السودان.. تواصل الاشتباكات واتهام «الدعم السريع» بالاعتداء على المستشفيات

تواصلت الاشتباكات بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع فى العاصمة السودانية الخرطوم، فيما اتهمت وزارة الخارجية السودانية، قوات الدعم السريع، بالاعتداء على عدد من المستشفيات والكوادر الطبية وإرهاب المرضى وسرقة سيارات الإسعاف.
وأدانت الخارجية السودانية خرق الهدنة وانتهاك حقوق الإنسان باستهداف المرافق الصحية، داعيه المجتمع الدولى ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لحقوق الإنسان ووسطاء اتفاق جدة، لإدانة سلوك قوات الدعم السريع بأشد العبارات ووصمها بالمنظمة الإرهابية وتحميلها المسؤولية القانونية والأخلاقية أمام آليات العدالة الوطنية والدولية.
وقالت إنه منذ بداية المواجهات بين الجيش النظامى السودانى والدعم السريع بدأت الانتهاكات التى تمارسها قوات الدعم السريع تتصاعد مع نيران المواجهة، مشيرة إلى أن هذه القوة لها تاريخ سيئ فى دارفور، كما أنها كانت تمثل اليد اليمنى للرئيس المعزول عمر البشير ونظامه فى قمع تظاهرات عام 2013 السلمية، والتى قتلت فيها الكثير من شباب الشعب السودانى، كما أنها متورطة فى ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى دارفور دفاعًا عن نظام المؤتمر الوطنى وحكومة البشير.
وأضافت أنه بالنسبة للمواجهات التى تدور الآن تقوم قوات الدعم السريع بتجاوزات واضحة لقانون النزاعات المسلحة، حيث إنها تستخدم المدنيين كدروع بشرية، وتمنعهم من النزوح من الأحياء التى يختبئ فيها منسوبوها، كما أنها تستخدم المبانى السكنية الخاصة بالمواطنين وتحولها لمواقع للقناصة وتمركزات تحمى بها قواتها من غارات الجيش النظامى، كما أنها تحتل أغلب مستشفيات العاصمة وتجبر الكوادر الطبية الموجودة بها لتقديم خدمات طبية لمنسوبيها وتستخدم المستشفيات والمرافق الخدمية للأعمال العسكرية.
وأشارت إلى إقامة قوات الدعم السريع، لنقاط تفتيش على الطرق القومية التى تقود إلى خارج العاصمة، إذ أكد شهود عيان أن نقاط التفتيش تستهدف الشباب أقل من 30 عامًا، للتجنيد القسرى وإرغامهم على القتال والمشاركة فى الحرب بعد أن فر أغلب عناصرها من المواجهة.
ولفتت إلى أنه إلى جانب الانتهاكات والتجاوزات فى حق المدنيين تقوم قوات الدعم السريع بترويع المواطنين وتقيم نقاط تفتيش وحملات داخل الأحياء تستهدف فيها معايشى القوات النظامية وكبار موظفى الدولة والدبلوماسيين، كما أنها تداهم منازل المواطنين فى الخرطوم بغرض السرقة والاغتصاب والقتل.
ونوهت بتأكيدات شاهد عيان بمنطقة كوبر جنوب مدينة بحرى، على أن قوات الدعم السريع داهمت منزل عمه، بغرض السرقة وقتلته وابنه البالغ من العمر 16 عاما بدم بارد.
من جهتها أصدرت سلطة الطيران المدنى قرارا بتمديد إغلاق المجال الجوى حتى 31 مايو الجارى أمام كافة حركة الطيران، واستثنى القرار رحلات المساعدات الإنسانية ورحلات الإجلاء بعد الحصول على تصريح من قبل الجهات ذات الاختصاص.
وأكدت القوات المسلحة السودانية أن الموقف العملياتى مستقر فى جميع ولايات البلاد عدا تدخل الميليشيا المتمردة كطرف فى الصراع القبلى فى ولاية غرب دارفور وقيامها بقصف عدد من قرى المواطنين مما تسبب فى إزهاق عدد كبير من الأرواح وخسائر فى الممتلكات، وتستمر عمليات القصف العشوائى للمتمردين على أجزاء من العاصمة، بجانب إجبار المواطنين على إخلاء منازلهم قسرًا لاستخدامها فى الأغراض الحربية بعدة أحياء فى شرق النيل ووسط الخرطوم وبحرى.
وقالت: «فى خرق فاضح لاتفاق جدة، مازال المتمردون يستخدمون المواطنين كدروع بشرية ويتخذون من المساكن والمرافق العامة منصات للهجوم على قواتنا، فقد ازدادت الاعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة، بنهب المنطقة الحرة وأكاديمية الدراسات الأمنية والاستراتيجية بسوبا، ومازالت الميليشيا المتمردة تحتل 22 مستشفى ومرفقا صحيا حولت معظمها لقواعد عسكرية».
ولفت الناطق العسكرى السودانى إلى نصب القوات المسلحة عددًا من الكمائن لمجموعات من الميليشيا المتمردة بوسط الخرطوم، نتج عنها الاستيلاء على عدد من العربات المسلحة وأسلحة تركها المتمردون ولاذوا بالفرار، وتم القبض والقضاء على عدد من قناصة العدو بمواقع متفرقة فى بحرى والخرطوم، وجار رصد تحركات مجموعات الميليشيا المتمردة داخل العاصمة وحركة التعزيز القادمة من خارج الحدود من اتجاه الغرب إلى العاصمة.
من جانبها، أكدت قوات الدعم السريع متابعتها المحاولات الخبيثة التى تعمل بعض الأطراف على حياكتها فى الظلام لتجريم القوات، موضحة أنها لن تتوانى فى محاسبة أى فرد من قواتها مهما كان موقعه إذا مارس عملا أو سلوكا يخالف القانون أو يسىء لشعبنا الكريم.
وقالت فى بيان: «نحن حين أجبرنا على خوض هذه الحرب لم نقم بذلك إلا دفاعا عن شعبنا وتصديا لمؤامرات الفلول الذين يريدون استعباد الناس وإعادة سنوات القهر والاستبداد التى أذاقوا فيها البلاد وأهلها الأمرين»، مشيرة إلى أنها اتخذت عددًا من الخطوات للتعامل مع الحملة الممنهجة ضد قواتها ومع كل أشكال الانتهاكات التى تحدث من أى جهة كانت، لافته إلى أنه منذ اليوم الأول لهذه الأزمة تم تشكيل قوة خاصة لحماية المدنيين قوامها 40 عربة لحسم كافة الظواهر فى مواقع سيطرة قواتها.
ودعت كافة لجان وتنظيمات الأحياء للتواصل مع ارتكازاتها المنتشرة فى غالب أرجاء العاصمة والتنسيق معها لحماية المناطق من المنفلتين والمجرمين، والحفاظ على أمن واستقرار المدنيين وعدم التعرض لهم، وهو الأمر الذى تم تنفيذه فى عدد من المناطق وأدى لتعاون مثمر وبناء بين قوات الدعم السريع وسكان المناطق المختلفة.
وشددت على أن قوات الدعم السريع تجدد موقفها الصارم بأنها لن توفر الحماية لأى فرد أو مجموعة تحاول القيام بأعمال مخالفة للقانون، مؤكدة أن التوجيهات التى صدرت لجميع الارتكازات فى العاصمة والولايات هى التعامل بحزم مع كافة البلاغات التى ترد من المواطنين بشأن جرائم النهب والسرقات.