«الإنسان يتجرد من إنسانيته».. كيف كشف أحمد مكي حقيقة السوشيال ميديا؟ (تقرير)

أحمد مكي فنان شامل يمثل ويغني ويكتب ويخرج كذلك، واستطاع في سنوات قليلة أن يصنع عالمًا دراميًا أحببناه وارتبطنا به وأصبح طقساً رمضانياً معتاداً وهو مسلسل الكبير بأجزاءه السبع وبشخصياته المتعددة والمتنوعة والمثيرة للضحك مثل الكبير، حزلقوم، هدية، فزاع، هجرس، د. ربيع، مربوحة، طبازة، نفادي، وبالتاكيد جوني الذي قال مكي وصناع الكبير أوي 7 على لسانه رسالة قوية جداً كشفت بشكل كبير حقيقة السوشيال ميديا وتأثيرها في حياتنا اليومية وفي هذا التقرير سنستعرض كلمة مكي عن السوشيال ميديا في الحلقة التاسعة من الكبير اوي 7، ورسائله المختلفة التي حاول تقديمها في أعماله على مدار مشواره الفني.
البداية كانت مع الأزمة المالية التي تعرض لها جوني، وعدم مقدرته على التصرف في أمواله مع سيطرة الكبير عليها، وذهابه إلى صديقه هجرس الذي يجده أصبح صاحب دخل من فيديوهات التيك توك والتي من خلالها يهدر كرامته وإنسانيته في سبيل المتابعة والدعم، ليقرر جوني أن يظهر في بث مباشر ويكشف فيه عن رأيه في السوشيال ميديا وتأثيرها في حياتنا اليومية بكل صراحة ووضوح.
ويقول نصاً :«بقالي فترة بعيدة عن السوشيال ميديا، لكن اللي متعرفوش أنا ليه بعيد عن السوشيال ميديا بقالي فترة طويلة؟ أول ما طلعت السوشيال ميديا كنت مبسوط وقولت إن العالم بقى قرية صغيرة، والناس كلها هتعرف بعض وهنتبادل الثقافات والدنيا هتاخد شلوط لقدام».
وتابع:«لاقيت العكس خالص، الانسان بيتجرد من إنسانيته، ويتحول إلى حاجة ممسوخة مش مفهوم هو إيه بالظبط، المحتوى التافه والوقح عليه تفاعل وتريند قد كده».
وأردف:«الذكاء الإلكتروني مش فارق معاه التفاعل إيجابي أو سلبي، المهم إن فيه تفاعل على الفيديو ده، وأنتم بتكونوا سلالم لأصحاب المحتوى التافه ده يدوسوا عليه عشان يبقوا تريند».
واستطرد:«كل ده كوم، وكوم تاني استغربت له جداً، اتنين يقفوا قدام بعض ويتفننوا في تهزيق ومرمطة بعض، كل ده عشان شوية مرضى يتفرجوا عليهم ويدفعوا فلوس، واحد صحبي متخلف اسمه هجرس هو اللي فرجني على ده».
وأوضح:«هما فاكرين إن التريند ده هيدوم، التريند ده آخره كام يوم، وهيطلع واحد يهزق نفسه أكتر ويديك بالكتف ويبقى هو تريند، من وجهة نظري المتواضعة، النجاح في الحتة دي أن الواحد يعمل محتوى إيجابي يفيد به البني آدمين، ده اللي هيفضل عايش حتى لو صاحب المحتوى نفسه مات، فأصحاب المحتوى التافه بقوا زي الرز».
وفي الحقيقة كلام جوني أو مكي هنا هو واقعي لدرجة كبيرة، فالسوشيال ميديا أصبحت مسيطرة على حياتنا بشكل كبير، وفكرة التريند أصابت الكثيرين بالهوس والبعض ليس لديه أي مانع لفعل أي شئ مقيت أو مقزز من أجل أن يكون تريند ولو لساعة واحدة، أصبح الايمان بالنجاح السريع والقفز بفيديو مهما كان محتواه تافه أو سطحي للأمام.
وفكرة التريند لم تقتصر على الناس العادية فقط بل امتدت للوسائل الإعلامية والصحفية التي أصبحت تسير بلا وعي وراء التريند كذلك، وبدلاً من أن تصنعه أصبحت تابعة له.
هذه ليست أول رسالة لمكي
مكي من الفنانين دائمي توصيل الرسائل ليس بطريقة زاعقة ولا بطريقة مكررة في كل عمل لكنه يعبر عن همومه وهواجسه في الأغاني على سبيل المثال، ففكرة السعي واكتشاف الانسان لنفسه قدمها مكي في أغنية دور بنفسك في فيلم طير أنت عام 2009.
أو عندما قدم أغنية قطر الحياة التي استعرض فيها رحلة أشخاص عرفهم مع الإدمان وحذر الكثيرين من مخاطر ومساوىء هذه التجربة الصعبة.
في النهاية، استطاع مكي في مشهد واحد أن يفصح عن رأيه في السوشيال ميديا وهو رأي واقعي وصادم بدرجة كبيرة، فهل هيتعظ الكثيرون ويدركون مساؤها؟ نتمنى.