سعر الريال السعودي بالبنوك اليوم الثلاثاء 23-4-2024 في البنوك    بعد هبوط سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن اليوم الثلاثاء 23-4-2024 وكرتونة البيض الآن    وول ستريت تتعافى وارتفاع داو جونز 200 نقطة وخروج S&P500 من دائرة الخسارة    أسعار الحديد اليوم الثلاثاء 23- 4 - 2024 في الأسواق    أخبار العالم| إيران: نأسف لقيود الاتحاد الأوروبي.. استشهاد فلسطيني واعتقال آخر بواسطة الاحتلال.. غضب طلابي في جامعات أمريكية بسبب غزة    ماليزيا.. تصادم طائرتين هيليكوبتر وسقوط 10 قتلى    موجة شديدة الحرارة تضرب مصر اليوم.. نصائح مهمة من «الأرصاد» لمواجهتها    أزمة لبن الأطفال في مصر.. توفر بدائل وتحركات لتحديد أسعار الأدوية    بالأرقام.. تفاصيل توزيع مخصصات الأجور في الموازنة الجديدة 2025 (جداول)    مشاهدة بث مباشر مباراة أرسنال ضد تشيلسي في الدوري الإنجليزي الممتاز 2024    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 23 أبريل 2024    مصرع عامل غرقًا بمياه الترعة في سوهاج    مُسن يطلق النار على عامل بسوهاج والسبب "مسقى مياه"    مي عمر تعلق على ردود فعل الجمهور على دورها بمسلسل «نعمة الأفوكاتو»    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 23-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بدرية طلبة تشارك جمهورها فرحة حناء ابنتها وتعلن موعد زفافها (صور)    نيللي كريم تظهر مع أبطال مسلسل ب100 وش.. وتعلق: «العصابة رجعت»    الإفتاء: لا يحق للزوج أو الزوجة التفتيش فى الموبايل الخاص    مصر تستهدف زيادة إيرادات ضريبة السجائر والتبغ بنحو 10 مليارات جنيه في 2024-2025    مصرع عامل دهسه قطار الصعيد في مزلقان سمالوط بالمنيا    رسميا.. التعليم تعلن مواصفات امتحانات الترم الثاني لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي    إزالة 14 حالة تعد بمركز ومدينة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية    اتحاد الكرة يوضح حقيقة وقف الدعم المادي لمشروع «فيفا فورورد»    لبنان.. شهيد جراء قصف طيران الجيش الإسرائيلي سيارة في محيط بلدة عدلون    الرئيس البولندي: منفتحون على نشر أسلحة نووية على أراضينا    ملتقى القاهرة الأدبي.. هشام أصلان: القاهرة مدينة ملهمة بالرغم من قسوتها    اعتقال متظاهرين مؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريكية (فيديو)    نجاة طفل تشبث أسفل قطار مسافة 100 كيلومتر    أستاذ مناعة يحذر من الباراسيتامول: يسبب تراكم السموم.. ويؤثر على عضلة القلب    إجازة كبيرة للموظفين.. عدد أيام عطلة شم النسيم 2024 للقطاعين بعد ترحيل عيد العمال    بلينكن ينفي "ازدواجية المعايير" في تطبيق القانون الأمريكي    التحديات والتطورات: نشاط داعش في آسيا الوسطى وتأثيره على الأمان والاستقرار    لدعمهم فلسطين.. أسامة كمال يُحيي طلاب جامعة كولومبيا    رئيس الوزراء يهنئ وزير الدفاع بعيد تحرير سيناء سيناء    بعد وفاته في تركيا، من هو رجل الدين اليمني عبد المجيد الزنداني؟    