الحقيقة العلمية لظهور اللون الأزرق بالسماء وقت الزلازل؟..«البحوث الفلكية» توضح

عاش أهالي الإسكندرية واللاذقية في سوريا، مساء أمس، حالة من الذعر بعد ظهور لون أزرق غريب في السماء، تزامنًا مع الزلزال الذي شعر به سكان مصر وسوريا، إضافة إلى أن ظاهرة البرق الأزرق النادرة رافقت أيضًا الزلزال الذي ضرب تركيا الليلة الماضية.
بعد الزلزال الذي ضرب تركيا، شارك بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر ضوءًا أزرق في السماء قبل الزلزال مباشرة.
تسبب الضوء الأزرق المرافق للزلزال، والمعروف أيضًا باسم «تلألؤ الترابط»، والذي تمت رؤيته لأول مرة في تركيا، في حالة من الذعر بين المواطنين قبل الزلزال.
كان هناك صوتا خفيفا في البداية، ثم ظهر ضوء أزرق في السماء. كان الصوت يعلو ويعلو مع الاهتزاز العنيف.
مشهد من هاتاي في تركيا يوضح ظاهرة البرق الزلزالي
كما تظهر قوة الزلزال
اللهم لطفك يارب #زلزال_شرق_المتوسط #زلزال_ترکيا_وسوريا #البرق_الزلزالي pic.twitter.com/crjUzlPbzZ
— Fādi Al Sham (@fadi_al_sham) February 20، 2023
ما هو ضوء الزلزال الذي شوهد في تركيا قبل هزة قوية؟
قال رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية المصرية، شريف الهادي، إن البرق الزلزالي أو أضواء الزلازل الزرقاء أو الشفق الزلزالي هي مسميات لظاهرة علمية معروفة شاهدنها وحدثت بعد زلزال تركيا وسوريا المدمر.
وأوضح أن البرق الزلزالي ظاهرة طبيعية تحدث بعد حدوث الزلازل الكبيرة، حيث تخرج الشحنات الكهربائية من باطن الأرض وتصعد إلى السماء محدثة ظاهرة البرق الزلزالي الأزرق، وأن تلك الظاهرة لا تأتي قبل الزلزال ولكن بعده.
حقيقة ظهور ضوء أزرق في سماء الإسكندرية
كشف الدكتور جاد القاضى رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، حقيقة ظهور ضوء أزرق في سماء الإسكندرية أمس الإثنين عقب زلزال تركيا.
قال «القاضي»، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية مفيدة شيحة، مقدمة برنامج الستات، المعروض عبر قناة النهار وان، مساء اليوم الثلاثاء، إن هذا الأمر حدث بالفعل ولكن ليس له أي علاقة بأي زلزال ضرب المنطقة خلال الفترة الأخيرة، مضيفًا أن المركز يتابع كل تفاصيل تظهر على السوشيال ميديا.
وأوضح أن ظهور اللون الأزرق في سماء الإسكندرية كان نتيجة لحفل أقيم هناك، متابعًا أن ليس له علاقة بأي ظهور لكائنات فضائية، أو لزلزال تركيا وسوريا.
أضواء الزلازل عبر التاريخ
تم الإبلاغ عن الضوء الأزرق الذي ظهر في السماء قبل الزلزال في بلدان مختلفة من قبل، كما شوهد الضوء الأزرق في السماء عقب زلزال المكسيك بقوة 7.1 درجة، والذي وقع في سبتمبر من عام 2021، إضافة إلى ذلك، في الزلزال الذي بلغت قوته 8.1 درجة في عام 2017، حيث ظهر الضوء الأزرق في السماء مرة أخرى في المكسيك.
تم توثيق هذه الأضواء، منذ القرن السابع عشر، وفقًا لتقرير جمعية رصد الزلازل الأمريكية بشكل عام، حيث يمكن ملاحظتها في أقل من 0.5٪ من الزلازل ومدتها عادة جزء من الثانية.
ما هو ضوء الزلزال؟
تسمى الظواهر مثل البرق، كرات الضوء والومضات المستمرة، التي يتم الإبلاغ عنها بالاقتران مع الزلازل، بالأضواء الزلزالية (EQL).
