فرنسا تشهد مراسم تشييع «نائل» بعد ليلة رابعة من أعمال الشغب والعنف

شيعت أمس، جنازة الشاب «نائل» البالغ من 17 عاما الجزائرى الأصل الذى قتل برصاص شرطى فرنسى، بعد تواصل أعمال الشغب لليلة الرابعة على التوالى مع أعمال نهب ومواجهات فى أرجاء فرنسا تخللها توقيف أكثر من 1000 شخص.
وأصيب «نائل» المنحدر من أصول جزائرية برصاصة قاتلة فى الصدر أطلقها شرطى من مسافة قريبة أثناء عملية تدقيق مرورى، وسيوارى جثمانه الثرى فى مقبرة مون فاليريان بالضاحية نفسها، فيما وجهت إلى الشرطى الموقوف البالغ 38 عامًا تهمة القتل العمد.
الاحتجاجات الفرنسية
وتشهد عدد من المدن الفرنسية، بدءا من العاصمة باريس مرورا بمرسيليا وليون وتولوز ثم وصولا إلى استراسبورج، احتجاجات دامية تخللتها هتافات مناهضة للعنصرية والعنف الشرطى، وشابتها أعمال عنف أصيب على إثرها 79 شرطيا فى موجة غضب مستمرة منذ الثلاثاء الماضى، ما وضع الرئيس إيمانويل ماكرون فى أزمة تعد الأكبر منذ احتجاجات السترات الصفراء التى اندلعت فى 2018
وذكر وزير الداخلية الفرنسى، جيرالد دارمانان، أنه تم اعتقال 270 شخصا ليل الجمعة فقط ليرتفع عدد الموقوفين فى فرنسا، ل1311 شخصا بعد ليلة رابعة من أعمال الشغب فى أنحاء البلاد، لافتة إلى وقوع 79 إصابة فى الشرطة، دون أى إشارة لصفوف لأعداد المصابين فى صفوف المحتجين.
وبينما يتهم المحتجون الشرطة الفرنسية ب«العنف والعنصرية الممنهجة» برر بيان الشرطة الفرنسية الاعتقالات بأنها ردًا على أعمال عنف قام بها بعض المتظاهرين.
وأحصت الداخلية الفرنسية فى بيان 31 هجوما ضد مراكز الشرطة و11 هجوما ضد ثكنات قوات الدرك. وأوضحت أن أقسام الشرطة تعرضت ل31 هجوما، وذلك إضافة ل11 هجوما على ثكنات الدرك الفرنسى كما أضرمت النيران فى حوالى 1350 سيارة، و234 مبنى إضافة لنشوب 2560 حريقا على الطرقات العامة.
ووفقا لصحيفة «لو سوار» عززت أجهزة الأمن الفرنسية التواجد الأمنى فى المدن التى تشهد احتجاجات وأغلقت بعض المحال كما دفعت بحواجز أمنية على الطرق العامة بها، ونشرت السلطات الفرنسية 45 ألف شرطى وبعض المركبات فى الشوارع، أمس.
من جانبه، ندد ماكرون خلال اجتماع طارئ عقده أمس مع خلية الأزمة فى وزارة الداخلية بما سماه «الاستغلال غير المقبول» لمقتل الشاب نائل على يد الشرطة بالعاصمة باريس.
وتوعد ماكرون بالحزم فى مواجهة الاضطرابات، مشيرا إلى وجود جماعات متطرفة ومنظمة فى صفوف المتظاهرين.
ونفى ماكرون وجود عنصرية ممنهجة داخل أجهزة إنفاذ القانون فى بلاده، كما طالب منصات التواصل الاجتماعى بإزالة لقطات الشغب «الأكثر حساسية» من صفحاتها وإبلاغ السلطات بهوية الذين يحضون على العنف.
ودوليًا حذرت وزارة الخارجية البريطانية المسافرين البريطانيين من الاضطرابات فى فرنسا، لافتة إلى احتمال تقليص وسائل النقل المحلى، وفرض السلطات الفرنسية حظرا للتجوال.
كما دعت السفارة التركية فى باريس مواطنيها المقيمين فى فرنسا إلى توخى الحذر من أعمال العنف المنتشرة فى أنحاء البلاد.
ودعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السلطات الفرنسية لضبط النفس، مشددًا على أهمية أن يكون استخدام الشرطة للقوة وفقا لمبادئ عدم التمييز، كما حض المتظاهرين على ضرورة أن تكون التجمعات سلمية.