بشرى سارة لجمهور النادي الأهلي بشأن إصابات الفريق    عاجل.. صفقة كبرى على رادار الأهلي الصيف المقبل    نصائح مهمة لمرضى الجهاز التنفسي والحساسية خلال الطقس اليوم    اتحاد عمال مصر ونظيره التركي يوقعان اتفاقية لدعم العمل النقابي المشترك    الكونجرس يشعر بالخطر.. أسامة كمال: الرهان على الأجيال الجديدة    إمام عاشور مطلوب في التعاون السعودي.. والأهلي يوافق بشرط    خلال ساعات العمل.. أطعمة تجعل الجسم أكثر نشاطا وحيوية    علي هامش انعقاد مؤتمر الاتحاد العربي.. 11 دولة عربية في ضيافة النقابة العامة للغزل والنسيج بالقاهرة    عامر حسين: الأهلي احتج على مشاركة حارس الاتحاد السكندري    «فلسطين توثق المجازر».. فعاليات متعددة في رابع أيام مهرجان أسوان (تعرف عليها)    عبدالجليل: دور مدير الكرة في الأهلي ليس الاعتراض على الحكام    الشرطة تداهم أوكار الكيف.. سقوط 85 ديلر مخدرات في الإسكندرية    لجنة الانضباط تستدعي الشيبي للتحقيق معه في واقعة الشحات| تفاصيل جديدة    علي جمعة عن سبب تقديم برنامج نور الدين: ربنا هيحاسبني على سكوتي    "بأقل التكاليف"...أفضل الاماكن للخروج في شم النسيم 2024    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    دعاء في جوف الليل: اللهم اجمع على الهدى أمرنا وألّف بين قلوبنا    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 23 أبريل في محافظات مصر    مصرع شخص وإصابة 2 في تصادم 3 تريلات نقل بالوادي الجديد    «لخلافات قديمة».. مشاجرة بالأعيرة النارية بين عائلتين بالفتح وإصابة شخصين في أسيوط    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    طريقة عمل كيكة البرتقال، باحترافية في البيت بأقل التكاليف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مضحكو الألفية الثالثة .. أحمد مكى «كبير» الكاراكترات (الحلقة الأولى)
نشر في المصري اليوم يوم 10 - 12 - 2022

مصر لا تكف عن البهجة حتى في ظروفها الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، يفرز شعبها الضحك الأصلى ويهون على نفسه شقاء الحياة، ولا تكف كذلك عن إفراز المضحكين في الحياة والسينما والدراما، أجيالًا وراء أجيال، بعضهم ينتج عن موجة اجتماعية ما تمر بها البلاد والبعض الآخر يصنع تلك الموجة، ويساهم في بلورة مبادئها الأساسية، وهو ما صنعه جيل مضحكى الألفية الجديدة، ونتحدث هنا عن أحمد مكى والثلاثى شيكو وهشام ماجد وأحمد فهمى باعتبارهم المؤسسين الأوائل الذين ظهروا قبل ثورة 25 من يناير وذيوع وانتشار السوشيال ميديا في حياتنا ليصنعوا ضحكاً جريئاً عابثاً لا تهمه القوالب الاجتماعية المحافظة، يسخر من بعض أفلامنا القديمة، ويسخر من كل شىء حوله إذا أراد، ليقدموا كوميديا ساهمت بشكل كبير في تشكيل وعى كوميديا السوشيال ميديا التي نراها الآن والتى تسخر من كل شىء، لذلك مثلما بدأنا مشوارنا معكم بتحليل ظاهرة المضحكين الجدد، سنستكمل بتحليل نجوم جيل مضحكى الألفية الثالثة إذا أردنا تسميتهم، ونبدأ بالفنان أحمد مكى.
كل كوميديان وراءه مأساة أو ظروف صعبة ما مضى بها في حياته أوصلته إلى حالة البهجة التي يساهم في توصيلها للجمهور، هذه النظرية أثبتت صحتها مع عدد كبير من الكوميديانات بداية من نجيب الريحانى حتى أحمد مكى، الذي عاش طفولة صعبة حيث انفصال أبيه عن أمه، واضطراره للعيش مع أمه مع شقيقه الآخر، منفصلا عن أبيه وعن أشقائه الآخرين، تمزق عائلى كان سيساهم في تمزيقه وتحول مسار حياته بالكامل، لكن ما حدث هو العكس بالفعل.
