وصلت ل1400 تابع.. متى تنتهي الهزات الارتدادية لزلزال تركيا وما تأثيرها؟

لا تزال الهزات الارتدادية الناتجة عن زلزال تركيا المدمر الذي ضربها في الساعات الأولى من صباح الاثنين الماضي، مستمرة حتى اليوم، والذي راح ضحيته أكثر من 26 ألف شخص حتى الآن في تركيا وسوريا وتواصل جهات الإنقاذ البحث عن ناجين واستخراج جثث الضحايا.
وكان آخر الهزات الأرضية التي شهدتها تركيا، صباح اليوم في مدينة غازي عنتاب جنوبي البلاد، والتي كانت بقوة 4.5 ريختر، بالتزامن مع اقتراب الزلزال من إتمام الأسبوع من وقوعه، وأودى حتى الآن بحياة أكثر من 26 ألف قتيل في تركيا وسوريا وأدى لإصابة أكثر من 88 ألف مصاب، في أحدث حصيلة للضحايا لكنها حصيلة غير نهائية.
توابع زلزال تركيا
وقال الدكتور شريف عبدالهادي، رئيس قسم الزلازل بمعهد البحوث الفلكية، إن عدد الهزات الارتدادية بعد زلزال تركيا الأساسي وصل إلى 1400 هزة ارتدادية، وجميعها متفاوتة الشدة بينهم نحو 30 زلزال بقوة 5 ريختر، وعشرات الزلازل فوق 4 ريختر، مضيفا أنه من المتوقع أن تستمر تسجيل الهزات الارتدادية ولكن بحدة أقل لفترة زمنية قد تصل إلى شهور.
وأوضح في تصريح ل«المصري اليوم»، أنه تم إجراء إحصائية للهزات الارتدادية لزلزال تركيا، ووجدت أن الهزات قلت في عددها وقوتها أيضا، بأكثر من النصف في العدد والقوة، مضيفا أنه لا يتم تسجيل هزة أرضية بقوة 5 ريختر إلا قليل جدا، وبالتالي فالمنحى بدأ في الانخفاض في اتجاه أن تخمد قوة الأرض لتعود إلى وضعها الطبيعي.
وأشار إلى أن في حالات الزلازل الكبرى كزلزال تركيا ستستمر الهزات الارتدادية لكنها ستكون بحدة أقل، فتنخفض من ثلاثين هزة أرضية في اليوم على سبيل المثال إلى 10 هزات إلى أقل حتى تنتهي، مضيفا أن تلك الهزات طبيعية وتحدث على فترات متباعدة حتى تعود الأرض لوضعها الطبيعي، لكنها حتى الآن معرضة لهزات ارتدادية إلا أن حدتها انخفضت بدءا من اليوم الثالث للزلزال.
ولفت إلى أنه لا يوجد مدى زمني لعودة الاستقرار مرة أخرى، فقد يحدث زلزال واحد بدون أي توابع، وقد يبدأ الزلزال وينتهي وتستمر الهزات الارتدادية لعدة أيام أو شهر، فهي أمور متغيرة من مكان لمكان وحسب طبيعة الأرض ولا يتحكم فيها إنسان، مشيرا إلى أنه في الغالب تحدث هزات ارتدادية تقل في الحدة مع الزمن، وبالنسبة لزلزال تركيا فبدأت الهزات في التراجع مع الوقت.
وأكد أن الفالق أو الصدع الذي حدث في الزلزال تحرك بنحو 3 متر في اتجاه غرب تركيا، وما يقال عن تحرك الدولة نفسها فهو كلام غير علمي ولا وجود له ونفاه العلماء، مضيفا أن ما حدث هو أن الفالق تعرض لإزاحة بنحو 3 متر وهو أمر يحدث في جميع الزلازل في العالم، فهناك علاقة بين طول الفالق وقوة الزلزال وكمية الإزاحة بسببه بالمتر، فعادة ما تسبب الزلازل بقوة 6 ريختر لإزاحة بنحو متر أو متر ونصف، أما زلزال بقوة 7 إلى 8 ريختر قد تصل مساحة الإزاحة من 3 ل4 متر.
ولفت إلى أن هذه التحليلات الدقيقة لحركة الفوالق وغيرها ليس لها تأثير على العامة، ولكنها تفيد فيما بعد عند إدخال تلك الإحصائيات في كود المباني، حيث تجري دراسة لكل الزلازل التاريخية لمعرفة أعلى قوة زلزال وبناءا عليه تبنى المباني، مشيرا إلى أن المنطقة النشطة التي تحدث فيها الزلازل فيها فوالق وهي ليست خط مستقيم على الأرض وتمتد مسافات مختلفة ومن المفترض عند البناء تجنب هذه الفوالق النشطة والبعد عنها مسافة آمنة.
زلزال عملاق
ومن جانبه، قال الدكتور رشاد قبيصي، خبير الزلازل، إن حدوث هزات ارتدادية بعد زلزال تركيا أمر طبيعي لأنه زلزال كبير وقد تستمر التوابع لعدة أشهر، لكنها من المتوقع أن تكون أقل بكثير من الهزة الأساسية لن يشعر المواطنين إلا بالقليل منهم والباقي ستسجلهم الأجهزة فقط، مشيرا إلى أنه من المتوقع عدم حدوث هزات قوية كبرى مرة أخرى لكن بعض المباني التي كانت آيلة للسقوط قد تسقط نتيجة الهزة الأرضية.
وأوضح في تصريح ل«المصري اليوم»، أن تركيا واحدة من الدول الأكثر تعرضا للزلازل في العالم وكذلك اليابان والفلبين وإيران، وكان أكبر زلزال وقع تاريخ الكرة الارضية كان في المحيط الهادي أمام تشيلي في أمريكا الجنوبية، وكانت قوته 9.5 ريختر وكان من القوة بمكان أنه تسبب في هزة الكرة الأرضية ككل، مضيفا أن زلزال تركيا الأخير يصنف من الزلازل العملاقة وكذلك الزلزال الذي وقع عام 1999 عندهم.
وأشار إلى أن اليابان والفلبين وإندونيسيا وغيرها تشهد زلزلازل عملاقة، وهذه احتمالات حدوثها تتكرر كل ثلاثة أو أربعة سنوات، لأنها تستهلك كمية طاقة ضخمة.
ضحايا زلزال تركيا
وفي تركيا، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى كثر من 21 ألف قتيل، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن أعمال البحث والإنقاذ في شانلي أورفة أوقفت اعتبارا من الخميس، وبدأت عملية رفع الأنقاض هناك، مضيفا أن الظروف المناخية القاسية تصعب عمليات الإنقاذ لكنها لن تعيق إغاثة المنكوبين.
ووفقا لما أوضحه أردوغان فإن عدد المتضررين من الزلزال في المناطق المنكوبة ومحيطها قد يصل إلى 20 مليون مواطن، موضحا أنه ارتفع عدد القتلى إلى 21 ألفا و43، والمصابين إلى 80 ألفا و97، موضحا أن عمليات الإنقاذ والبحث انتهت في بعض المدن والمناطق المتضررة.