د. نانسى الجندى رئيس إدارة المعامل بوزارة الصحة ل«المصرى اليوم»: طفرة فى «الترصد الوبائى» بعد توريد أحدث أجهزة «التتبع الجينى»

المعامل المركزية بوزارة الصحة، ربما ترتبط فى أذهان الكثيرين بإجراء تحاليل الفيروسات للراغبين فى السفر إلى الدول العربية، لكن هناك دورًا هامًا تقوم به تلك المعامل فى منع انتشار الأوبئة والفيروسات بالمجتمع والتأكد من صحة وسلامة الأغذية ومنع انتشارها بالمجتمع، وبدون الدور الذى تقوم به فى رصد وتتبع المتحورات الجديدة، كان من الصعب السيطرة على الفيروسات ومتحوراتها، خاصة خلال جائحة كورونا.
«نعمل فى الأعياد والإجازات الرسمية، ولا نستطيع الحصول على إجازة ليوم واحد»، بهذه العبارة لخصت الدكتورة نانسى الجندى، رئيس الإدارة المركزية للمعامل بوزارة الصحة والسكان، فى حوارها ل«المصرى اليوم»، الدور الذى يقوم به العاملون بالمعامل المركزية فى كافة الاتجاهات، سواء فى رصد التفشيات الوبائية، أو تحليل الأغذية والمياه، أو إجراء التحاليل للمواطنين الراغبين فى السفر، وأيضا تحليل قرابة 5 ملايين عينة سنويًا للأطفال حديثى الولادة، بمعدل 2.5 مليون عينة من كعب القدم، ومثلها لتحليل التمثيل الغذائى للأطفال المولودين.
وربما الملاحظة الأولى للمترددين على المعامل المركزية، هى ضيق المكان بشكل لا يستطيع معه استيعاب الأعداد الكبيرة المترددة عليه يوميًا، إضافة لذلك تكدس العاملين بالإدارة فى مبنى واحد هو «مبنى الفيروسات»، وذلك بعد إخلاء المبنى المجاور نظرًا لتصدعه، وتعليقًا على ذلك تقول الدكتورة نانسى إنه من المتوقع بنهاية العام الجارى أو بداية العام المقبل، الانتقال إلى المقر الجديد للمعامل فى مدينة بدر، وهناك تجهيزات على أعلى مستوى بدعم من القيادة السياسية ووزير الصحة، حتى تستوعب المعامل فى شكلها الجديد كافة المترددين عليها، وأيضا إدراج العديد من التحاليل الجديدة والدقيقة التى نقوم بها. وأضافت الدكتورة نانسى الجندى أن المعامل جزء أصيل من قطاع الطب الوقائى وإحدى أبرز أذرعه الوقائية، ونقوم بدور كبير فى تحليل الأغذية بالتنسيق مع هيئة سلامة الغذاء، وأيضا تحليل المياه، ومنح تراخيص المعامل الخاصة، وإجراء تحاليل السفر للعاملين المصريين بالدول العربية، ولدينا وحدة متخصصة للفيروسات، الدرن، التسمم الغذائى، البكتريولوجى، ووحدة مسؤولة عن التفشيات الوبائية، بالإضافة إلى وحدة لإجراء التحاليل للأطفال حديثى الولادة.
وفيما يتعلق بمنح التراخيص لمعامل التحاليل الجديدة، قالت الدكتورة نانسى الجندى، إن إجمالى عدد معامل التحاليل المرخصة فى مصر حاليا، يتجاوز 18 ألف معمل مرخص من قبل وزارة الصحة، وهناك معامل أخرى غير مرخصة وتمارس عملها تحت «بير السلم»، وهذه المعامل تتم مطاردتها من جانب إدارة العلاج الحر من خلال حملاتها المفاجئة عليها.
