انطلقت اليوم، على وقع الأزمات الاقتصادية والسياسية في العاصمة الأرجنتينية، بونيس آير، القمة السابعة لمجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي «سيلاك»، التي تضم 33 دولة، وسط دعوات لإطلاق عملة مشتركة على غرار الاتحاد الأوروبي؛ لحماية وتدعيم العملات المحلية لبلدان المجموعة، والحد من وقوعها تحت مطرقة الأخضر الأمر يكي- المهيمن الرئيس على اقتصاد العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وأفادت صحيفة «فايننشيال تايمز»، أمس، أن البرازيل والأرجنتين، صاحبتي أكبر اقتصادين في أمريكا الجنوبية، ستناقشان تفاصيل إصدار عملة موحدة لبلدان أمريكا اللاتينية، بعدما اتفقتا على إصدارها تحت اسم «سور» أي «الجنوب»، ودعتا باقي دول أمريكا اللاتينية للانضمام لها على غرار اليورو الغربي للاتحاد الأوروبي. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن قمة أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي التي أنشئت بالأساس لمواجهة النفوذ الأمريكي باتت تستهدف بشكل جدي تعضيد عملاتها المحلية والحد من وقوعها تحت مطرقة الدولار عبر التجارة الإقليمية، ودعم الاقتصادات المحلية لهذه البلدان. في غضون ذلك، صرح وزير الاقتصاد الأرجنتيني، سيرجيو ماسا، بأن عملة «سور» ستكون أولى الخطوات نحو طريق طويل يجب أن تقطعه بلدان أمريكا اللاتينية، لافتًا إلى أن العملة الموحدة قد تستغرق سنوات عديدة لترى النور. ويشارك في القمة قادة دول محورية في أمريكا اللاتينية، بينما سيغيب عنها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لأسباب أمنية، وفق بيان رسمي صادر عن الرئاسة، ورئيسة البيرو دينا بولوارتي التي تشهد بلادها احتجاجات منذ عدة أسابيع بعد عزل الرئيس السابق وسجنه. ومن المعتزم أن تتناول أجندة القمة عددا من القضايا، على رأسها الأزمات الاقتصادية المتعددة الناجمة عن الحرب الروسية على أوكرانيا؛ مما يجعل الجهود الهادفة لتحقيق التكامل الإقليمي بين دول المجموعة، وإنشاء عملة برازيلية وأرجنتينية مشتركة محط أنظار الجميع. تأسست قمة بوينس آيرس منذ إطلاقها لتفادي النفوذ الأمريكي، لكن واشنطن ستكون ضيفا بها هذا العام؛ إذ بعث الرئيس الأمريكي جو بايدن، مستشاره الخاص للأمريكيتين كريس دود للمشاركة، ومن المتوقع أن يلقي الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا بالفيديو خلالها، كما سيحضرها الرئيس البرازيلي الجديد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي يقود وفد بلاده العائدة للمجموعة بعد غياب استمر عامين. اقتراح العملة الموحدة جاء عقب اقتراحٍ مُناظر أطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو الماضي خلال أعمال قمة مجموعة الاقتصادات الناشئة «بريكس» التي تضم روسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل، لإنهاء انفراد الدولار الأمريكي بالهيمنة على اقتصادات العالم.