هجوم برلمانى على وزير التموين بسبب «ارتفاع الأسعار»

شن أعضاء مجلس النواب هجومًا حادًا على الدكتور على المصيلحى، وزير التموين، وحملوه مسؤولية ارتفاع الأسعار بسبب سياسات الوزارة، كما طالب بعضهم بتقديمه استقالته، أو أن تتقدم الحكومة بأكملها بالاستقالة.
طالب النائب نافع عبدالهادى، خلال توجيه طلبات إحاطة لوزير التموين، فى الجلسة العامة، أمس، بإقالته أو استقالته، قائلًا: إن الوزارة سلمت الشعب للتجار الجشعين، وساعدت فى تعظيم دور المحتكرين وعدم القيام بدورها فى ضبط الأسعار، فالغلاء فاق الحد والتصور، متسائلًا: «أين دور الوزارة؟».
وتابع أن الوزارة تسير بسياسات عكس توجيهات رئيس الجمهورية الذى يطالب بضبط الأسعار ومواجهة الاحتكار، والوزارة لأسباب لا يعلمها إلا الله تسير عكس الاتجاه.
وقالت النائبة ألفت المزلاوى، موجهة حديثها لوزير التموين: «أنت مينفعش تكمل معانا، أنت وزير مأزوم وتصدر المشكلات للنواب، ولا تقابلهم لحل المشكلات»، مشيرة إلى أزمة ارتفاع الأسعار واختفاء الخبز.
وانتقد النائب هشام حسين وجود اضطرابات كبيرة فى سوق الذهب، على عكس الأسعار العالمية، قائلًا: «الذهب بيزيد وينزل فى يوم وليلة»، وقال، خلال توجيه طلب إحاطة لوزير التموين، إن هناك تلاعبا ملحوظا فى أسعار العملة من جانب بعض تجار الذهب، وهو ما تسبب فى تأثر أسعاره بشكل ملحوظ فى الفترة الأخيرة.
وأشار إلى أزمة الأرز، متهمًا قرارات وزير التموين بالتسبب فيها، وعلى الرغم من وجود بوادر بحل الأزمة، إلا أنها عادت مرة أخرى، وهناك نقص فى المعروض بالأسواق، بالإضافة لارتفاع الأسعار، لافتًا إلى أزمة رغيف الخبز الذى يعانى من قلة الجودة والحجم والشكل، فهناك تلاعب ملحوظ من جانب بعض الأفران، الأمر الذى يتطلب مزيدًا من الرقابة.
وقال إن الدائرة التاسعة بالجيزة تعانى من عدم وجود مخابز، وكذا منطقة حدائق أكتوبر لا يوجد بها مخابز، بالإضافة إلى أن الشيخ زايد العدد الموجود فيها قليل ولا يلبى متطلبات المواطنين من العيش المدعم، متسائلًا عن سبب عدم تشغيل 7 منافذ بيع تابعة لوزارة التموين فى أكتوبر، مشيرًا إلى أن جهاز مدينة أكتوبر خصص الأماكن، إلا أنها لم تعمل حتى الآن، فضلًا عن عدم تشغيل مخابز بمناطق إسكان دهشور.
واتهم النائب أحمد الحديدى، وزير التموين، بالعمل ضد الدولة، وقال: «أتوقع أن بعد الأزمة التى فعلها الوزير أن يقدم استقالته»، متهمًا الوزير بدعم مجموعة مستفيدة والعمل ضد الدولة وإصدار قرارات خاطئة: «النهاردة 3 فى الشهر توجد مستودعات لم يصل لها حتى الآن مواد تموينية، وواضح إن كلامى مش عاجب حضرتك».
وقاطعه رئيس مجلس النواب، المستشار الدكتور حنفى جبالى، وطالبه بعدم توجيه حديث شخصى للوزير، وقال: «أرجو استمرار حديثك فى الموضوع وعدم توجيه أى كلام للوزير، لا توجه ملحوظات شخصية»، ودعاه جبالى للالتزام باللائحة، واستكمل «الحديدى»، حديثه، مؤكدًا وجود مستودعات تموينية لم يصل إليها مواد حتى الآن: «حتى الآن مفيش حاجة وصلت للمواطن!».
وطالب النائب أحمد فرغلى باستقالة الحكومة، وقال «إن الحكومة أصبحت وزارة السوق السوداء، وغرقت فى كيلو أرز وتركت المواطن فريسة للغلاء، فالوزارة تدخلت فى أزمة الأرز فأصبح بسعرين ومش موجود، والزيت اختفى، والحكومة تصدر قرارات وهمية تقول سلع استراتيجية تكفى 6 أشهر أو 5 أشهر، الأرز أو زيت وكل الأسعار تزيد والحكومة فى وادى تانى خالص».
وتابع: «الدعم الذى تقدمه للمواطن ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، والحكومة قالت الدعم للفرد يساوى 50 جنيها، بعد التضخم أصبح المواطن يحصل على ثلث الدعم، ولم يعد هناك طبقة متوسطة، وأصبحت من محدودى الدخل ومعدومى الدخل، والوزارة انتهت صلاحيتها ويجب على المجلس حماية المواطن من الحكومة ويجب على الحكومة تقديم استقالتها».
وقال النائب محمد نجيب: «المواطن يعانى بسبب سياسات وزارة التموين والتجارة الداخلية»، مضيفًا أن هناك بطاقات تموينية لغير مستحقين، وهناك مستحقون ليس لديهم بطاقات تموينية وغير قادرين على إصدار بطاقات»، منتقدًا أزمات أسعار الأرز والقمح، ما المانع فى التسويق بالأسعار العالمية؟.