«الواقع أليم، وتوجد لخبطة كبيرة»، بهذه العبارة وصفت رئيس المعامل المركزية فى وزارة الصحة سوق التحاليل الطبية فى مصر خلال الفترة الراهنة، مما يضطر المريض معه أن يلجأ لتحليل العينة الواحدة فى أكثر من مكان، للتأكد من سلامتها ودقتها، مضيفة: «للأسف ناس تتواجد فى بعض المعامل وهم غير مؤهلين لهذا الدور». وأرجعت السبب فى هذا الأمر إلى القانون المٌنظم لعمل التحاليل الطبية والصادر منذ ثلاثينيات القرن الماضى، مؤكدة أن القرارات الوزارية الصادرة من وزير الصحة حاولت تنظيم الأمر وتفادى الكثير من العقبات التى تتعلق بطبيعة عمل المعامل الطبية، منتقدة، فى هذا السياق، لجوء بعض المعامل الكبيرة لسحب العينات وإرسالها للتحليل فى مكان آخر، لذا نبحث فى التشريع الجديد ترخيص مكان يكون فقط دوره تلقى العينات، وذلك لضمان نقلها بطريقة صحيحة للمعمل الأساسى دون التأثير على دقة النتائج، وطالبنا بذلك فى التشريع الجديد، وأيضا طالبنا بضرورة تحديد هوية الشخص الذى يقوم بسحب العينة فى المعامل، وكذا استحداث وحدة جديدة فى المعامل المركزية تسمى وحدة اختبارات الكفاءة، بغرض أن المعمل المٌرخص، عند تجديد الرخصة، يتم التأكد من عمله بكفاءة أم لا، وذلك لأن الترخيص حاليا يمنح للمعمل مدى الحياة، ونحن نطالب بتجديد الترخيص كل 5 سنوات.
وأكدت الدكتورة نانسى الجندى أن المعامل المركزية لديها أحدث الأجهزة فى العالم وليس مصر فقط، ووقت بطولة كأس العالم فى كرة اليد، بعض الدول رفضت القدوم لمصر مثل ألمانيا، إلا بعد التأكد من جودة الأجهزة الموجودة لتحليل عينات كورونا، وعندما تأكدوا من حصول المعامل المركزية على الاعتماد الدولى وافقوا على الحضور لمصر والمشاركة فى البطولة، مشيرة إلى أن المعامل المركزية مستمرة فى اختبارات الكشف عن فيروس كورونا والأجسام المضادة للفيروس، بالإضافة إلى عمل التتبع الجينى للعينات بجميع محافظات الجمهورية، فيما بلغ عدد اختبارات الكشف عن الفيروسات الكبدية 1306 اختبارات، وعدد فحوصات الإنفلونزا 2883 عينة.
وفيما يتعلق بالزحام الكبير أمام المعامل المركزية من الراغبين للسفر للدول العربية، أكدت الدكتورة نانسى الجندى أن المعامل المركزية تقوم بالتنسيق مع قسم شرطة عابدين للتعامل مع هذا الزحام الكبير والتصدى لبعض السماسرة الذين يدعون تسهيل أخذ عينات السفر وتبكير موعد الحصول على النتائج، مؤكدة أن هذا غير صحيح على الإطلاق، لأن الحصول على العينة يتم بدقة متناهية بحضور طبيب وفنى من المعامل، للتحقق من شخصية الفرد وجميع أوراقه الثبوتية، منوهة بأن المقر الجديد للمعامل وضع نظاما جديدا يمنع تماما تواصل العنصر البشرى مع العينة للقضاء تمامًا على محاولات التلاعب.
