بعد هجوم «النواب» عليه.... هل أصبحت أيام وزير التموين في الحكومة معدودة؟

تعرض الدكتور على مصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، لموجة من الهجوم داخل مجلس النواب الحالي، تمثلت في 151 أداة رقابية، لم يسبقه فيها سوى وزير الإعلام السابق، أسامة هيكل، الذي اضطر بعدها لتقديم استقالته، ليكون أول وزير في حكومة الدكتور مصطفى مدبولي يتقدم باستقالته بس انتقادات البرلمان له.
ويواجه وزير التموين، الدكتور على مصيلحي، أزمة مزدوجة، وهي ارتفاع اسعار السلع، والرقابة على الأسواق، والتي تشهدها الأسواق منذ عام تقريبًا، وتسببت في استياء شعبي تجاه الحكومة بشكل عام، وهو ما عبر عنه طلب النائب أحمد فرغلي، خلال الجلسة العامة باستقالة الحكومة، قائلًا إن الحكومة أصبحت «وزارة السوق السوداء، وغرقت في كيلو أرز وتركت المواطن فريسة للغلاء»، فيما قال النائب عبدالمنعم إمام، أمين سر لجنة الخطة والموازنة بالمجلس: «إن الطوابير أمام المخابز عادت مرة أخرى للحصول على رغيف الخبز، بخلاف تراجع ضوابط الخبز السياحي من حيث الوزن والجودة» ورفع أمام المجلس رغيف خبز أقل من كف اليد، ليبرهن للوزير ضعف الرقابة على المخابز.
مخاوف النواب من تصاعد أزمة توافر السلع وارتفاع الأسعار، عبر عنها زعيم الأغلبية البرلمانية لحزب مستقبل وطن، النائب المهندس أشرف رشاد، قائلاً: «مطالب النواب مشروعة، ونعرف أن وزارة التموين هدفها نبيل في خطواتها، ولكن سبق وتحفظنا في لقاءاتنا مع الوزير على بعض آليات العمل بالوزارة«.
الهجوم يخرج عن الموضوعية:
لم يتوقف الهجوم على وزير التموين الدكتور على مصيلحي، عند ضعف الرقابة على الأسواق أو ارتفاع أسعار السلع، ولكن امتد لجوانب أخرى، حيث اعتبرت النائبة سناء السعيد، ابتسامة وزير التموين للنواب أثناء هجومهم، استفزازياً، وقالت: «لوزير مبتسما، وابتسامة الوزير ما هي إلا استفزاز لنا، نحن كنواب الشعب، فلماذا رد الفعل بهذا الشكل، ونعلم انه لن يكون هناك إجابات عملية لدي الوزير».
فيما وصف النائب محمود بدر، ابتسامة الوزير ب«الأنعرة»، وقال في جملة هجومه على الوزير: «بجملة الضحك اللي بيضحكه الوزير، هاقولك نكتة لمواطن شالوا مراته من بطاقة التموين من سنة 2018، بحجة إنها ميتة، لحد انهاردة 2023 بيحاول يثبت إن مراته لسة عايشة»
هجوم الشارع على النواب:
من جانب أخر ظهر في هجوم النواب على وزير التموين ما يتعرض له كل نائب بدائرته من هجوم بسبب ارتفاع الأسعار وتوافر السلع، وهو ما عبر عنه النائب كريم السادات، عن تعرض النواب للهجوم بسبب ضعف أداء الحكومة، وقال: «السلع الرئيسية لم تعد متوفرة في الأسواق، وتركتنا الحكومة كنواب للشعب عرضة لمواجهة المواطنين في الشارع»
الوزير يعترف بضعف الرقابة:
أمام هجوم النواب، اعترف وزير التموين الدكتور على المصيلحي، أن الرقابة على الأسواق «ضعيفة جدا» وقال :«هذا أمر حقيقى فمنذ عام 1995 لم يتم أي تعاقد بإعلان مع أحد، وأن هناك قرار سابق من الحكومة بمنع التعيين في الحكومة إلا بشروط، والبديل هو الانتداب من جهات حكومية أخرى».
وعن مطالب بعض النواب بفرض تسعيرة جبرية على السلع الاستراتيجية مثل الأرز قال الوزير:«لا يوجد دستور أو قوانين متاحة تسمح بعودة الحكومة للتسعيرة الجبرية، والموجود لدينا هو قانون منع الممارسات الاحتكارية، وبه مادة تسمح للحكومة بتسعير سلعة معينة في ظروف معينة ولمدة محددة بعد عرض الوزير على مجلس الوزراء ويصدر قرار التسعير وتم استخدامه في 2017 لتسعير السكر».
أعلن الدكتور على المصيلحى في رده على النواب، رفضه فكرة التسعير المسبق للأرز، وقال :«عندما قامت الحكومة بالتسعير باظ سوق الأرز، ولا يوجد معنى للتسعير الجبرى ولن نعود للستينات».
ويوزع المسؤولية ثم يطرح حل:
انتهز وزير التموين انتهاء النواب من كلماتهم وهجومهم، ليرد بعض الاتهامات إلى المنوط بها التدخل، وقال «إن عدم وجود نظام لتداول سلعة معينة خطر ما بعده خطر وظهرت الأزمة العام الماضى عندما اختفى الأرز المصرى ولم يورد أحد بعد تسعيره بتسعة ونصف واستوردنا الأرز من الهند وتم بيعه بعشرة جنيهات ونصف»، وتابع، «أنه صحيح تم بيع الأرز في أغسطس الماضي، والبهوات دفعوا عربون للمزارعين، وكان لسه أرز أخضر، ولم يكن لدي الوزارة حصر بالمضارب على مستوى الجمهورية. وليس لدينا مخزن ولا رخصة له ولا حتى مواصلات له، وحتى لو الواقع صعب سنراه كما هو بالاعتراف بالحق فضيلة، ونعمل على تحسينه».
وتابع وزير التموين، أن هيئة سلامة الغذاء جهة رقابية مستقلة وتتبع مجلس الوزراء، وهي المسؤولة عن المواد الغذائية منذ بداية نزولها من المبناء حتى تصل إلى المواطنين، وليس وزارته التموين والتجارة الداخلية«.
التغيير الوزاري المرتقب:
بعد انتهاء جلسة مواجهة وزير التموين، عاد الحديث عن تعديل وزاري مرتقب، قد ينال وزارة التموين والتجارة الداخلية، لتخفيف حدة الهجوم على الحكومة، بسبب أزمة توافر السلع وارتفاع الأسعار التي تسببت فيها الحرب الروسية الإوكرانية.