لاشك أن الفنان أحمد مكي نجم كبير وله قاعدة جماهيرية عريضة، وبرع في تجسيد الأدوار الكوميدية التي زادت من شعبيته، لكنّ استمراره في استنساخ الشخصيات وتقديم نفس الأدوار مع تغيير الأحداث، يطرح سؤالاً مهماً هو: متى يرى الجمهور أحمد مكي في شخصيات جديدة غير "الكبير وحزلئوم وجوني وإتش دبور"؟. تلك الشخصيات التي نجح في أدائها واستثمر هذا النجاح في تقديمها في أكثر من عمل فني، وهل يمكن أن يتعرض لنفس النقد الذي تعرّض له الفنان محمد سعد عندما استنسخ شخصية اللمبي في عدة أفلام؟، أم أن براعته في أداء هذه الأدوار تجعل الجمهور متمسكاً بها، خاصة أن استغلال نجاح الشخصيات أمر برع فيه عدد من نجوم الزمن الجميل مثل الفنان فؤاد المهندس الذي قدّم شخصية "مستر إكس" في أكثر من فيلم، وكذلك سلسلة أفلام "إسماعيل ياسين في.." التي قدمها الفنان الراحل في عدة أفلام ناجحة. استثمار نجاح الشخصيات لم يكن أمراً جديداً على مكي، فقد كانت بدايته الفنية بشخصية "إتش دبور" بمسلسل "تامر وشوقية" والتي حققت نجاحاً جعل الفنان عادل إمام يرشحه لأداء نفس الشخصية بفيلم "مرجان أحمد مرجان" وبعدها قرر مكي استغلال ما حققته هذه الشخصية من نجاح بتقديم فيلم "إتش دبور"، وعندما قرر تقديم فيلمه الثاني "طير إنت" الذي تميّز فيه بتقديم سبع شخصيات مختلفة كان "دبور" واحداً منها أيضاً، كما قدم بالفيلم شخصية "الكبير" ونظراً لما لاقته من قبول لدى الجمهور قرر استثمارها في بطولته التليفزيونية الأولى والأخيرة حتى الآن بمسلسل "الكبير أوي" حيث ظلّ مكي يقدم هذه الشخصية على مدار خمس سنوات، وفي أحد أجزاء المسلسل قرر زرع شخصية "حزلئوم" بعد ما حققته من نجاح في فيلم "لا تراجع ولا استسلام". مكي فنان موهوب وبداخله طاقات فنية ينبغي استغلالها في شخصيات وأدوار جديدة لأن الفنان هو الذي يصنع الكاركتر وليس الكاركتر هو الذي يصنع الفنان، فعليه أن يخرج من عباءة هذه الأدوار بتقديم لون درامي مختلف أو مسلسل جديد لا يمثل فيه أمام نفسه لأن "الكبير" هو البطولة الوحيدة التي قدمها في الدراما بخمسة أجزاء، فهل يفكر مكي في عمل درامي جديد ومختلف لرمضان القادم، أم سيظل يعيش في جلباب الكبير؟.