«كالشَمس للدنيا وكالعافية للناس»..سيرة الإمام الشافعي العاشق لمصر بين مسلسلات رمضان (تقرير)

يعرض في رمضان المقبل مسلسل سيرة الإمام للنجم خالد النبوي، ضمن سباق مسلسلات رمضان 2023، إذ يتناول سيرة الإمام الشافعي، والذي لديه مكانة كبيرة عند المصريين.
«المصري اليوم» تستعرض أبرز المعلومات عن الإمام الشافعي وكيف احتل مكانة كبيرة في نفوس المصريين.
من هو الإمام الشافعي؟
هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبديزيد بن هشام بن المطلب بن عبدمناف بن قصي الشافعي، ولد في غزة وتوفى والده في طفولته فعاش يتيمًا، وتعلم الرماية وبرع فيها وبمرور سنوات عمره تعلم وأجاد اللغة العربية وعلوم الدين وخاصة الفقه حتى أصبح من أهم علماءه.
رحلة الإمام الشافعي في طلب العلم:
هاجر الإمام الشافعي إلى المدينة المنورة طلبًا للعلم عند الإمام مالك بن أنس، ثم ذهب إلى اليمن وعمل فيها، ثم ذهب إلى بغداد سنة 184 ه، فطلب العلم فيها عند القاضي محمد بن الحسن الشيباني، وأخذ يدرس المذهب الحنفي، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز (المذهب المالكي) وفقه العراق (المذهب الحنفي). ثم عاد الشافعي إلى مكة وأقام فيها تسع سنوات تقريبًا، وأخذ يُلقي دروسه في الحرم المكي.
المذهب الشافعي:
قدم الإمام الشافعي بغداد للمرة الثانية في سنة 195ه، وقد قدم طريقة في الفقه لم يسبق بها، وجاء حيث لا ينظر إلى الفروع يفصِل أحكامَها وإلى المسائل الجزئية يفتي فيها فقط، بل جاء وهو يحمل قواعد كلية، أصَّل أصولها، وضبط بها المسائل الجزئية، فقد جاء إذن بالفقه علمًا كليًا لا فروعًا جزئيةً، وقواعدَ عامةً لا فتاوىً خاصةً، فرأت فيه بغداد ذلك، فذهب إليه العلماء والمتفقهون، وطلبه المحدثون وأهل الرأي جميعًا. وفي هذه القدمة ذُكر أنه ألف لأول مرة من كتاب الرسالة الذي وضع به الأساس لعلم أصول الفقه
دون الإمام الشافعي مذهبه في ثلاث بلدان على ثلاث مراحل وهذه البلدان هي مكة المكرمة، بغداد، مصر.
رحلته إلى مصر:
وعندما أراد الإمام الشافعي الارتحال إلى مصر قال هذه الابيات:
لقد أصبحتْ نفسي تتوق إلى مصرِ ومن دونها قطعُ المهامةِ والقفرِ
فوالله ما أدري، أللفوزُ والغنى أُساق إليها أم أُساق إلى القبرِ
قدم الشافعي مصر سنة 199 وقد روي عن الربيع بن سليمان أنه قال: وقال لي يومًا (يقصد الشافعي): «كيف تركت أهل مصر؟»، فقلت: «تركتهم على ضربين: فرقة منهم قد مالت إلى قول مالك، وأخذت به واعتمدت عليه وذبت عنه وناضلت عنه، وفرقةٌ قد مالت إلى قول أبي حنيفة، فأخذت به وناضلت عنه»، فقال: «أرجو أن أقدم مصر إن شاء الله، وآتيهم بشيء أشغلهم به عن القولين جميعًا».
عندما هبط الشافعي على مصر وجد أهلها ينقسمون بين مذهبين فبعضهم على مذهب أستاذه مالك والبعض الآخر على مذهب أبى حنيفة فعلت همته وارتقى طموحه إلى أن ينشغل المصريون بمذهب مختلف يجمع حسنات المذهبين ولا يزال الكثير في مصر حتى يومنا هذا يتبعون مذهب الشافعى.
ذكاءه وورعه:
بجانب كونه صاحب علم وأخلاق شديدة الاحترام والتهذيب عرف عن الإمام الشافعي أنه شديد الذكاء، بجانب ورعه وتقواه حيث كان يختم القرآن مرتين في رمضان، كما أنه كان فطن وسريع البديهة ولديه أسلوب خاص في محاورة المختلفين معه.
ومن أهم مؤلفاته كتاب الرسالة، وهو أول كتاب كُتب في علم أصول الفقه. كتاب جماع العلم. كتاب إبطال الاستحسان. كتاب أحكام القرآن.
وفاته:
اشتد المرض على الإمام الشافعي في أيامه الأخيرة وقد سأله أحدهم عن مرض موته فقال هذه الكلمات :«أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مُفارقاً، ولسوء فعالي ملاقياً، وعلى الله وارداً، ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها، أو إلى النار فأعزيها» ثم قال هذه الابيات :
«ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت الرجا من نحو عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك
ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
تجود وتعفو منة وتكرما
فإن تنتقم مني فلست بآيس
ولو دخلت نفسي بجرمي جهنما
فلولاك لم يغو بإبليس عابد
فكيف وقد أغوى صفيك آدما
وإني لآتي الذنب أعلم قدره
وأعلم أن الله يعفو ترحما».
ودفن الإمام الشافعى في ضريحه بعد أن صلت عليه السيدة نفيسة حسب وصيته وكان يجلها ويحترمها ويسألها الدعاء.