاعبين والجهاز الفنى للفريق فى المقام الأول، ومن خلفهم مجلس الإدارة الذى بذل كل ما يملك من أجل إسعاد جماهير أبناء السيد البدوى، ولم يحالفنا التوفيق فى نهاية المطاف.
من جانبه، أشاد العميد محمد بسيونى، رئيس نادى المنصورة، بتجربة طنطا وجمهورية شبين تحت القيادة الفنية لعمرو أنور وعصام شعبان، مشيرًا إلى أن الثنائى فكّرا خارج الصندوق واستطاعا جلب لاعبين من الدرجات الأقل، وحققوا نجاحات وظهروا بمستوى طيب، وأنه شخصيًا سعيد بتلك الفكرة للغاية فى ظل الأسعار والأرقام المبالغ فيها فى التعاقد مع أنصاف اللاعبين فى عصر الاحتراف المزعوم.
مشيرًا إلى أن تراجع الأندية الشعبية الجماهيرية يعود فى المقام الأول من وجهة نظره للإمكانيات المادية فقط، بدليل نجاح نادى دكرنس للعام الثانى على التوالى فى دخول صراع المنافسة، ويأتى ذلك فى ظل وجود المهندس الخضر إبراهيم الذى لا يدخر أى جهد أو وقت أو مال فى سبيل تذليل كافة العقبات، وكان على مقربة من تحقيق حلم جماهير دكرنس بصفة خاصة، والدقهلية بصفه عامة.
لولا بعض التفاصيل البسيطة التى أضاعت حلم الجميع فى الأمتار الأخيرة من المسابقة، مؤكدًا أن عامل الاستقرار الإدارى أيضًا قد أفاد الفرق الصاعدة هذا العام من مختلف مجموعات المظاليم إلى الدورى الممتاز.
وفى السياق نفسه، دافعت أندية الشركات عن نفسها، وأشارت إلى أن من يتزعم فكرة عدم تطبيق دورى المحترفين يسعى فى المقام الأول لإخفاء فشله فى تحقيق الوصول لدورى المحترفين.
ويكفى أن ناديى النصر للتعدين وجمهورية شبين حققا النجاح ووصلا لدورى المحترفين بأقل إمكانيات عكس أندية أخرى أنفقت ملايين فى الهواء وغيّرت عددًا كبيرًا من المدربين دون جدوى، والآن تسعى بكل قوة إلى إثارة الرأى العام ضد دورى المحترفين.
وأكد عدد من أندية الشركات أن اتحاد الكرة فى حال الرضوخ لتلك الضغوط وعدم تطبيق دورى المحترفين فسيعود بالكرة المصرية للخلف عشرات السنوات، وستنتهى صلاحيته ويصبح اتحادًا بلا موقف أو رأى. والمفترض أن من اجتهد يستحق التقدير واللعب بدورى المحترفين، ومن لم يوفق عليه تصحيح مساره.