الصين ترفع «الحجر الصحى».. وتفتح حدودها للمسافرين

رفعت الصين أمس الحجر الصحى الإلزامى للمسافرين الوافدين من الخارج لتضع بذلك حدا لعزلة فرضتها على نفسها فى وقت تواجه فيه موجة وبائية جديدة من كوفيد-19، وذلك بعد قيود فرضت مدة ثلاث سنوات من تطبيق «استراتيجية صفر كوفيد» الأكثر صرامة فى العالم، والتى أثقلت كاهل الاقتصاد الصينى وأدت إلى اندلاع المظاهرات فى جميع أنحاء البلاد.
ورفعت بكين أغلب إجراءات مكافحة الجائحة الشهر الماضى، وسط مخاوف متصاعدة فى الخارج من انتقال الفيروس منها، ومن ثم عمدت بعض الدول إلى فرض قيود على المسافرين من الصين، والتى نددت بها «الأخيرة»، واعتبرتها «غير مقبولة» رغم أنها ظلت مغلقة منذ عام 2020 أمام السياح والطلاب الأجانب.
ومن المتوقع عقب قرار بكين الجديد أن يبدأ كثير من الصينيين فى السفر للخارج، وهو التحول الذى تنتظره المقاصد السياحية فى دول مثل تايلاند وإندونيسيا. كما ألغت السلطات الصينية اختبار تشخيص الإصابة بكوفيد، وكذلك إجبارية العزل للوافدين إلى الصين.
وفى هذا السياق، قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن «سياسة الاحتواء» كان لها تأثير ضخم على اقتصاد البلاد الذى يعد ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، فضلا عن أنها ولدت حالة من السخط فى المجتمع الصينى مما أدى إلى احتجاجات على طول البلاد وعرضها قبل وقت قصير من تخفيفها.
وقالت «الجارديان» فى تقرير لها أمس إن الصين تشهد فترة السنة القمرية الجديدة المشوبة بالقلق مع سفر الملايين بينما يواصل كوفيد -19 الانتشار.
ولفت التقرير بأن الموجة المتوقعة من الزائرين أدت إلى قيام أكثر من 12 دولة بفرض اختبارات كوفيد الإلزامية على المسافرين من الصين التى تعد الأكثر سكانا فى العالم فى الوقت الذى تحارب فيه «أسوأ تفشى» للجائحة عندها.
ومن المتوقع، حسب التقرير، أن يتفاقم تفشى كورونا مع دخول الصين فى عطلة السنة القمرية هذا الشهر، والذى يتوقع أن يسافر فيه الملايين من المدن الكبرى المنكوبة بالوباء، إلى الأرياف لزيارة ذويهم الأكبر سنا والذين يعيشون فى أوضاع هشة.
ونبه التقرير إلى أن الصين بدأت أول يوم فيما يعرف ب«تشون يون»، وهى فترة الأربعين يوما من «سفر» السنة القمرية الجديدة، والمعروفة قبل تفشى الجائحة ب«أكبر هجرة شعبية سنوية» فى العالم. وأشار التقرير إلى أن العطلة العامة للسنة القمرية الجديدة، تبدأ رسميا من 21 يناير، وسوف تكون الأولى منذ 2020 دون قيود داخلية على السفر. وذكر أن وزارة النقل الصينية أعلنت الجمعة الماضى أنها توقعت قيام ما يزيد على 2 مليار مسافر برحلات سفر على مدار الأربعين يوما المقبلة، أى ما يقرب من ضعف حركة العام الماضى وبما يمثل 70 بالمائة من مستويات عام 2019.
ويشكل رفع الحجر الصارم فى فنادق محددة التدبير الأخير فى هذه القيود. وهذا الإجراء مفروض منذ مارس 2020 ويخضع له كل شخص وافد من الخارج.
وكان الحجر فى الأساس ثلاثة أٍسابيع لكنه خفض بعد ذلك إلى أسبوع الصيف الماضى ومن ثم إلى خمسة أيام فى نوفمبر.
وفى تطور لاحق، تم استئناف الرحلات العادية بين البر الرئيسى للصين وهونج كونج، حيث رُفعت الحواجز فى مطار بكين التى كانت تفصل الرحلات الدولية القادمة عن تلك الداخلية.
ويأمل المستثمرون أن يؤدى إعادة الفتح فى نهاية المطاف إلى تنشيط الاقتصاد، الذى تقدر قيمته بنحو 17 تريليون دولار، ويعانى من أدنى معدل نمو له منذ ما يقرب من نصف قرن.
لكن اليابان شددت، فى المقابل، من القيود المفروضة على المسافرين القادمين من البر الرئيسى الصينى، حيث طلبت تقديم دليل على سلبية الإصابة بفيروس كورونا.
وحول إصابات كورونا عالميا، أعلنت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية أمس أن حصيلة الإصابات المؤكدة بالفيروس ارتفعت إلى 664 مليونا و127 ألفا و405 إصابات. ولفتت الجامعة إلى أن إجمالى الوفيات جراء الإصابة بالفيروس حول العالم ارتفع إلى 6 ملايين و706 آلاف و297 وفاة.
وأضافت أن الولايات المتحدة سجلت أكبر عدد من حالات الإصابة حول العالم، والتى بلغت أكثر من 101.2 مليون إصابة، فى حين تجاوزت حصيلة الهند 44.6 مليون إصابة لتحتل المرتبة الثانية، تليها البرازيل بأكثر من 36.4 مليون.
كما تصدرت الولايات المتحدة قائمة الدول من حيث عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس بأكثر من مليون و96 ألف حالة، تلتها البرازيل فى المرتبة الثانية ب694 ألفا و779 وفاة ثم تأتى الهند فى المرتبة الثالثة بإجمالى 530 ألفا و720 وفاة.