بعد وفاة «عزيز القزم» .. نصائح لتجنب مشاكل التقزم الصحية

بعد وفاة اليوتيوبر السعودى عزيز الأحمد، الشهير ب«عزيز القزم» سيطرت حالة من الحزن على جمهور السوشيال ميديا، وتسآل الكثيرون عن مشاكل النمو التي قد تسبب التقزم والعيوب الوراثية في المخ التي تعوق النمو.
قال الدكتور وجدى سمير، استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة بكلية طب قصر العينى، إن التقزم يعنى أن طول الطفل أقل من طول أقرانه من نفس الفئة العمرية، ويعتبر العامل الوراثى من أهم أسباب الإصابة بالتقزم.
فالعائلة التي تحتوى على أشخاص يعانون من قصر القامة يكون الأطفال لديهم أكثر عرضة للإصابة بالتقزم في هذه الحالة، ومن أهم الأسباب الأخرى سوء التغذية وهو ما يفسر تأخر النمو في العائلات والمناطق الفقيرة، إضافة إلى نقص هرمون النمو أو نقص هرمون الغدة الدرقية.
وأضاف لدليل خدماتى «المصرى اليوم» أن هناك أسبابًا أخرى للإصابة بالتقزم منها نقص وزن الطفل خلال فترة الحمل وبعد الولادة نتيجة لسوء التغذية الأم، والتدخين، وإهمال الرضاعة الطبيعية.
والإصابة بالأمراض المزمنة، إذ إن الطفل المصاب بأمراض القلب أو الفشل الكلوى، أو أمراض الرئتين أو الكبد يعانى من نقص النمو، كما أن تكرار التعرض للعدوى والنزلات المعوية، والإصابة بتشوهات العمود الفقرى من أسباب الإصابة بنقص النمو.
وأوضح وجدى أن هناك أعراضًا مهمة لتشخيص مرض التقزم، إذ يشير صغر حجم الطفل مقارنة بالأطفال الذين في نفس عمره إلى وجود مشكلة في النمو، أما بالنسبة للفحوصات المطلوبة للتشخيص فمن أهمها معرفة التاريخ المرضى للطفل والاستفسار عن وزنه وطوله عند الولادة، وقياس طول الطفل ووزنه لمدة 6 أشهر أو أكثر ووضعها على منحنى النمو.
وهناك فحوصات أخرى مثل تصوير اليد والرسغ بالأشعة السينية، وفحوصات الدم تكشف أيضًا اختلال الهرمونات، أما بالنسبة لطرق العلاج فأشار إلى أنه تعتمد إمكانية علاج تأخر النمو على أسبابه.
ونوه سمير بأنه وفقًا لإحصائية رسمية لليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية نشرت عام 2019، فإن 21% من أطفال مصر يعانون من التقزم؛ ولذا فقد أطلقت مبادرة الرئيس عندالفتاح السيسى للكشف المبكر عن الأنيميا والتقزم والسمنة عند الأطفال، وقد أعلنت وزارة الصحة عن فحص 11 مليونًا و1082 طالب ضمن هذه المبادرة الرئاسية.
وتم تحويل الحالات المصابة بالتقزم إلى عيادات التأمين الصحى لاستكمال الفحوصات اللازمة وصرف العلاج بالمجان، كما تم تسليم هؤلاء الطلاب كارت متابعة يحتوى على بياناتهم الخاصة، وذلك لمتابعتهم دوريًّا للاطمئنان على حالتهم الصحية، مما أدى إلى انخفاض هذه النسبة في عام 2021 إلى 13%.
وللوقاية من التقزم استكمل حديثه قائلًا إنه يجب على الأهالى توفير عاملين هما التغذية الصحية السليمة للأطفال مع ممارسة الرياضة، إضافة إلى متابعة حالة الطفل الصحية خلال السنوات الأولى للكشف المبكر عن التقزم وتوفير العلاج المناسب.
من جانبه قال الدكتور إسلام التقى، إخصائى طب الأطفال وحديثى الولادة والتغذية العلاجية بمستشفيات قنا الجامعية، إن مفهوم التقزم عند الأطفال ليس مقصورًا على مشاكل النمو ولكن في أشكال أخرى للتقزم وأهمها العيوب الوراثية للأطفال المولودين بمشاكل جينية.
وأن يكون التقزم سمة من سمات العائلة، وفى هذه الحالة تكون جميع الفحوصات والتحاليل الطبية سليمة.
وأضاف أنه بالنسبة للتقزم الذي أطلق الرئيس مبادرة للكشف المبكر عنه في المرحلة الابتدائية، فهذا له أسباب كثيرة أهمها سوء التغذية والعناصر المهمة للنمو في فترة الطفولة، وهذا يكون متواجدًا أكثر في الأماكن الفقيرة.
إضافة إلى عدم استهلاك الطفل لبن الأم واستخدام ألبان صناعية ذات جودة ضعيفة تفتقر للعناصر الغذائية المهمة، حيث إن التغذية للأم اثناء فترة الحمل تلعب دورًا مهمًّا في الإصابة بالتقزم.
وأوضح التقى أن المتابعة تبدأ من أول يوم للطفل وذلك لمتابعة الوزن والطول على الأقل كل 6 أشهر لقياس الطول بالنسبة للعمر، ومن أشهر أسباب التقزم نقص هرمون النمو.
مشيرًا إلى أن طرق علاج التقزم تتمثل في إعطاء الهرمون والمتابعة المستمرة، بالإضافة لعمل الفحوصات الطبية لمتابعة نقص العناصر المهمة مثل فيتامين د، والكالسيوم، وتحليل الغدد الصماء، للوصول للتشخيص المبكر والمتابعة وبدء العلاج.