حارس جراج يسرق «توك توك» ويقتل صاحبه في حلوان: «قاللي يا حرامي» (فيديو وصور)

أيقظته صرخات النسوة، وطرقن باب بيته «إلحق.. إلحق»، ولما خرج يستطلع ما دار أمام باب منزله، شاهد «سعد»، حارس جراج، «رافع حديدة بإيد وبالتانية ماسك سكينة»، ويطلق صيحته: «قتلتلك ابنك، موته ولو قربت هموتك».
بندفع أقساط 2150 جنيه شهريًا والتوك توك كان بيصرف على البيت
لم يستوعب «على» المشهد المأساوى، يحكيه كأنه حدث توًا: «جريت على بيتى تانى، جبت شومة ضربت سعد على إيده، لقيت الناس ماسكه فىّ وبيقوللى: هتضيع حق ابنك لو موته بإيدك»، وحين توجه ناحية الابن «إبراهيم»، وجده جثة هامدة: «ضهرى اتكسر، وكان عندى 3 رجالة، خد منهم واحد اللى كان بيصرف علينا».. والد المجنى عليه يرددها متألمًا: «كنّا راكنين التوك توك عنده بجراجه في حلوان، فوجئنا أنه سرقه ورافض يرجعه لنا، وده كان مصدر أكل عيشنا الوحيد وهو اللى فاتح بيتنا».
وجد «إبراهيم» وأسرته أنفسهم داخلين في كارثة، حين أبلغه شقيقه الأصغر «كريم»: «كنت رايح الجراج أجيب التوك توك، لقيت سعد بيقولى: ده أخوك خده الفجر»، حسب رب الأسرة: «قلنا لحارس الجراج إن كلامه ليس صحيحًا، وعاوزين التوك توك بتاعنا»، يقول: «بندفع أقساط 2150 جنيه شهريًا، وابنى إبراهيم كان بيشتغل عليه وبيصرف على البيت هو وأمه، لأنى شايل 4 فقرات من ضهرى وأصبحت عاجزًا عن العمل».
ده أكل عيش أسرة يا عالم
الأهالى تجمعوا على أصوات تشاجر أسرة «إبراهيم» مع «سعد»، ودارت الخلافات بينهما نحو 3 أسابيع، وانتهت بقراءة الفاتحة على عدم تعرض أحدهما للآخر، والد الأول يحكى: «اتفقنا إننا هنروح لراجل يعمل لنا كلنا بشعة، وهى وضع سكين ساخن على ألسنتنا، بعد اتهام مالك الجراج لنا بالكذب وسرقتنا ل(التوك توك) مع واحد جارنا، وكانت مشكلتنا إننا لسنا قادرين على دفع المبالغ المالية للمحكم العُرفى، وبعد خلاف طويل قرر أحد الميسورين دفع الفلوس لنا لحين إظهار الحق، ولكن جارنا المشتبه به من قبل سعد رفض الموضوع برمته ودفع أي أموال، لتتعقد المشكلة من جديد».
وقف «سعد» وسط الناس يردد: «كده محدش له عندى حاجة»، ووالد «إبراهيم» يمسك به «إزاى يا عم، إحنا لينا (توك توك)!»، ليقول له: «اللى هيجى علىّ هتعامل معاه»، لتدور مشاجرة استعان فيها الأخير بأقاربه لكنهم اعتدوا على صديق لسائق التوك توك «طلعوا له البيت وسحلوه، لأنه كان بيقول: ده أكل عيش أسرة يا عالم، ومش هيلاقوا ياكلوا».
باغته ب6 طعنات بسكين
ليس هناك خيار أمام «إبراهيم» سوى أن يعمل للإنفاق على أسرته، يقول والده: «كان شغال مع تجار حديد خُردة، لأن أخوه الأكبر ظروفه على قدها، وابنى الصغير مُصاب بإعاقة بصرية بإحدى عينيه، ويعاون والدته التي تعمل لتسيير بيتنا وتجهيز ابنتا فاطمة»، يصمت قليلًا يجفف دمعه: «كنت نائم وعبده صاحب ابنى نادى عليه ليتوجها للعمل، وما إن خرج له حتى باغته سعد ب6 طعنات بسكين، وصديقه خاف يحوش عنه لتهديد الجانى له وللأهالى: اللى هيقرب هيموت، وواحدة ست حاولت الاقتراب لما شافت المتهم ماسك رأس ابنى هيفصلها عن جسمه».
تحتضن أم المجنى عليه صورته المحاطة بالكعبة ووسطها دعوات بالرحمة: «المتهم لم يترك لنا فرصة لحل الخلاف معاه، كان يتربص بابنى وبيراقبه وكنت أقول له: ملكش دعوة بيه، وأهل المتهم عارفين إنه سرق التوك توك وجاب بفلوسه مخدرات يتعاطاها من عرق جبينا، وبيقولوا لنا عندكم حق، في الوقت نفسه يقولون: لو حد اتخانق معاه مش هنسكت له!»، تضيف: «ابنى كان متضايق وخايف لأنى كاتبة كمبيالات باسمى واسم بنتى، وممكن نتحبس، وحاليًا لا نستطيع السداد، وما جرى لنا موت وخراب ديار».
المنطقة محل الجريمة مكونة من منازل ذات طابق واحد بسيط ومعروش بالأخشاب، ويحاط بها الكلاب والقمامة، ووسطها كان الجراج الذي كان يركن به «إبراهيم» ال«توك توك»، وعقب الجريمة اختفت عائلة المتهم الذي ألقى القبض عليه واعترف بارتكابه الواقعة: «قتلته علشان بيقوللي يا حرامي».