نشأ مكى في حى الطالبية، اختلط بالناس، وبالشارع منذ طفولته، كبيراً وسط شلته، محتفظاً بمبادئ وأخلاقيات الحارة الحقيقية، لديه عدد من الآباء الروحيين أو كبرائه الذين يساهمون في تشكيل وعيه ومبادئه وضبط مسار حياته، متابعاً وملاحظاً لشخصيات كثيرة من حوله، ممتصاً للحكايات التي يراها ويسمعها، محباً لنادى الفيديو الموجود في شارعه ويعمل به، متابعاً للأفلام الأمريكية والهندية والمصرية، حالماً مستبشراً أن يأتى يوم ما يكون اسمه هو على أفيش فيلم مثل الأفيشات التي يراها حوله في نادى الفيديو.
الأفلام ليست وقتاً لطيفاً مسلياً نقضيه لتمرير الوقت، الأفلام ملهمة وقد تساهم في تغيير مسار حياة شخص ما أو المساهمة في دخوله مجالاً معيناً، وهو ما حدث مع أحمد مكى ففيلم «القلب الشجاع» لميل جيبسون مؤثراً وملهماً له، وساهم في دخوله إلى معهد السينما، وداخل المعهد دخل مكى قسم الإخراج، لكنه انفتح على الأقسام الأخرى مثل قسم السيناريو على سبيل المثال، وأخرج مكى عدداً من الأفلام القصيرة في المعهد أبرزها فيلم «يابانى أصلى».
بعد تخرجه عمل مكى ممثلاً في أدوار هامشية في فيلم «ابن عز»، ومسلسل «شباب أون لاين»، وفيلم «تيتو»، وقام بتصوير إعلان لإحدى شركات المحمول في بدايات الألفية.
وفى عام 2005، قام مكى بتحويل فكرة فيلم قصير كان قد قدمه في المعهد إلى فيلم طويل بعنوان «الحاسة السابعة» عن شخص يمتلك حاسة تمكنه من سماع أفكار من حوله، فكرة براقة وجذابة، وكوميديا موقف حقيقية، قدمها مكى كمخرج بأحمد الفيشاوى، نزل الفيلم إلى السينمات ولم يحقق نجاحاً، ولم تكن بداية جيدة من ناحية الإيرادات والأرقام لكنها كانت بداية جيدة جداً من ناحية الأفكار والخيال والرؤية، وهو ما لاحظه المخرج الكبير شريف عرفة.
كعادة المخرج شريف عرفة يحب أن يعيش عصره وزمانه، ويكون متجدداً مع الزمن طوال الوقت، ومساهماً في إدخال أنواع جديدة و«جونرات» جديدة إلى مصر، منها السيت الكوم، الذي ذاع صيته في أمريكا، فجاءت الفكرة أن يقدم مسلسل سيت كوم «كمنتج»، ويخرجه أحمد مكى ويكتبه المؤلف عمرو سمير عاطف، وبالتزامن مع هذا المشروع، كان هناك مشروع فيلم آخر لهذا الثلاثى أيضاً.
مكى أخرج حلقة «بايلوت» من «تامر وشوقية» لم تكن على المستوى المطلوب الذي يرضى طموحات شريف عرفة، ليقرر هو بنفسه أن يخرج العمل، ويقدم مكى كاراكتر «دبور» الشاب الفاكك واللامكترث دائماً، المتأمرك، صاحب المصطلحات الخاصة جداً، يعرض العمل ويحقق نجاحاً كبيرا ويحقق مكى ب«دبور» نجاحاً أكبر وأكبر، ويكون من أهم عناصر العمل وأبرز الرابحين من هذه التجربة.
