«السمك المجفف».. الوجبة المفضلة لأهالي البحر الأحمر في عيد الفطر

من خلال الطريقة التي تمتد من عهد القدماء المصريين، يواصل بائعو السمك الناشف تجفيفه وتمليحه وتقديمه لأهالي البحر الأحمر الذين يقبلون على شرائه في عيد الفطر المبارك، ويعد «الحريد» و«أبوقرن» أشهر أنواع الأسماك التي يتم تجفيفها.
ومع إقبال عيد الفطر، يواصل الحاج محمد مصلح، أحد أشهر مجهزي وبائعي وجبة السمك الناشف في حي الميناء بالغردقة مهمته، التي ورثها عن آبائه وأجداده، حيث يعتبر الصيادون هذه النوعية من الأسماك من أفضل الوجبات لدى أبناء البحر الأحمر خاصة من أسر الصيادين الذين يحرصون على تناول هذه الوجبة في أول أيام عيد الفطر، والتي تعد من أشهر العادات والتقاليد المتوارثة في المأكولات عقب الصوم، ويحافظ عليها سكان مدن البحر الأحمر.
وكشف «مصلح» في تصريحات ل«المصري اليوم»، طريقة تجهيز طواجن السمك الناشف بالغردقة ليتم توفيره طازجًا، قال: «ينظف السمك، ويشطر نصفين، وتخلي أمعاؤه وأحشاؤه، ويرش الملح عليه -بكمية ربع كيلو من الملح للكيلو الواحد من السمك- وتصبح السمكة وكأن لها وجهين، وتضع في الهواء والشمس لمدة يومين، وتلف بالقماش حتى لا تتعرض للأتربة والحشرات والملوثات، ويكون لحمها الطري قد بدأ يجف، ثم يعاد السمك مرة أخرى إلى مياه البحر ويطمس فيها كي يحصل مرة أخرى على الماء المالح ويتخلل جميع أجزاءه، ثم يوضع السمك في الشمس لمدة يوم، ثم يترك في الهواء الطلق لمدة لا تقل عن 20 يومًا، وبذلك يقل وزن السمك -أي السمكة الواحدة التي تزن كيلو جراما تصبح بعد تنظيفها وتمليحها وعرضها في الهواء تزن نصف كيلو جرام- ويكثر عرض هذا النوع من السمك الناشف في عشرات المحلات التجارية ومحلات بيع الأسماك بمدينتي الغردقة والقصير».
وواصل «مصلح»: «قبل العيد ب48 ساعة تبدأ عملية تخلية اللحم الناشف من جسم السمكة ووضعه في الماء لمدة يوم، ثم يتم طبخه بالبصل والطماطم، ويتم تناوله فور الخروج من صلاة عيد الفطر المبارك، والكيلو الواحد يكفى ل4 أفراد».
وأوضح أن من أشهر أنواع الأسماك التي يتم تنشيفها وتجفيفها السمك الحريد، حيث يتراوح سعره ما بين 200 ل300 جنيها للكيلو، ويزداد سعره عند قرب حلول عيد الفطر، وهناك نوع آخر هو سمك أبوقرن، وهو يباع بالواحدة، وتُقبل عليه الأسر محدودة الدخل.
وفي حي الميناء بمنطقة الصيادين بمدينة الغردقة، يقبل الأهالي على شراء السمك المجفف (الناشف) لتجهيز الوجبة الرئيسية على موائد أهالي الغردقة وسفاجا والقصير، في أول أيام عيد الفطر.
ويكون تجهيز هذه الأسماك قبل نحو 3 أشهر من قدوم عيد الفطر سنويًا، حيث يكون العشرات من صيادي البحر الأحمر قد انتهوا من صيد سمك الحريد وأبوقرن الذي له مذاق خاص وخال من أي رائحة لزفارة الأسماك، ويتم تجهيزه وطبخه على هيئة طواجن مع البصل والطماطم.
جير بالذكر أن هذه الوجبة ترجع لآلاف السنين من العصر الفرعوني حتى الآن، ثم حرص الأهالي على هذه العادة في تناول وجبة طواجن السمك الناشف في صباح أول أيام عيد الفطر، لما تمثله هذه الوجبة من قيمة غذائية وأهمية صحية تتمثل في تدريب المعدة والجهاز الهضمي على نظام غذائي جديد وهو بداية الإفطار عقب شهر رمضان.