يختلف الجيوفيزيائيون حول مدى اعتقادهم بأن التقارير الفردية عن الإضاءة غير العادية بالقرب من وقت ومركز الزلزال تمثل حقًا EQL. يشك البعض في أن أيًا من التقارير تشكل دليلًا قويًا على EQL، بينما يعتقد البعض الآخر أن بعض التقارير على الأقل تتوافق بشكل معقول مع EQL.
اكتشف فريدمان فرويند، أستاذ الفيزياء الزائر في جامعة ولاية سان خوسيه وكبير الباحثين في مركز أبحاث أميس التابع لوكالة ناسا، في عام 2001 أن تلألؤ الاحتكاك يرجع إلى حقيقة أن الصخور يمكن أن تصبح أشباه موصلات خلال حركة تالية.
تساءل فرويند ومعاونيه عما إذا كانت «أضواء الزلزال» ناتجة عن شحنة كهربائية ناتجة عن نوع معين من الصخور تحت ضغط تكتوني كبير«.
ويقول فرويند: «عندما تنتقل موجة زلزالية قوية عبر الأرض، فإنها تضغط الصخور بضغط وسرعة كبيرين، ما يخلق ظروفًا يتم في ظلها توليد كميات كبيرة من الشحنات الكهربائية الموجبة والسالبة. يمكن لهذه الشحنات أن تنتقل معًا لتصل إلى ما يسمى بحالة البلازما، والتي يمكن أن تنفجر وتطلق في الهواء .
وأوضح فرويند لمجلة ناشيونال جيوغرافيك، أن الشحنات يمكن أن تتحد وتشكل نوعًا من الحالة الشبيهة بالبلازما، والتي يمكن أن تنتقل بسرعات عالية جدًا وتنفجر على السطح لإنتاج تصريفات كهربائية محمولة جوًا .
وفقًا لمتخصصين من جامعة روتجرز في الولايات المتحدة، تسمى هذه الظاهرة «أضواء الزلزال» أو تلألؤ الاحتكاك، يُعتقد أنه ناتج عن تمزق واحتكاك الصفائح الأرضية، والتي تولد طاقة كهربائية تنطلق إلى السطح بسرعة كبيرة وقوة.
كيف تتشكل أضواء الزلازل؟
صرح مسؤول ناسا أنه تم إجراء تحقيقات في هذا الشأن، لكن لم يتم التوصل إلى حل نهائي. لكن العلماء لديهم بعض التخمينات حول هذه الأضواء:
*بلورات الصخور البركانية لها عيوب طفيفة، يتم سحقها وتلفها بسبب الإجهاد القوي أثناء النشاط الزلزالي، وتتكسر روابط البيروكسجين، المؤينة لأنيونات الأكسجين. ترتفع هذه الأيونات عبر الشقوق في الصخور ثم تنتشر في الغلاف الجوي، مؤينة الهواء وتخلق بلازما متوهجة.
*سيؤدي التدمير المحلي للحقل المغناطيسي للأرض أو الغلاف المتأين في منطقة الإجهاد التكتوني إلى تأثير توهج، أو ينتج عن الإجهاد التكتوني تأثير كهرضغطية، وعندما يتم ضغط الصخور الحاملة للكوارتز بطريقة معينة، فإنه ينتج عنه توهج قوي «الجهد الكهربي» إذ يتم إطلاق هذا الجهد في الهواء، مؤينًا الهواء ويصدر ضوءًا كهربائيًا لامعًا يسمى مبدأ التلألؤ الاحتكاري.
متى تظهر أضواء الزلزال؟
أضواء الزلازل ليست شائعة. تحدث عادة قبل أو أثناء الزلازل الكبيرة ولكن يمكن أن تظهر قبل عدة أسابيع.
أضواء في السماء أثناء الزلازل في السنوات الأخيرة
كان الضوء الأزرق الذي ظهر في السماء قبل الزلزال قد شوهد في بلدان مختلفة من قبل. تم توثيق أضواء الزلازل لعدة قرون خلال الزلازل في أجزاء مختلفة من العالم. هؤلاء هم بعض المسجلين في السنوات الأخيرة:
-بيرو، 15 أغسطس 2007
-تشيلي، 27 فبراير 2010
-المكسيك، 7 سبتمبر 2017
-المكسيك، 7 سبتمبر 2021