الزعيم عادل إمام متفرج من نوع خاص جداً، من هواياته الخاصة مشاهدة التليفزيون، ومتابعة الأخبار والبرامج السياسية، والأعمال الدرامية كذلك، وملاحظة المميزين فيها خاصة من الشباب وكتابة أسمائهم في ورقة صغيرة حتى يستعين بهم في أعماله السينمائية، لاحظ الزعيم دبور في «تامر وشوقية»، ولفت انتباهه بشدة، وقرر أن يستعين به في فيلم «مرجان أحمد مرجان» ليكون صديقه ورفيقه في المعهد، وليساعد مرجان على «تكبير الجى وترويق الدى»، ويحقق مرجان نجاحاً كبيراً ويحقق مكى ب«دبور» نجاحاً أكبر وأكبر جعله يستحق أن يفرد له فيلم خاص من بطولته.
في صيف 2008 قدم مكى فيلم «إتش دبور»، وحقق نجاحاً معقولاً، جعله يستحق أن يتم الاعتماد عليه كنجم سينمائى وهو ما حدث في العام التالى مع ذات المنتجة الفنانة الجاذبة لكل ما هو موهوب خاصة لو كان شاباً «إسعاد يونس»، لتقرر بمكى وأحمد الجندى وعمر طاهر تقديم فيلم جديد بعنوان «طير إنت».
عرض دور «الجان الطيب» على الفنان المسرحى محمد نجم، نعم؟! أنت قرأت الاسم بشكل صحيح، «نجم» صاحب مسرح نجم في الدقى، والذى لم يقدم سوى أعمال سينمائية تعد على الأصابع، رشح إلى دور الجن لإمكانياته الكوميدية الجبارة وكاراكتره المميز والذى تحبه إسعاد يونس وأحمد مكى، لم يرفض الدور ولكن طلب تعديلات كثيرة كان من الصعب تمريرها، ليذهب الدور للفنان ماجد الكدوانى، ويكون «طير إنت» باباً ل«مكى» لاستعراض موهبته في أداء الكاراكترات المختلفة.
«الكبير أوى، الخليجى، مدرب الجيم، المطرب الرقيق سومة العاشق، حسن شحاتة، النجم الهندى، الشاب الروش» 7 كاراكترات قدمها مكى في «طير إنت»، في قالب كوميدى مميز عن بهيج الطبيب البيطرى الذي يظهر له عفريت ويقرر إقحامه في عوالم مختلفة حتى يفوز بإعجاب البنت التي يحبها، لتكون هذه الشخصيات التي قدمها مكى أداة قوية على أنه كوميديان «كاراكتر» يجيد التنقل من شخصية إلى أخرى، وتكون بعض هذه الشخصيات سخريتها جريئة وغير تقليدية ومتماشية مع حركة المجتمع السريعة والمتدفقة جداً في ذلك الوقت، يحقق العمل نجاحاً كبيراً ويحتل مركزاً متقدماً في صراع الإيرادات ويتفوق على أفلام لنجوم كبار مثل عادل إمام الذي قدم «بوبوس» في نفس الموسم، ويثبت للجميع أن مكى هو نجم كوميدى مختلف تماماً.
