التقى الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، والوفد المرافق له، اليوم الأحد في بيروت. وبحث الجانبين أهم التطورات في فلسطين، ومجريات الأحداث في المسجد الأقصى، والمقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما بحث الطرفان، «التطورات السياسية في الإقليم عموما وجاهزية محور المقاومة وتعاون أطرافه في مواجهة كل هذه الأحداث والتطورات». وكان قد وصل إسماعيل هنية إلى العاصمة اللبنانيةبيروت، يوم الأربعاء الماضي، على رأس وفد خاص يتكون من نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، وشارك أيضا في اللقاء كل من عضو المكتب السياسي للحركة ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية فيها، خليل الحية، ومسؤول العلاقات الدولية في الحركة، القيادي أسامة حمدان، وفقا لوكالة وطن. وكانت وسائل الاعلام العبرية قد ركزت على زيارة هنية إلى بيروت، في اليوم الذي جرى فيه إطلاق رشقات صاروخية من جنوبلبنان على شمال فلسطينالمحتلة، وقالت وسائل الاعلام العبرية إن عملية إطلاق الصواريخ من جنوبلبنان على شمال فلسطين نتيجة التنسيق العالي بين فصائل المقاومة وحزب الله. وقالت صحيفة معاريف إن اللقاء بين هنية ونصر الله، يمثل رسالة لإسرائيل، خاصة انه يأتي في ذروة التصعيد في فلسطين والمنطقة. من جانبه كشف وزير الخارجية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، وفقا لما نقلت شبكة «CNN» الأميركية، إنه لليس لديه معلومة إذا ما كان حزب الله وافق على القصف أم لا«. وتابع وزير الخارجية اللبناني قائلا إن الصواريخ من لبنان ربما تكون أُطلقت من جانب حماس أو «أي منظمة فلسطينية أخرى»، وأردف قائلا إن الصواريخ المستخدمة صناعة فلسطينية لكنها «ليست فعالة جدا». وأثار إطلاق الصواريخ من غزةولبنان ومداهمة ثانية للشرطة الإسرائيلية على المسجد الأقصى في القدس في عدة ليالي مخاوف من مزيد من التصعيد في المنطقة خلال فترة حساسة من تداخل الأعياد الدينية. ويتنقل عدد من قيادات حماس مابين لبنان وتركيا وقطر، ويتحدث بعض النشطاء أن منهم يعيشون حالة رفاهية، كما كان منهم من يعيش في سوريا قبل القطيعة التي حدثت بين حماس ودمشق جراء موقف حماس من الأحداث التي شهدتها سوريا على مدار الأعوام الماضية، قبل أن تستقبل دمشق منذ عدة اشهر عدد من القيادات في محاولة لراب الصدع. من جهته طالب الأمين العام ل«المؤتمر الدائم للفدرالية» اللبناني الدكتور ألفرد الرياشي، من أعضاء الحكومة اللبنانية ب«طرد قيادات حركة حماس فورا من الاراضي اللبنانية والتحقيق مع رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، ومنعه من الدخول إلى الأراضي اللبنانية لاستباحتهم هذه الأراضي حيث كادوا أن يتسببوا بكوارث من شأنها أن تدمر ما تبقى من مقومات لبنان، حسبما نقل موقع»المركزية«. وفى المقابل قال رئيس حزب «حركة التغيير» إيلي محفوض، كلما زار لبنان عناصر من منظمات مدعومة من إيران تتوتّر الأجواء حيث أطلقت صواريخ من الجنوباللبناني باتجاه إسرائيل، وكان سبق ذلك وصول قائد حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة واجتمع مع حسن نصرالله وأعلن أن حزب الله داعم لحركته كذلك زيارة إسماعيل هنيّة، وتسائل لا أحد يرضى بما يتعرض له المسجد الأقصى لكن لماذا الرد من لبنان؟ ماذا عن الجولان المحتل، خاصة أن سوريا تتعرّض كل يوم تقريبا لغارات إسرائيلية لكن لم تُطلق رصاصة واحدة من أراضيها باتجاه إسرائيل«. ونقل موقع «أمد»، الفلسطيني، إنه في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بشهر رمضان المبارك، قامت إسرائيل بضرب غزة، وأتهم سكان فلسطينيون قوات الاحتلال بعرقلة روتين رمضان، ووصل الأمر إلى مطالبة البعض من المقاومة بصورة عامة أو حركة حماس بصورة خاصة ألا تقدم حماس التصعيد الذي تريده في ظل الرد الإسرائيلي العنيف على المقاومة. وأشار إلى أنه خلال الساعات الماضية بات واضحا أن إسرائيل حددت ضربات استراتيجية تريد أن تصيب بها غزة، وهي الضربات التي يمكن رصد أبرز سماتها في تحديد مواقعها وأهدافها خلال الساعات الأولى من العدوان على غزة وقيام إسرائيل بضربها جميعا، فضلا عن تحليل مضمون العمليات العسكرية والضربات الإسرائيلية سواء على غزة أو بالجنوباللبناني ما يؤكد أن هناك موجه من الضربات التي يمكن أن يقوم بها الاحتلال وسيدفع أبناء الشعب الفلسطيني ثمن ذلك في ظل الظروف الهندسية التي يتسم بها القطاع ومزاعم إسرائيل التي لا تنتهي بشأن مواقع السلاح ومخازن المقاومة . ونقل موقع قناة العربية عن النهار اللبنانية، أنه لا يحق لحركة «حماس» أن تنتقم من الفجور الإسرائيلي في المسجد الأقصى باستخدامها الجنوباللبناني لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، لأن ما تفعله «حماس» انتهاك السيادة اللبنانية، وتابعت: لا يحق لرئيس المكتب السياسي في حركة «حماس» إسماعيل هنيه أن يغامر بانتقام إسرائيلي من لبنان وشعبه الذي يمر بمأساة الانهيار. وبالتأكيد لا يحق للأمين العام ل«حزب الله» حسن نصرالله أن يجرّ لبنان إلى معاركه التي يمليها عليه «الحرس الثوري» في طهران ويجلس مع إسماعيل هنيه في اليوم ذاته من إطلاق الصواريخ «الفلسطينية» من الأراضي اللبنانية. ووصفت ما قامت به «حماس»، بأنها ليست مقاومة وإنما هي مزايدات فلسطينية- فلسطينية ورسائل فوقيّة إيرانية، مشيرة إلى أن المقاومة الفلسطينية لهذه الإجراءات والانتهاكات تقع فريسة مزايدات فلسطينية- فلسطينية هي الثمرة الدائمة للانقسامات الفلسطينية التي ساهمت في تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال الإسرائيلي، موضحا أن «حماس» مسؤولة أوّلى عن هذه الانقسامات، لكن «فتح» والقيادة الفلسطينية هما أيضًا مذنبتان بحق الفلسطينيين بسبب رفضهما التجديد في صفوف القيادة وإصرارهما على التعنت في أكثر من مجال. وفى مطلع العام الحالي كان قد حذرت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، من أن قطاع غزة بالكاد يكون صالحا للعيش به بسبب الأوضاع الاقتصادية والإنسانية الصعبة، وتردي الأوضاع الاقتصادية واستمرار حالة الصراع أثر على «الحالة النفسية» لسكان القطاع، ووصلت نسبة الفقر في مخيم جباليا إلى ال90 %. وفى وقت سابق من اليوم الأحد، كانت قد أدانت حركة «حماس»، مصادقة سلطات الاحتلال على 6 مخططات استيطانية جديدة، تهدف إلى توسعة مجموعة من المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضينا في الضفة الغربيةالمحتلة. واعتبرت حركة «حماس» وفقا لما نقلت وكالة «صفا»، أن هذه الخطوة عدوانًا جديدًا، وإمعاناً في سرقة الأرض الفلسطينية، وتحدّيًا صارخًا لكل المواثيق والقوانين الدولية التي تجرّم الاستيطان.