وسط مخاوف من مواجهتهم مصير ضحايا السفينة الغارقة «تيتانك» يسابق رجال الإنقاذ من خفر السواحل الأمريكى والكندى، الزمن لانتشال 5 أشخاص فقدوا على متن غواصة سياحية كانت في طريقها لرحلة استكشافية لمشاهدة حطام «تيتانك»، منذ ظهر الأحد الماضى، في ظل تقديرات باقتراب موعد نفاد الأكسجين اللازم لإبقائهم على قيد الحياة، وتأكيد الخبراء أن المنطقة التي ابتلعت الغواصة «وعرة» تصعب فيها مهمات التنقيب والغوص. "تيتان" على خطى "تيتانك" ..سباق مع الزمن لانتشال "الغواصة المفقودة " ويواجه فريق الإنقاذ الذي يواصل البحث في منطقة بحجم ولاية كونيتيكت الأمريكية مجموعة من التحديات اللوجيستية الشديدة، بينها الضغط الساحق في أعماق المحيط الأطلسى، وصعوبة التنقيب في المنطقة البعيدة الواقعة على مسافة نحو 1450 كيلو مترا شرق كايب كود، في مياه عمقها حوالى 4000 متر، قبالة سواحل أمريكا الشمالية. وكشفت شركة «أوشن جيت إكسبديشنز»، المالكة للغواصة تيتان، هوية المفقودين الخمسة، في بيان رسمي، مؤكدة أن الرئيس التنفيذى للشركة ستوكتون راش، كان موجودًا على متن الغواصة المفقودة التي اختفت خلال المهمة الاستكشاف لحطام «تيتانك» مع أربعة آخرين هم رجل الأعمال والمستكشف البريطانى هاميش هاردينج، ورجل الأعمال الباكستانى شاه زاده داود ونجله سليمان، وبول هنرى نارجوليه، وهو خبير بحرى فرنسى قام بالغطس أكثر من 35 مرة في موقع حطام سفينة «تيتانك» في عمق الأطلسى. «Folks have been working around the clock to mobilize gear to get it to the site and to participate in the search for this submersible.» U.S. Coast Guard commander shares update on the search and rescue mission for missing Titanic tourist sub. https://t.co/3XRC8CE9oa pic.twitter.com/nAlXm2PoKz — Good Morning America (@GMA) June 20، 2023 وفقًا للأدميرال في خفر السواحل الأمريكى، جون موجر، لم يعد هناك سوى أقل من 41 ساعة من إمدادات الأكسجين متبقية على متن الغواصة المفقودة، مما ينذر بمواجهة ركابها الخمسة مصير ضحايا تيتنك التي ابتلعتهم مياه المنطقة ذاتها قبل حوالى 111 عاما. ووفقا لشركة «أوشن جيت إكسبديشنز»، المشغلة، فقدت الغواصة «تيتان» الاتصال تماما مع سفينة أبحاث مستأجرة في موقع الغوص في عمق الأطلسى منذ ظهر الأحد. وكانت «تيتان» التي يبلغ طولها نحو 7 أمتار- في منتصف طريقها- ويتبقى لها ساعتان ونصف الساعة من الغطس للوصول للهدف. وتكمن المخاوف المرتبطة بركاب «تيتان» الخمسة، في صعوبة المنطقة التي ابتلعت الغواصة من جانب، واعتقاد الخبراء بأن الأكسجين اللازم على متنها يكفى ل3 أيام منذ تاريخ اختفائها. Why hasn't the US government authorised UK help with a vehicle that could be crucial? Seems odd to me when time is such an issue. pic.twitter.com/mnUwXBNj14 — Calum Hogan (@Cal92) June 20، 2023 وصرح الأدميرال جون موجر، من خفر السواحل الأمريكى، بأن رجال الإنقاذ يبذلون قصارى جهودهم في سباق مع الزمن، مؤكدا أن البحث يجرى في منطقة بحجم ولاية كونيتيكت حتى الآن. وشدد الأدميرال الأمريكى على أن طائرتين «سى- 130» أمريكية وأخرى كندية مجهزتين بسونار قادر على رصد الغواصات تشاركان في عمليات البحث منذ أمس، مشددا على توسيع قدرات البحث وتعزيزها. وحسب موجر، فإنه حتى لو كان من الممكن تحديد موقع «تيتان» في بقعة نائية من المحيط حيث يقع قاع البحر على بعد أكثر من 3 آلاف متر تحت السطح، فلن يكون من السهل استعادة الغواصة، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه حتى أفضل الغواصين لا يمكنهم السير بأمان أكثر من بضع مئات من الأمتار تحت السطح. ولاستعادة الأشياء من قاع البحر، تستخدم البحرية الأمريكية مركبة تعمل عن بعد يمكن أن تصل إلى نحو 6 آلاف متر من الأعماق، لكن السفن التي تحمل مثل هذه المركبة لا تتحرك عادة أسرع من نحو 30 كيلومترا في الساعة، وتقدم الشركة المالكة للغواصة جولات استكشافية نحو حطام «تيتانك» منذ عام 2021، بأسعار تصل ل250 ألف دولار للفرد كجزء من صناعة السفر عالية المخاطر، واصفة الرحلة بأنها «تجربة مثيرة وفريدة من نوعها». والمخاوف التي يثيرها هذا الحادث تعيد إلى الأذهان ذكرى ضحايا سفينة «تيتانيك»، التي أبحرت من مرفأ ساوثهمبتون في 10 إبريل 1912، في رحلتها الأولى متجهة إلى نيويورك، ليواجه روادها الموت غرقًا بعدما اصطدمت بجبل جليدى، وتوفى 1500 تقريبًا من ركابها وأفراد طاقمها البالغ عددهم 2224، في مأساة لم يمح أثرها التاريخ، وعثر على حطام السفينة التي كانت حينها الأكبر في العالم، في عام 1985، على بعد 650 كيلو مترًا من السواحل الكندية، على عمق 4 آلاف متر في المياه الدولية للمحيط الأطلسى، ومنذ ذلك الحين يزور الحطام صائدو الكنوز والسياح.