مكى لديه أسلوب علمى في العمل، فهو أقرب لفكرة الورشة أو التيم ورك، بينه وبين المؤلف والمخرج يكتبون العمل سوياً، ويطرحون أفكاراً جديدة ويميلون دائماً لتعديلها وكتابتها من جديد، وهو ما يتبعه كذلك مع الكاراكترات التي يؤديها، مثل الشخصية التي سيؤديها في فيلمه الجديد في موسم صيف 2010، عن شاب فقد أباه في تسعينات القرن الماضى، أميل للوحدة، متعلقاً دائماً بزمن التسعينات، محباً لأغانى على حميدة، وأغنية الغربة لإسماعيل البلبيسى ورودى فولر نجم منتخب ألمانيا، مرتدياً أزياء التسعينات وفورمة شعره مثل فورمات شعر التسعينيات، هكذا هي ملامحها الدرامية الأساسية على الورق، ما اسم هذه الشخصية؟! حزلقوم، هكذا أسس مكى أسلوبه الخاص في تقديم الشخصية، سيقدمها في فكرة مستهلكة عن شخص «حزلقوم» يشبه تاجر مخدرات وتقرر الشرطة استبدالهما سوياً حتى تحصل على المعلومات، لكن الجديد أن مكى وفريقه سيسخرون من تكرار الفكرة بالأساس، وسيسخرون من بعض أفلام نجومنا القديمة التي تحدثت عن العمليات الخاصة والمخابراتية مثل أفلام نادية الجندى، ناهيك على أننا سنقدم شخصية جديدة تماماً اسمها «حزلقوم» في فيلم اسمه «لا تراجع ولا استسلام».
يظهر مع هذا العمل شخصية مكى الكوميدية وأسلوبه القائم على 5 محاور أساسية:
1- الكاراكترات، الذي بدأه في تامر وشوقية بكاراكتر دبور، يصل هنا لذروته بكاراكتر «حزلقوم».
2- تفاصيل التفاصيل: تفاهة حزلقوم والحديث عن تفاصيل التفاصيل في سرده لحكاياته مثل قصته مع «أيمن ابن أحلام كراوية» وهكذا، تفصيلة صغيرة يتم تضخيمها لصناعة وتدعيم الموقف الكوميدى.
فيلم سيما على بابا
3- رد الفعل: ظهر ذلك مع شخصية «سراج بيه»، وتوظيف الكدوانى الممتاز فيها، وردود فعله العصبية الناتجة عن غباء حزلقوم والتى تنتج ضحكاً حقيقياً على ردود فعل سراج بيه، ويتحول هنا حزلقوم إلى سنيد بلغة المسرح وبطل المشهد الحقيقى هو سراج بيه.
4- البارودى: أسلوب كوميدى يقوم على السخرية من الأفلام القديمة ونجومها بطريقة ساخرة وهو ما شاهدناه من سخريته من أفلام نادية الجندى وكيف تعذبت وتألمت وضحت من أجل مصر في أفلامها.
5- تقديم وجوه جديدة باستمرار: وهو ما ظهر في «لا تراجع ولا استسلام» بتقديم محمد شاهين ومحمد سلام وقبلهما في طير إنت «هشام إسماعيل».
يعرض العمل في صيف 2010، ويحقق نجاحاً كبيراً بالفعل، وتكون شخصية «حزلقوم» ملفتة للنظر وجديرة بالتأمل بشكل حقيقى، لكن يقرر مكى أن يصوب اتجاهه ناحية نوع فنى آخر وهو الدراما التليفزيونية، وخوض مغامرة «الكبير أوى».
الفنان أحمد مكى
بالتأكيد شخصية بهذا الخيال لن تقدم عملاً تليفزيونياً تقليدياً بل ستقدم عملاً يعيش مثل المسلسل الأمريكى «freinds» على سبيل المثال، تقدم منه أجزاء وأجزاء وتصبح شخصياته جزءا من الوجدان الشعبى، هكذا كانت أمنيته عند تقديم الكبير أوى، وقام مع المخرج أحمد الجندى باستدعاء شخصية «الكبير أوى» التي ظهرت في مشهد واحد في فيلم «طير إنت» وقالت جملة ذائعة الصيت: «يلعن النت على التيت على اللى هينتتوا عليه»، وصناعة أمامها كاراكتر آخر على النقيض تماماً متأمرك وهواه أجنبى اسمه «جونى»، ويكون شقيقه، ويتصارع الشقيقان على عمودية البلد، ونقدم معهما شخصيات مثل «هدية وفزاع»، وشخصيات قابلة للتطوير إذا تم تقديم مواسم أخرى مثل «هجرس»، ويقدم الكبير أوى عام 2010 في 15 حلقة لتعرضه لكسر في القدم، وينجح الموسم الأول بشدة وتكون روحه قريبة من الروح الشبابية التي بدأت تظهر وتطفو على الساحة في هذا الوقت مع انتشار الإنترنت وبداية دخول السوشيال ميديا حياتنا.
