ربما ما يميز المنتج محمد السبكى أنه متصالح مع نفسه حيث يدرك أن ما يقدمه من سينما مجرد ابتذال وعك له جمهور ومعجبين، وأيضا له مردود من ملايين الجنيهات التى تجنيها أفلامه فى شباك التذاكر، وما دام الأمر هكذا فهو يفعل ما يحلو له ولا يحلو لنا، يفرض رؤيته على كل كبيرة وصغيرة فى أفلامه حتى يتراجع دور المخرج والكاتب والممثل تقريبا، ويفرض تركيبته فى كل فيلم من عدد الأغانى والرقصات والإفيهات عن سود البشرة والبدناء والأقزام وغيرها من الإفيهات العنصرية التى انقرضت من قاموس الكوميديا فى العالم، يفرض نفسه كممثل فى أفلامه حتى إنه يكاد يكون المنتج الوحيد فى العالم الذى يصر على الظهور فى أى لقطة فى أفلامه، لم يفعل هذا إلا مخرج أفلام الإثارة الشهير ألفريد هيتشكوك، وكان يظهر كومبارس غير ناطق بعكس السبكى الذى يمثل ويلقى الإفيهات فى كل فيلم من أفلامه، ورغم كل ذلك فهو على الأقل لا يدعى أنه يصنع كلاسيكيات سينمائية عظيمة. وحينما ظهر فى إحدى حلقات المسلسل الكوميدى «الكبير أوى» فى موسمه الثالث لم يجد أدنى إهانة فى المشهد الساخر الذى قدمه كضيف شرف وسخر فيه من شخصيته كمخرج أفلام هابطة فنيا، وقد حظى السبكى فى هذه الحلقة بأكبر مساحة تمثيل قدمها فى أى فيلم من الأفلام التى أنتجها بنفسه، لم يظهر كعادته فى لقطة عابرة أو اثنتين بل فى جزء كبير من الحلقة المفترض أن أحداثها تدور فى أمريكا، حيث يعتاد محمد السبكى أن يظهر فى مشهد أو اثنين من الأفلام التى ينتجها، مثلا ظهر فى «اللمبى»، فى شخصية الرجل الوحيد الذى حضر ليقدم واجب العزاء فى والد «بخ» صديق اللمبى الشخصية التى قدمها حسن حسنى، ويكتشف ثلاثتهم أن المعزى الوحيد جاء خطأ، ومشهد آخر فى فيلم «عمر وسلمى» حينما ظهر أستاذا جامعيا وتنشب مشادة بينه وبين الطالب عمر تنتهى المشادة بطرده من المحاضرة، وغيرها من المشاهد التى مرت فى أفلامه، والتى دائما ما تحمل طابعا ساخرا ومحاولة أن يكون الرجل والموقف كوميديا. . والمشهد الذى ظهر به السبكى يصور شخصية جونى شقيق العمدة التى يجسدها أحمد مكى، وقد ذهب إلى هوليوود بعد نجاحه فى مسابقة تمثيل ليقوم ببطولة فيلم «تيتانيك» الشهير أمام النجمة كيت وينسليت، ويقوم بإخراج الفيلم جيمس كاميرون، وفى محاكاة ساخرة يجد جونى أمامه السبكى مخرجا ومنتجا بدلا من كاميرون، وأمام فتاة شديدة البدانة بدلا من بطلة الفيلم كيت وينسليت، وما دام المنتج والمخرج سبكى فمن الطبيعى أن تتحول أغنية سيلين ديون الشهيرة المصاحبة لمشهد وقوف البطل والبطلة على مقدمة السفينة إلى رقصة شعبية مبتذلة، ومهرجانات مع كل توليفة أفلام السبكى المعروفة بركاكتها وسوقيتها. ومن بين إفيهات المشهد محاكاة ساخرة من مشهدين لن يفهمهما إلا من شاهد الفيلم كاملا، مشهد الإسكتش العارى الذى رسمه البطل للبطلة، ومشهد اللقاء الحميم بينهما فى سيارة بمخزن السفينة، والمشهدان لعبا على بدانة البطلة وافتقارها إلى الجمال حيث تحولت هذه المشاهد من مشاهد رومانسية حالمة إلى ما يشبه المصارعة بين الاثنين. المسلسل ما زال فى بدايته وبعد أن أصبحت شخصية العمدة الكبير وزوجته أقل جاذبية ولم يعد هناك جديد يقدمانه، أصبحت القصص الجانبية التى يقدمها ضيوف الشرف وسيلة للحفاظ على الكوميديا فى العمل حية فى الحلقات، ولعل تراجع الشخصيات الرئيسية جعل إضافة شخصية حزلؤوم التى قدمها مكى فى فيلم «لا تراجع ولا استسلام» ضمن شخصيات المسلسل ميزة كبيرة للعمل، جعلته أكثر جاذبية ومصدرا لكثير من الكوميديا والقفشات بسبب غبائه الشديد وتسببه فى كثير من الحوادث المضحكة.