قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب، إنه في ظل ما تشهده ليبيا من تسارع في وتيرة العمل بإتجاه تطبيق مبادرة مبعوث الأممالمتحدة عبدالله باتيلي القاضية بإجراء إنتخابات قبل نهاية العام الجاري، يتخوف عناصر الإخوان وحلف حكومة الوحدة الوطنية منتهية الصلاحية من خسارة رجب طيب أردوغان في الإنتخابات الرئاسية المرتقبة في تركيا. جدير بالذكر أن وزير الدفاع الليبي الأسبق محمد البرغثي، في تصريحات سابقة، توقع حدوث تحولات ومتغيرات بالمشهد العسكري والأمني الليبي إذا تمكنت المعارضة التركية من تحقيق الانتصار، قائلًا: «إنه من المحتمل أن يضعف نفوذ عدد من التشكيلات المسلحة المتمركزة بالمنطقة الغربية، والتي يعرف الجميع اقترابها من تركيا، كما قد تقوم المعارضة التركية إذا ما وجدت عروضًا اقتصادية جيدة بالسوق الليبي بالتفكير في سحب تدريجي للمرتزقة الذين استقدمتهم إدارة أردوغان من فصائل سورية مسلحة خلال حرب العاصمة، وهؤلاء يقترب تعدادهم الراهن من ثمانية آلاف». وانتهى البرغثي إلى أن تراجع نفوذ تلك التشكيلات المرتبطة بتركيا، وبدء ترحيل المرتزقة السوريين، قد يكونان خطوة مهمة في سبيل توحيد المؤسسة العسكرية. يُشار إلى أن الرئيس التركي وقّع إتفاقيات أمنية وإقتصادية كبيرة مع ليبيا منها مذكرة التفاهم حول «تحديد المجالات البحرية في البحر المتوسط» مع حكومة فائز السراج السابقة، وإتفاقية حول «التنقيب عن النفط» مع حكومة عبدالحميد الدبيبة المنتهية الولاية، والتي أحدثت مزيدًا من الانقسام والخلافات في البلاد، كما أنه دعم إستمرار حكومة الدبيبة في عملها رغم إنتهاء ولايتها ورفض البرلمان لها، فالدبيبة كان ولا يزال يحقق مصالح أردوغان في البلاد بشكل كامل، من أجل إطالة مدة بقائه على رأس السلطة. ومن جانبه اعتبر عضو مجلس النواب الليبي، على التكبالي، في تصريحات لقناة «العربية»، أن هزيمة أردوغان «قد تشكل حالة من التحدي للدبيبة وأنصاره، مقارنة بتعزيز وضعيتهم حال انتصار إردوغان». وأوضح أنه في حال فوز المعارضة التركية «فربما لن ترحب أو تطمئن كثيراً للتعامل مع شخص كان قريباً من أردوغان». وأضاف المحلل السياسي، في تصريحات لقناة «الغد»، أنه في حال انتصر رجب طيب أردوغان أو هُزم، فلن تتغير المعادلة الإقليمية وستظل ليبيا تحت الاحتلال؛ لأن أنقرة مثل إسرائيل تماما أداة غربية في قلب المنطقة لتركيع شعوبها ونهب ثرواتها. كما أشار إلى أن الأتراك يصوتون ضد الأكراد باسم الديمقراطية التي يرعاها الأوروبيون. وتابع الخطاب، أنه بنظر الليبيين، فإن الانتخابات في تركيا شأن داخلي فيها، وارتباط نتائجه بإستمرار حكومة الدبيبة أو عدمه لهو من الأمور المضحكة المبكية، وهو يدل على مدى التبعية الذي يتمتع به الدبيبة وغيره من القيادات في حكومة طرابلس، والتي تمثل ليبيا رسمياً في المحافل الدولية رغم إنتهاء ولايتها القانونية. وأشار إلى أنه لذلك على الهيئات التشريعية في ليبيا من مجلس النواب والدولة والقوى السياسية الوطنية، الالتفاف والتوافق ضد جميع المحاولات الأجنبية النيل من ليبيا وإستقلالها، ابتداءاً من القضاء على جميع الفاسدين والتابعين من الليبيين وتجريدهم من السلطات الممنوحة لهم ظلماً وعدواناً.