وبعد قيام ثورة 25 يناير وما تلاها من آثار على حياتنا، يقدم مكى فيلم «سيما على بابا»، يستثمر فيه نجاح «حزلقوم» كذلك، ويقدم فيلمين في فيلم واحد، ولا تنجح الفكرة وتفشل جماهيرياً، ويستمر مكى في تقديم الموسم الثانى من الكبير أوى الذي ينجح بشدة، وتتعلق جماهير المسلسل بحلقات مثل: حلقة تبديل الوشوش والسخرية من فيلم (face off)، وحلقة «مباراة الراكبى» وتزداد الرغبة الجماهيرية في مشاهدة «الكبير أوى 2» لأكثر من موسم.
«مكى» ليس وحده في «الكبير أوى»، بل وراءه صناع مهرة ومميزون أسسوا قواعد هذا العالم مثل المخرج أحمد الجندى، والكاتبين مصطفى صقر، محمد عز الدين.
إمكانيات مكى في الغناء، ظهرت مع غنائه لأغانى أفلامه مثل: «جدعان طيبين، حاول بنفسك تبقى نفسك، تتر الكبير أوى»، ولكن يقرر في صيف 2011، ونتيجة لتعرضه لموقف سخيف وهو احتيال شخص لشخصية مكى على الفيسبوك والرد والتفاعل مع الناس أن يرد على هذا بأغنية، يصنعها بنفسه وينتجها ويقدمها لجمهوره، ويطرحها على جمهوره بعنوان «فيسبوكى»، وتحقق الأغنية رواجاً شديدة جداً على السوشيال ميديا الذي أًصبح عموداً أساسياً في حياتنا بعد ثورة يناير، وتظهر إمكانيات مكى الغنائية المختلفة مع هذه الأغنية.
وفى عام 2012 يطرح ألبومه الغنائى الأول «أصله عربى» والذى تضمن شرحاً صوتياً لأصول موسيقى الراب وكيف أنها عربية الأصل وليست غربية وأغانى مثل «الحاسة السابعة، حلة محشى، طرقت بابك، وقفة ناصية زمان».
وفى ذات الألبوم يقدم مكى أغنية بعنوان «قطر الحياة»، صورها كفيديو كليب، طرح فيها مشكلة أصدقاء له عانوا من مأساة الإدمان لتحقق الأغنية نجاحاً كبيراً، لا نبالغ إذا قلنا إن نجاحها فاق نجاح الألبوم شخصياً.
عام 2013، يعود للسينما بفيلم «سمير أبوالنيل» ولا تحقق أي نجاح يذكر، ويقدم الموسم الثالث من «الكبير أوى»، ويقحم فيه «حزلقوم» ليكون بطل أولى حلقات المسلسل، ويقرر صناع المسلسل تصعيد شخصية هجرس لتكون ملازمة ل«جونى»، مع زيادة مساحات شخصيات مثل الدكتور ربيع وفزاع وأِشرف، ويحقق الموسم الثالث نجاحاً معقولاً ولكن ليس نفس درجة نجاح الموسم الثانى.
عام 2014، يستمر مكى في تقديم الموسم الرابع، وعام 2015 يقدم الموسم الخامس، وتظهر في الموسمين أفكار حلقات جيدة مثل حلقة: «المصيف، شمس الزناتى» ولكن تتناول بعض الأقلام الصحفية والنقدية مكى وتتهمه بأنه لم يعد لديه جديد في «الكبير أوى»، ومنحناه البيانى تراجع وظهر ذلك في أعماله الأخيرة مثل «سمير أبوالنيل»، أو المواسم الأخيرة من «الكبير أوى».
