رامافوزا يمنح بوتين حصانة دبلوماسية تحميه من الاعتقال حال حضوره قمة «بريكس»

منح رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، حصانة دبلوماسية تتضمن حمايته من الاعتقال، استعدادا لاستقباله في قمة الاقتصادات الناشئة الخامسة عشر«بريكس»، والمقرر عقدها في كيب تاون، أغسطس المقبل، وسط تكهنات بأزمة مرتقبة بين رامافوزا والغرب في ظل تجاهله إصدار المحكمة الجنائية الدولية، في لاهاي، مذكرة توقيف بحق بوتين بزريعة ارتكابه جرائم حرب في أوكرانيا.
نشرت الجريدة الرسمية الجنوب إفريقية، مرسوما رئاسيا للرئيس رامافوزا، أخطر فيه وزير الخارجية والعلاقات الدولية، ناليدي باندور، بمنح قانون الحصانة والامتيازات الديبلوماسية للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وجميع المسؤولين المدعوين لاجتماع قمة «بريكس» بجنوب إفريقيا.
ونص المرسوم الرئاسي المنشور في الجريدة الرسمية، أمس الإثنين، وقد وقعه «رامافوزا» بتاريخ 19 مايو الجاري، على منح فلاديمير بوتين ونظرائه الدوليين الحصانات والامتيازات المنصوص عليها في قانون رقم 6 للعلاقات الدولية الجنوب إفريقية، والتي توفر للمدعوين الحماية من الاعتقال«.
ويأتي ذلك بعدما قدم مُرر الجنائية الدولية، جون ستينهاوزن، أمس، مذكرة للمحكمة بريتوريا العليا، مطالبا الحكومة الجنوب إفريقية بإصدار أمر عاجل باعتقال بوتين فور وصوله كيب تاون وتقديمه للجنائية الدولية.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، في لاهاي، مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مارس،مما يُبلزم جنوب إفريقيا، كونها عضو في التشكيل باعتقال بوتين حال قرر أن يحل ضيفا عليها، لكن جنوب إفريقيا، بصفتها الرئيس الحالي لتحالف البريكس، دعت، في إبريل الماضي، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رسميًا لحضور القمة في أغسطس، ضاربا بعرض الحاتئط قرار الجنائية الدولية.
وبينما اثيرت التكهنات بأن مرسم رامافوزا الذي جاء لحماية الرئيس بوتين سيثير خلافات عميقة بين رامافوزا والغرب، لأسباب تتعلق باتهامه أمام الجنائية الدولية بزعم أنه ارتكب جرائم حرب في أوكرانيا، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في حنوب إفريقيا، كلايسون مونييلا، بإن الإخطار الرئاسي ل«باندور» ما هو «إجراءًا روتينيًا» يصدر في كل مرة يُعقد فيها اجتماع دولي مماثل في جنوب إفريقيا.
تنص المادةA1 من القانون رقم 6 للعلاقات الدولية الجنوب الإفريقية منح الحصانات المنصوص عليها في اتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة لعام 1946 لمسؤولي الدول المشاركة في مؤتمر أو اجتماع دولي يعقد في البلاد، وكذا خبراء الأمم المتحدة وأي وكالة أو منظمة متخصصة«
كما تنص المادرة ذاتها على «الحصانة من الاعتقال الشخصي أو الاحتجاز أو الاستيلاء على أمتعتهم الشخصية وتوفير ظهير أمني لهم فيما يتعلق وجميع الأفعال التي يقومون بها بصفتهم ممثلين بما في ذلك الكلمات المنطوقة أو المكتوبة أو غيرها»
وأعلن رامافوزا أن بلاده ستنسحب من الهيئة القانونية الدولية، قبل أن يتراجع ويصدر بيانا رئاسيا يؤكد فيهإن جنوب إفريقيا ستظل من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي.
وفقا لبيان سابق للخارجية الجنوب إفريقية، فإن إدارة العلاقات الدولية الجنوب إفريقية تستعى للحصول على رأي قانوني حول كيفية التعامل مع أمر التوقيف الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية وما إذا كان حضور بوتين المحتمل إلى بريكس موضع خلاف.
عين رامافوزا لجنة وزارية الشهر الماضي، بهدف دراسة الموقف الجنوب إفريقي فيما يتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية، يرأسها نائبه، الرئيس بول ماشاتيل.
وحول أمكانية حضور الرئيس الروسي القمة قال أنيل سوكلال ممثل جنوب إفريقيا المعتمد في مجموعة «بريكس»، إن بلاده تستعد لاستقبال كل زعماء دول المجموعة بما في ذلك الرئيس فلاديمير بوتين خلال قمة «بريكس» في أغسطس المقبل.
و أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إنه سيشارك في القمة المقرر عقدها في كيب تاون، لكن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قال إن الرئيس إن بوتين لم يحسم موقفه من الحضور بعد.