وكشفت عن رصدها، عبر كاميرات المراقبة، محاولة تلاعب من أحد المواطنين حاول استبدال العينة، تمت مواجهته وتسليمه للشرطة، مؤكدة أن بعض السفارات تتواصل معهم حالة الاشتباه فى نتيجة أحد المواطنين واحتمالية تزويرها، وذلك لمنع أى وسيلة للتلاعب بصحة النتائج، خاصة أن المعامل لديها أحدث الأجهزة فى تحليل الفيروسات والحاصلة على الاعتماد الدولى فى هذا الشأن وهو ما دفع السفارات للوثوق فى صحة النتائج. كما تحدثت عن الدور البطولى الذى لعبته المعامل المركزية خلال جائحة كورونا، حيث وصل عدد العينات التى سحبتها المعامل يوميا للتحليل لأكثر من 10 آلاف عينة يوميا، وأحيانا كان يسافر فريق من المعامل إلى المحافظات لمعاينة النتائج بنفسه حالة الشك فى دقتها، بالإضافة إلى متابعة دقيقة لجميع الموانئ والمطارات، وكذا المراكب السياحية، خاصة فى الأقصر وأسوان، ومتابعة المتحورات الجديدة للفيروس بشكل مكثف من خلال وحدة مخصصة لرصد المتحورات تضم ثلاثة أجهزة، مشيرة إلى أنه جار حاليا توريد أحدث أجهزة التتبع الجينى فى الموقع نفسه، دون اللجوء لسفر العينة للمعامل المركزية بالقاهرة، ومتوقع وصول تلك الأجهزة قريبا، التى ستحدث طفرة كبيرة فى مجال الترصد الوبائى للمتحورات الجديدة.
وكشفت الدكتورة نانسى الجندى عن اتجاه المعامل، خلال الفترة المقبلة، للتعاقد مع بعض الهيئات والنقابات، لإجراء التحاليل الطبية لأعضائها، خاصة أن المعامل تجرى أدق التحاليل بأحدث الأجهزة، وكل ذلك بمقابل مادى بسيط قد يصل إلى نصف القيمة المماثلة له فى المعامل الخاصة، وهذه الخطوة هدفها تعظيم الموارد المالية للمعامل المركزية، مشيرة إلى أن وجود تحاليل مميزة تقوم بها المعامل وهى: تحاليل التجلط التى يقوم بها بعض مرضى الهيموفيليا، وهى باهظة الثمن، أيضا تحاليل صورة الدم، الكبد والكلى، وسرعة الترسيب وأسعار رمزية، والحصول على النتائج خلال 24 ساعة، كما تم استحداث العديد من الوحدات الجديدة مثل: وحدة الجينوم، وحدة اختبارات الكفاءة، وحدة الباثولوجى الخاصة بتحليل الأنسجة، وحدة المعايرة، وحدة الترصد الحشرى، ووحدة للتدريب سواء فى الوزارة أو خارجها على المعايير المتبعة. وكشفت أيضا عن المشاركة الفعّالة للمعامل المركزية فى المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة، حيث تم سحب 5332 عينة لإجراء الفحوصات المعملية لحالات سرطان الثدى، بالإضافة إلى التنسيق مع البرنامج القومى للدرن، وسحب 4 آلاف و261 عينة تحليل لإجراء فحوصات الكشف المبكر عن الدرن الخفى لدى مرضى الغسيل الكلوى، وذلك بهدف عمل مسح شامل للمرضى، فيما تم عقد 3 دورات تدريبية للعاملين بوحدة الدرن فى معامل الإدارة بمحافظات الجمهورية.
قد قامت إدارة سموم الأغذية قامت بسحب 118 عينة لتحليلها معمليًا والتأكد من صلاحيتها قبل تداولها فى الأسواق، بالإضافة إلى فحص 6 آلاف عينة من خلال إدارات ومنافذ الجمارك، إلى جانب تحليل 100 عينة بمعمل السموم الفطرية، فيما بلغ عدد اختبارات التحليل البكتيريولوجى للمياه 2110 اختبارات. وتابعت: إدارة المياه الكيميائية قامت بسحب عينات من المياه المعبأة، وعينات من محطات مياه الغسيل الكلوى، والمياه المرشحة، والمياه الجوفية، وحمامات السباحة، والعينات الثقيلة، وعينات لمعمل المبيدات، مؤكدا حرص القطاع الوقائى بالوزارة على رفع كفاءة العاملين من خلال تنظيم دورات تدريبية لهم بمعامل الوزارة فى جميع محافظات الجمهورية.