ومع انفصال الثلاثى أحمد فهمى وشيكو وهشام ماجد بعد فيلم «الحرب العالمية الثالثة»، يقدم شيكو وهشام مسلسلاً مع أحمد مكى بعنوان «خلصانة بشياكة»، تنجح حلقاته الخمس الأولى بشدة مع وجود كتاب جدد ومتنوعين وروحهم قريبة من كوميديا السوشيال ميديا، تراجع بعضهم عن الاستمرار بعد أول خمس حلقات، وفى المجمل لا تحقق التجربة النجاح المنتظر.
ويتعرض «مكى» لتجربة مرض قاسية حيث يصاب بفيروس غريب نتيجة شربه زجاجة مياه خاطئة، وتساء بسببه حالة الكبد والطحال، وتكون هذه المحنة سبباً لتغير نظرته للحياة بالكامل وإدراك نعم الله عليه حتى في أبسط الأشياء.
يستمر مكى في تقديم أغان من فترة لأخرى ويقدم أغنية «أغلى من الياقوت» عام 2019.
عام 2008، قدم مكى شخصية سائق شعبى في فيلم «ليلة البيبى دول» وقدم مشاهده أمام العملاق نور الشريف حيث قدم دوراً درامياً تماماً ليس فيه أي كوميديا، ولكنه أكد على إمكانيات مكى التمثيلية وقدرته على أداء أدوار درامية مختلفة، وهو ما راقبه ولاحظه بيتر ميمى وهانى سرحان ليستعينوا به في الاختيار 2 عام 2021 أمام النجم كريم عبدالعزيز، ويصنع الثنائى حالة مختلفة ومتناغمة جداً على الشاشة ويكونان من أقوى الثنائيات التي قدمت في تاريخنا الدرامى، ويقدم مكى أداءً جاداً به يبكى المشاهدين في بعض المشاهد كذلك.
تزداد الرغبة الجماهيرية في عودة مسلسل الكبير أوى، فالمسلسل أصبح عادة رمضانية اعتاد عليها المشاهدون لكن يظل السؤال الذي يؤرق مكى، كيف يعود؟ خاصة مع تغير طعم الضحك، وظهور كوميديا جديدة كل يوم على السوشيال ميديا أبطالها صناع محتوى ومواطنين عاديين، وظهور الكوميكس والميمز، والضحك كل دقيقة على أي وكل شىء، ليقرر مكى وأحمد الجندى ومصطفى صقر ومحمد عز الدين خوض المغامرة من جديد وصناعة جزء سادس من «الكبير أوى».
لصناعة جزء سادس ناجح لابد من وجود مكونات، خلطة درامية خاصة جداً، تجعل العمل يعود بقوة أكثر من الأجزاء الأخرى، هذه المكونات تبدأ من الكتابة، حيث يتم تقسيم ال30 حلقة إلى 6 وحدات درامية، الوحدة الأولى «حياة الكبير بعد هدية»، الوحدة الثانية «زواجه من مربوحة»، الوحدة الثالثة «لعبة السبيط»، الوحدة الخامسة «عودة حزلقوم»، الوحدة السادسة «مهرجان المزاريطة السينمائى»، وبداخل كل وحدة يتم الكتابة فيها كأنها مسلسل منفصل، مع إدخال شخصيات جديدة مثل «مربوحة، طبازة، نفادى» وإعطاء مساحة كاملة لهجرس والدكتور ربيع وفزاع، هل يتم الاكتفاء بهذا فقط؟ بالتأكيد لا.
«الحائط الرابع» هو اصطلاح تمثيلى يشير إلى جدار متخيل غير مرئى يفصل الممثلين عن الجمهور، بينما يمكن للجمهور أن يرى من خلال هذا الجدار، تفترض الاتفاقية أن الممثلين يتصرفون كما أنهم لا يرون الجمهور ولا يخرجون عن إطار الشخصية والعمل الذين يقدمونه.
