يعتبر «القمح» من أهم المحاصيل الغذائية فى مصر، بل الكثير من بلدان العالم، ورغم زيادة المساحة المنزرعة خلال ال20 سنة الماضية من 1.5 ل 3.6 مليون فدان، وكذا زيادة متوسط إنتاجية الفدان إلى نحو 18 إردبًا، إلّا أن هناك فجوة كبيرة بين الإنتاج والاستهلاك، نظرًا للزيادة السكانية والتى وصلت إلى نحو 105 ملايين نسمة. وتعد «الشرقية» ضمن المحافظات الرائدة فى زراعة المحصول وتوريده على مستوى الجمهورية، وذلك فى إطار الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية بالمحافظة، لزيادة المساحة المنزرعة، وكذلك الإنتاجية العالية لتحقيق الاكتفاء الذاتى. «سنابل الخير» القمح يكسو غيطان الشرقية يقول مجدى سليمان، أحد المزارعين، إنه يحرص على زراعة محصول القمح سنويًا؛ كونه أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية التى تعد عصب الاقتصاد، حيث يعتمد أغلب الشعب المصرى فى غذائه على القمح ومشتقاته، لافتًا إلى أنه محصول شتوى يتم زراعته بدءًا من منتصف أكتوبر وحتى منتصف ديسمبر، ويحتاج من 4 ل5 ريّات، وعلى الأقل مرتين أسمدة آزوتية بواقع 4 شكائر للفدان نسبة آزوت 46%، أو 5 شكائر آزوت 33%، ورشتين للتطهير وزيادة الإنتاج، فضلًا عن إعطائه رشة مع بداية الزراعة للوقاية من الحشائش. وأكد أن القمح المصرى من أجود أنواع الأقماح العالمية، والذى تقل به نسبة الأرجوت، كما أنه أصبح يمثل اقتصاد الأسرة المصرية بعد تراجع بعض الزراعات الأخرى. «سنابل الخير» القمح يكسو غيطان الشرقية ويحقق القمح هامش ربح للفلاح بعد زيادة أسعاره رغم انخفاضها عن النسب العالمية، وتولى الدولة اهتمامًا كبيرًا بزراعته وتخزينه داخل الصوامع المخصصة لذلك، للحفاظ على المحصول. وأضاف السيد عبدالفتاح، أحد المزارعين، أن هناك إقبالًا كبيرًا على زراعة محصول القمح، كونه يعد من المحاصيل الاستراتيجية التى أصبحت تدر دخلًا على الفلاح، خاصة فى فصل الشتاء، حيث يقبل الفلاح على زراعته لتحقيق هامش ربح بعد عناء الزراعة الصيفى، وذلك فى إطار التوعية المكثفة من قبل الإرشاد الزراعى ومراكز البحوث الزراعية، بدءًا من تجهيز الأرض واختيار التقاوى حتى موسم الحصاد، لافتًا إلى أن التوسع فى زراعة القمح على مصاطب كان أحد الحلول المبتكرة لزيادة الإنتاجية، واكتشاف أنواع جديدة وطرق حديثة لتقليل الجهد والمال، مطالبًا بتكثيف الرقابة على منافذ البيع فى ظل ارتفاع سعر المخصبات الزراعية والأدوية المقاومة للآفات، والتى أصبحت تمثل عبئًا كبيرًا على الفلاح. «سنابل الخير» القمح يكسو غيطان الشرقية بدوره، أوضح المهندس سمير راشد، نقيب الزراعيين بالشرقية، أن تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح واجب وطنى على كل مواطن، سواء كان مزارعًا أو تاجرًا أو منتجًا أو مستهلكًا، كما أنه يجب الاهتمام باختيار الأصناف الملائمة للظروف البيئية المحيطة بالمناطق التى يتم زراعتها، وكذا الاهتمام بالسياسة الطبيعية المحددة بمحافظة الشرقية، والتى حباها الله مساحات صالحة للزراعة، حيث إن مساحة المحافظة 873 ألف فدان والمستهدف زراعته 443 ألف فدان. «سنابل الخير» القمح يكسو غيطان الشرقية وقال «راشد» إن الأصناف التى حددتها الوزارة للمحافظة تشمل (مصر 3، ومصر 4، وسخا 95، وجيزة 171، وجميزة 12)، وهى مستنبطة بمعرفة مركز بحوث القمح؛ كونها عالية الإنتاج ومقاومة للأمراض، وأنه لابد من شراء هذه الأصناف من مصادر موثوق بها، وتكون معاملة بالمطهرات لمقاومة التفحم السائب، منوهًا بأنه لا بد من اختيار الميعاد الأمثل للزراعة، للحصول على أعلى إنتاجية من المحصول، نظرًا لأن التبكير أو التأخير فى أعمال الزراعة يؤدى إلى نقص فى المحصول، خاصة أن زراعة القمح تجود فى الأرض الخصبة جيدة الصرف والخالية من الحشائش، ويجب أن يتم حرثها وتسويتها بالليزر، خاصة إذا كان المحصول السابق «أرز». وأشار الدكتور عمر أبو وردة، باحث بمعهد بحوث الهندسة الزراعية، إلى أن محصول القمح يعد المحصول الاستراتيجى فى مصر بصفة عامة وفى محافظة الشرقية على وجه الخصوص. «سنابل الخير» القمح يكسو غيطان الشرقية ونظرًا للأخطار التى تواجهها مصر نتيجة نقص كمية مياة الرى، وكذا زيادة الفجوة الغذائية، فكان دور مركز البحوث الزراعية بمعاهده المختلفة فى استحداث طرق جديدة لزراعة القمح، واستنباط أصناف جديدة بهدف زيادة الإنتاج وتوفير المياه، وزيادة الدخل القومى، لافتًا إلى أنه قد تم التوصل إلى أن زراعة القمح على مصاطب تزيد الإنتاجية من 4 ل 5 أرادب للفدان، كما توفر المياه اللازمة للرى من 25 ل30٪ بما يتيح الفرصة للتوسع الأفقى وزراعة ما يعادل 750 ألف فدان إضافية بنفس كمية المياه، مؤكدًا أن «الشرقية» هى المحافظة الأولى التى نفذت هذه الفكرة منذ 2010 «سنابل الخير» القمح يكسو غيطان الشرقية وأضاف «أبو وردة» أنه تم تطوير عملية الزراعة اليدوية على مصاطب إلى الزراعة الآلية، بمشاركة معهد بحوث الهندسة الزراعية فى 2011، من خلال مشروع تعزيز الأمن الغذائى العربى، والممول من أكاديمية البحث العلمى ومنظمة الإيكاردا، برعاية قسم بحوث القمح. كما تم تطوير السطارات الأمريكية لتناسب زراعة القمح على مصاطب فى سطور، لافتًا إلى أنه تم التوجه لعملية التصنيع المحلى لسطارات زراعة القمح على مصاطب، من خلال بروتوكول التعاون بين وزارة الزراعة، ووزارة الإنتاج الحربى، وتم تكليفه بتنفيذ البروتوكول بين الوزارتين، حيث تم تصنيع 52 سطارة محلية بنسبة 100% لأول مرة، وبتمويل من معهد بحوث الهندسة الزراعية - مشروع تحسين نظم الميكنة المستدامة ل52 سطارة، ثم توالت عملية التصنيع بتوجيه من رئيس الجمهورية وتم تصنيع850 سطارة، موزعة بمعهد بحوث الهندسة الزراعية، وبمحطات قطاع الزراعة الآلية على مستوى الجمهورية.