يُستخدم لدخول جوف الكعبة وغسلها قبل موسم الحج.. سلم باب الكعبة فى معرض ب«جدة»

يواصل معرض أول بيت، للفنون الإسلامية، المقام فى صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبدالعزيز الدولى فى جدة بالمملكة العربية السعودية، استقبال الزائرين من جميع الأقطار العربية والإسلامية، ويستمر حتى إبريل المقبل.
وتنشر «المصرى اليوم» جانبًا من القطع التاريخية النادرة فى المعرض، منها سلم باب الكعبة المشرفة، وبلد المنشأ الحجاز أو الهند، وتاريخ الصنع 1240 هجرية/ 1825م، ومصنوع من الخشب الساج الهندى، ومكان الحفظ فى الهيئة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى بالمملكة.
وجارٍ عرض السلم فى جناح مدار، قاعة 5، ضمن بينالى الدرعية، وهو عبارة عن سلم متحرك يُستخدم للدخول فى جوف الكعبة للزيارة أو لإجراء مراسم غسلها قبل الحج، وغالبًا ما كان يوضع إلى جوار باب بنى شيبة وبئر زمزم.
ويغلب على زخارفه الطابع العثمانى، وعناصر زخرفية هندية وحجازية، وفوق الدرجة الأولى من السلم نُقشت عبارة: «المفتقر إلى الغنى الأكبر، عبده الراجى محمد منور، بتاريخ 1240 هجرية/ 1825م»، وهناك عبارة أخرى على جانبه الأيسر: «عبدك منور».
ويضم المعرض 600 قطعة أثرية من أندر المخطوطات، جرى تجميعها من متاحف العالم، ويقام البينالى على مساحة 100 ألف متر مربع، نحو 70 ألف متر مربع منها لمنطقة العرض، وهناك 5 قاعات.
بالإضافة إلى صالات مخصصة لعرض القطع من مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومساحة خارجية تحت مظلات صالة الحجاج، تضم أعمالًا فنية.
وبعد فراق نحو 100 عام جمعت فعاليات بينالى الدرعية بين الشمعدانين الأخوين فى قاعة العرض رقم 5، المعروفة باسم جناح مدار، وقد تطابقت القطعة الأثرية المصرية فى الزخارف والكتابات مع قطعة سبقتها فى الحضور إلى القاعة.
قال خبير أثرى مشارك فى البينالى: «يبدو أن أنطونيو بيناكى، تاجر العاديات وجامع التحف المشهور، ابن الإسكندرية، قد باع أحدهما إلى دار الآثار العربية فى باب الخلق أو أهداها إلى ماكس باشا هرتس، باش مفتش لجنة حفظ الآثار العربية ومدير دار الآثار، التى تحول اسمها سنة 1951 إلى متحف الفن الإسلامى فى القاهرة».
وقد صُنع الشمعدانان خصيصًا للحاكم قايتباى مصر أو الشام، بتاريخ رمضان 887ه/ أكتوبر نوفمبر 1482م، من نحاس، مادة عضوية سوداء، وبهما نقوش وقفية متطابقة تسجل إهداء الشمعدانين إلى الحجرة النبوية بالمسجد النبوى فى رمضان 887ه/ أكتوبر- نوفمبر 1482م.
ومكان الحفظ فى متحف الفن الإسلامى بالقاهرة، ومتحف بيناكى، فى أثينا، 13040، وعقب التهام النار الحجرة النبوية الشريفة عام 886ه/ 1481م، أمر الحاكم قايتباى بوضع حاجز معدنى ضخم لحمايتها.
وبلغ وزن الحاجز 20 طنًا، وتمّ نقله من القاهرة على جمل، كما أمر بصنع 3 شمعدانات للحجرة الشريفة، اثنان منها معروضان فى جدة، وساهم اهتمامه بتشييد المبانى الدينية وترميمها فى ازدهار الفنون خلال فترة حكمه.
ويوجد على رقبة كلّ شمعدان شريط كتابى ينص على أن الشمعدان مُهدى إلى قبر الرسول، صلى الله عليه وسلم، من سيدنا السلطان الملك الأشرف أبى النصر قايتباى، وكُتب تاريخ الإهداء فى رمضان 887ه/ أكتوبر- نوفمبر 1482م، ولعلّ توقيت الإهداء، خلال شهر رمضان المبارك، كان مقصودًا.
ويحمل بدن كلّ شمعدان اسم الحاكم منقوشًا داخل الرنك الكتابى الخاص بالحاكم، ويمتد حوله نقش آخر بخط أكبر، وتأخذ أعالى حروف خط الثلث أشكالًا تشبه الملقاط، وظهر هذا النمط الجديد من الخط المملوكى فى عهد قايتباى.
وتعدّ شمعدانات المسجد النبوى من أقدم الأمثلة التى يمكن التأريخ لها كنموذج على ذلك، وربما يكون هذا الخط قد صُمم خصيصًا لهذه المناسبة.