منذ القرن السادس عشر فصاعدًا، أدى ظهور التوهم في الممارسات المسرحية- بمعنى أن الممثل يتوهم أنه على المسرح لا يرى ولا يحس بوجود الجمهور- والذى بلغ ذروته في الواقعية والطبيعية لمسرح القرن التاسع عشر، مما أدى إلى تطوير مفهوم الحائط الرابع.
وصاحب هذه النظرية هو الكاتب والشاعر والمخرج الألمانى برتولت بريشت.
كسر الحائط الرابع: هي حالة يتم فيها انتهاك اتفاقية الأداء هذه- وهى التي تم تبنيها بشكل عام في الدراما- يمكن القيام بذلك إما من خلال الإشارة مباشرة إلى الجمهور أو المسرحية على أنها مسرحية أو خيال الشخصيات- كما في حالة ممثل يدخل في كلامه إشارة إلى أن ما يتم على المسرح هو تمثيل أو يتبادل الممثل الحديث مع الجمهور- إن التوقف المؤقت للاتفاقية بهذه الطريقة يلفت الانتباه، وهو ما شهدناه في تاريخ المسرح الكوميدى المصرى الخاص من خلال حالات الخروج عن النص في مسرحيات عادل إمام ومحمد صبحى وسمير غانم ومحمد نجم.
وهو ما حدث في الجزء السادس من «الكبير أوى» وتحديداً في مشهد مقابلة هجرس مع محمد سلام في مهرجان المزاريطة، حيث يجرى الفنان محمد سلام- صاحب شخصية هجرس- حوارا على هامش فعاليات مهرجان المزاريطة السينمائى مع الشخصية المؤداة -هجرس- ليبدى امتعاضه مما حدث له بسبب تشابههما سويًا، ويسأله هجرس ما هي الشخصية التي أداها في بداياته أثرت مع الناس وأصبحت علامة في مسلسل ظهر منه 6 أجزاء في إشارة لشخصية هجرس ومسلسل الكبير أوى، ينكر سلام كلامه وينفعل عليه ويرحل في النهاية، ليقول له هجرس: «أنا اللى عملتك على فكرة».
هذا التجديد والخيال وكسر التابوهات الذي حدث في الجزء السادس جعله من أهم وأفضل أجزاء المسلسل ولا نبالغ إذا قلنا إن الجزء السادس من «الكبير أوى» من أفضل الأعمال في تاريخ المسلسلات الكوميدية.
ليعود مكى بعد «الكبير أوى 6» مكتسحاً ومتفوقاً ومجدداً ومتسامحاً مع نفسه ومع زملائه الجدد، يعطيهم مساحات كاملة في عمله، ويفرش لهم الإفيهات، ليؤكد على أنه ليس ممثلاً ومخرجاً وكاتباً ممتازاً، بل أستاذ صاحب أسلوب خاص، ومدرسته- بالشراكة مع المخرج أحمد الجندى- ساهمت في تلميع مواهب كثيرة بداية من محمد سلام وهشام إسماعيل وبيومى فؤاد حتى رحمة أحمد وحاتم صلاح وعبدالرحمن ظاظا.
إفيهات لازم تضحكك
الفنان أحمد مكى
كبر الجى وروق الدى «مرجان أحمد مرجان»
يقطع النت على النتيت على اللى هيتنتتوا عليه «طير إنت»
أنا صح أنا صح «طير إنت»
جزرة وقطمها جحش «الكبير أوى»
عندهم فريسكا زينا «لا تراجع ولا استسلام»
هنا سأسكت قليلًا احترامًا وتقديرًا لهذا الجميل «الكبير أوى»
يا صلاة العيد «لا تراجع ولا استسلام»
ميسى يا معلّى حسى «الكبير أوى»
ده باينه هيبقى مرار طافح «الكبير أوى»
همسكك السلك عريان «الكبير أوى»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.