يتعامل أحمد مكى مع شخصية «الكبير أوى» على أنها تميمة حظه، إنه الكاركتر الذى لا يخطأ.. يذهب الرجل هنا وهناك، يطير إلى الفضاء مع فريق «سيما على بابا» ثم يدخل مغامرة أخرى فى «سمير أبو النيل»، ويلف ويدور ثم يعود لمسلسل «الكبير أوى» وفور انتهاء الحلقات يؤكد فريق العمل أنه لا يوجد جزء جديد للمسلسل، وأن هذا هو الظهور الأخير، لكن مكى لا يستطيع مقاومة النجاح المضمون، ويتراجع فورا، ويعود بيوميات كَفر المزاريطة مرة أخرى. سوف يظل أحمد مكى مدينا لفيلم «طير إنت» الذى عرض عام 2009، وشهد ظهرو شخصية الكبير للمرة الأولى، ومن وقتها ومكى يستغل نجاحها استغلالا محمودا أثبت جدواه، على مدار الأعوام الماضية، فهى الشخصية التى ثبت أنها لا تخيب، ولها مفعول السحر على مشاهدى الدراما، حتى لو فقدت الشخصية شيئا من بريقها هذا الموسم. ذكاء أحمد مكى فى التعامل مع الجمهور لم يمنع أن تخيب بوصلته فى بعض الأوقات، لكن هذا الذكاء مثلا هو ما جعله يستعين بمجموعة جديدة من الكتاب الشباب فى الجزء الثالث من المسلسل، وهذا الذكاء أيضا هو ما جعله أيضا يستعين بشخصية «حزلئوم» التى ظهرت فى فيلمه «لا تراجع ولا استسلام.. القبضة الدامية» قبل ثلاثة أعوام جنبا إلى جنب مع الكبير وجونى، وذلك لأن الشخصيتين أوشكتا على فقد رصيدهما من الإفيهات. فلم يعد هناك جديد، وحزلئوم يبدو أكثر طزاجة، ويمكن للشخصية أن تعيش موسما آخر جديدا. أيضا مكى هو من اختار أن يتعامل مع مخرج جديد. إذن فهو يغير الفريق، ولكنه يتمسك بنجاح الشخصية، وما حولها من شخصيات مساعدة وهذا ليس عيبا، فالجمهور الواقع فى غرام المسلسل يغفر له مستوى بعض الحلقات التى تأتى دون المتوقع، فالجمهور حينما يجد أمامه حلقة تقل كثيرا عن أمنياته، ولا توازى حرارة انتظاره. يتذكر أن الرجل حينما ظهر بالمسلسل للمرة الأولى عام 2010 صنع حالة جديدة جدا من الكوميديا. وكان من أهم مفاجأة مضحكة سارة فى هذا الموسم، والموسم الذى يليه، وهو الآن أيضا لم يتزحزح عن مكانته إلا قليلا. مكى من الممثلين القلائل الذين ينجحون فى تنفيذ «الكاركترات»، لا أحد مثلا يمكنه أن ينسى هيثم دبور التى قدمها مكى فى سيت كوم «تامر وشوقية» عام 2007، وعام 2008، وقدمها أيضا فى فيلم آخر حمل اسم الشخصية «إتش دبور»، وفى فيلم «مرجان أحمد مرجان» مع عادل إمام، أيضا جميع شخصيات فيلم «طير إنت» مختلفة، ومضحكة، وسوف تظل هكذا سنين طويلة، بالإضافة إلى الثلاثى جونى وحزلئوم. يعرف مكى جيدا كيف يرتدى الشخصية بشكل كوميدى وتبدو جميع إكسسواراتها ولازماتها وإيفيهاتها تشبهه، مهما تناقضت الشخصيات. لا أحد ينكر أن أحمد مكى صنع خطا باسمه للكوميديا فى مصر، وجعل كبار عتاولة المهنة يحاولون أن يكتشفوا ماذا فعل هذا الشاب كى يستحوذ على كل هذا الجمهور فى وقت قياسى، فلا شىء أكثر من الشعور بالخطر يحرك الفنان، فنجوم الكوميديا الكبار تحركوا حينما شعروا أن هناك من يهدد بقاءهم، وبدؤوا فى البحث عن ماهو مبتكر بعد ظهور مكى، ومع زميل كوميديا الاختلاف أحمد حلمى. الحلقات الجديدة من الجزء الثالث من «الكبير أوى» لا تسير على وتيرة واحدة، تصعد وتهبط، كما هى عادة تلك النوعية من المسلسلات، فمن الصعب فى زمن «الفيسبوك» و«تويتر»، وسيل الإفيهات الذى يفجره رواد الموقعين يوميا أن يجد أهل الكوميديا جديدا يقدمونه بشكل يومى يجارى سرعة من يطلقون إفيهات على مواقع التواصل الاجتماعى، فالجمهور أصبح أكثر تطلبا، والمهنة تزاد صعوبة، لكن برغم كل هذا لا أحد يمكنه أن يقاوم مرح عائلة الكبير، وحاشيته.