وأوضح النائب إمام منصور: لا بد أن نكون واضحين أمام أنفسنا، وهناك أزمة عالمية، لكن نحتاج إجراءات أكثر صرامة من الوزارة، مشيرًا إلى غياب الرقابة على الأسواق، اليوم بيكون فيه 3 أسعار، الصبح بسعر والضهر بسعر والمغرب بسعر، مطالبا برفع سعر توريد إردب القمح لتشجيع الفلاحين على الزراعة.
وأشار النائب محمد أبو هميلة إلى وجود مشكلة فى عدم وجود بعض السلع، منتقدًا الدور الرقابى للوزارة وقلة عدد مفتشى التموين الذى يؤثر على الرقابة، خاصة فى المخابز وعدم التفتيش والمراجعة.
ومع تزايد الهجوم على وزير التموين، طالب المستشار حنفى جبالى، أعضاء المجلس، بالهدوء: «مالكم النهاردة فى فرط حركة ونشاط زائد؟، هو أنتم عندكم حاجة بعد الجلسة؟، سنة 2023 بدأت خلاص، كل اللى أنت عايزه قوله بموضوعية وهدوء، لكن يزداد حماسك مش هتعرف تنظم كلمتك والوقت هيضيع منك، لكن الكلام بهدوء ستنهى كلمتك فى الوقت المحدد».
وحاول النائب أشرف رشاد، زعيم الأغلبية، تخفيف الضغط على وزير التموين، بعد تعرضه لموجة هجوم عنيفة، وقال «رشاد» إن الوزارة تواجه تحديات كبيرة فى هذه المرحلة، ومطالب النواب من الوزارة مشروعة.
ووجه الشكر لوزير التموين، موضحًا أنه تجاوب مع العديد من طلبات النواب، مشيدًا بدور مباحث التموين على جهودها فى الرقابة، قائلا: «مطالب النواب مشروعة، ونعرف أن وزارة التموين هدفها نبيل فى خطواتها، وسبق وتحفظنا فى لقاءاتنا مع الوزير على بعض آليات العمل بالوزارة».
وقالت النائبة سناء السعيد: «الحكومة بتتفرج على معاناة المواطن، ووزير التموين هو المسؤول عن ارتفاع الأسعار»، مبدية غضبها من رد فعل الوزير على كلمات النواب واستقباله الكلمات بالابتسامة، وأضافت: «ابتسامة الوزير ما هى إلا استفزاز، نحن نواب الشعب، فلماذا رد الفعل بهذا الشكل؟، ونعلم أنه لن يكون هناك إجابات عملية لدى الوزير».
وأوضح علاء عابد، رئيس لجنة النقل والمواصلات، أن تقرير البنك الدولى، وتحديدًا حديثه عن الغذاء، يدعو للقلق، خاصة أنه يتحدث عن وجود تضخم كبير فى ظل أن مصر أكبر دولة مستوردة للقمح فى العالم، مضيفًا: «القادم هو الأصعب على العالم وعلى مصر، ونتساءل جميعًا هو فين الرز؟».
وطالب وزير التموين بالنزول إلى الأسواق: «لا تسمع للتقارير لأن كلها كذب، إنزل للغلابة وطبطب عليهم، عايزين نشوفك فى الأسواق مش فى المولات، فالتقارير التى تأتى للوزارة من 27 محافظة كلها كدب».
وانتقد النائب محمود بدر، وزير التموين، قائلًا: «مينفعش تتأنعر على الناس»، مضيفًا: «لما نحب نختصر رؤية وزارة التموين بخصوص الدعم نرجع لتصريح الوزير لما قال لمواطن، الناس عايزه زيت بيور أنت جاى تاخد دعم وتتأنعر؟، تصريح الوزير الذى قاله علشان المواطن بيطلب حقه فى سلعة نضيفة!».
وخاطب المستشار حنفى جبالى قائلًا: «زى ما بتطلب مننا ضبط انفعالتنا نرجو أن الحكومة تضبط تصريحاتها، كل وزير ماينفعش يتأنعر على الشعب، كل وزير بياخد مرتبه من ضرائب الشعب».
وأشار إلى رد فعل «المصيلحى» على كلمات النواب بابتسامة، وقال: «بجملة الضحك اللى بيضحكه، هاقولك نكتة لمواطن شالوا مراته من بطاقة التموين من سنة 2018، بحجة إنها ميتة، لحد النهاردة بيحاول يثبت إن مراته لسه عايشة».
وانتقد النائب كريم السادات سياسات وزارة التموين، وقال: «خرج علينا أحد المسؤولين فى الوزارة يتحدث عن فوائد رجل الفراخ وقيمتها الغذائية، فى صورة من صور الانفصال عن واقع الأزمة، السلع الرئيسية لم تعد متوفرة فى الأسواق، وتركتنا الحكومة كنواب للشعب عرضة لمواجهة المواطنين فى الشارع».
من جانبه، أعلن الدكتور على المصيلحى، فى رده على النواب، رفضه فكرة التسعير المسبق للأرز، وقال: «عندما قامت الحكومة بالتسعير باظت سوق الأرز، ولا يوجد معنى للتسعير الجبرى ولن نعود للستينيات».
وقال: «من هنا أعلن أنه لا يوجد دستور أو قوانين متاحة تسمح بعودة الحكومة للتسعيرة الجبرية، والموجود لدينا هو قانون منع الممارسات الاحتكارية، به مادة تسمح للحكومة بتسعير سلعة معينة فى ظروف معينة ولمدة محددة، بعد عرض الوزير المختص على مجلس الوزراء، ويصدر قرار التسعير وتم استخدامه فى 2017 لتسعير السكر».
وحول اتهامه بأنه وزير يصنع الأزمات، أوضح: «أشكر من قال إننى وزير الأزمات، فأنا وزير حل الأزمات».