وسط ترقب عالمي.. تنافس حاد على كرسي الرئاسة في تركيا

تنطلق بعد غد «الأحد» الانتخابات الرئاسية التركية، التى تشهد تنافسًا حادًّا بين ثلاثة مرشحين، مما يصعب التكهن بمن سيفوز بها. وأبرز المرشحين هم: (الرئيس الحالى رجب طيب أردوغان عن «تحالف الجمهور»، وكمال كليتشدار أوغلو عن «تحالف الأمة» ويدعمه «تحالف الحرية والعمل»، وسنان أوجان ويدعمه «تحالف أتا»، فى حين انسحب المرشح الرابع محرم إنجه زعيم حزب البلد).
وتشير التقديرات إلى أن الانتخابات الرئاسية قد تشهد تقاربا فى نسبة الأصوات بين أردوغان وكليتشدار أوغلو، وسط مساعٍ لهما لإنهائها من الجولة الأولى، وتوقعات انتقالها إلى الجولة الثانية.
رجب طيب أردوغان
وإذا لم يحصل أى مرشح على نسبة 50 بالمئة من الأصوات +1، فستنتقل الانتخابات الرئاسية التركية إلى الجولة الثانية بين المرشحين اللذين يحصدان أكبر عدد من الأصوات فى الجولة الأولى، ويتم انتخاب المرشح الذى يحصل على أغلبية الأصوات الصحيحة رئيسا للبلاد. ووعد أردوغان الناخبين بجعل تركيا قوية ومتعددة التحالفات وخلق ستة ملايين وظيفة، متهمًا الغرب بمحاولة الإطاحة به بعد أكثر من عقدين من الزمن فى الحكم.
فيما ينوى منافسه الرئيسى كليتشدار أوغلو، وبدعم من الغالبية العظمى من قوى المعارضة، توجيه تركيا مرة أخرى نحو الغرب وجعلها أكثر ديمقراطية.
كما يتهم أردوغان خصومه بأنهم «مؤيدون لمجتمع الميم»، بينما حزبه ذو الجذور الإسلامية يضع نفسه فى صف الدفاع عن القيم الأسرية.
ويجرى المرشحون الثلاثة جولات يومية فى الولايات التركية من أجل استقطاب الناخب التركى.. جولة أخيرة قبل بدء الصمت الانتخابى يوم غد السبت.. فيما انتهت عملية التصويت فى الممثليات التركية بالخارج بنسبة مشاركة هى الأعلى منذ عام 2011.
وزار أردوغان عدة مرات المقاطعات التى شهدت الزلزال فى فبراير الماضى، كما حضر فى 30 مدينة كبرى فى البلاد مهرجانات انتخابية وافتتاحية.
فيما أجرى حليف أردوغان، زعيم الحركة القومية، دولت بهتشلى، الحملة الانتخابية لحزبه ودعمه لأردوغان فى سبتمبر الماضى من مدينة سيواس، ومنذ ذلك اليوم قام بعقد تجمعات فى 11 مدينة، وخلال فترة الحملة الانتخابية قام بزيارة 34 ولاية تركية.
ومع بداية مايو الجارى، أجرى كليتشدار أوغلو تجمعات انتخابية فى إزمير وسينوب وأوردو ونيغدا، ودينزلى ومارسين وموغلا وإسطنبول وكرشهير وكركالى وأنطاليا وأضنة وبولو ودوزجه وسكاريا.
وشارك رؤساء بلدية أنقرة وإسطنبول، منصور يافاش وأكرم إمام أوغلو، فى تجمعات انتخابية لصالح كليتشدار أوغلو، تركزت فى منطقتى وسط الأناضول والبحر الأسود.
وتمكنت زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار، حليفة كليتشدار أوغلو، من زيارة 48 مقاطعة فى ثلاثة أسابيع فقط.
أما سنان أوغان مرشح «تحالف أتا»، فقد قام بإجراء جولة بالحافلة، وفى بعض الأيام زيارة أكثر من ولاية.
وتزيد الحملات والتجمعات الانتخابية التى تسير بخطى متسارعة من المنافسين والأحزاب على أمل استمالة الناخبين لهم، فيما يرى مراقبون أن التجمعات لها تأثير ضئيل على صناديق الاقتراع، معللين ذلك بأن معظم الناخبين اتخذوا قرارهم بالفعل، وعلى عكس ذلك فإن هناك من يرى أن «الرسائل والصور التى يتم تقديمها فى التجمعات لها تأثير كبير على الناخب ولا سيما فى هذه الانتخابات».
ورغم أن غالبية المشاركين يذهبون إلى التجمعات بقرار مسبق بشأن المرشح والحزب الذى سيصوتون له، إلا أن الأجواء فيها تسهم أيضا فى اكتساب الناخبين المترددين وأولئك الذين ابتعدوا عن أحزاب أخرى.
وانتهى تصويت المغتربين الأتراك فى دول الخارج أمس الثلاثاء، وسط مشاركة تعد الأعلى منذ عام 2011.
أدلى المواطنون الأتراك المقيمون فى الخارج بأصواتهم فى 151 ممثلية و16 مركزًا فى 73 دولة.
وارتفع عدد الناخبين المسجلين فى السجل الانتخابى بالخارج من 3 ملايين و44 ألفا و837 فى انتخابات 2018، إلى 3 ملايين و416 ألفا و150 فى انتخابات 2023.
ووفقا للجنة التركية العليا للانتخابات، أدلى 1 مليون و817 ألفًا و10 ناخبين بأصواتهم فى الخارج. وتجاوزت نسبة إقبال الناخبين فى الخارج ال53 بالمئة، ووفقا للجنة العليا للانتخابات فإن هذا المعدل هو الأعلى منذ 2011.
وتحتل أصوات الناخبين فى الخارج المركز الرابع بعد إسطنبول وأنقرة وإزمير، المقاطعات الأكثر اكتظاظا بالسكان فى تركيا، حيث يبلغ عدد الناخبين المغتربين 3.4 مليون ناخب. ويتزايد الاهتمام بالناخبين فى الخارج بهذه الانتخابات، ويرى مراقبون أنها قد تكون مؤثرة وتحسم النتائج لصالح أحد المرشحين بالرئاسة.